العودة إلى مدارسنا

في كل عام وكما هي العادة مع اقتراب العودة إلى المدارس يتم الاستعداد من الأهالي من توفير حاجيات أولادهم «بنين وبنات» وإن كان هذا الاستعداد يتم قبل فترة وجيزة أو بسيطة من بدء الدراسة أو قبلها، وهذا الاستعداد كما أسلفنا من جهة العوائل وأولياء الأمور.

ولو تحدثنا على مستوى المدارس ومسألة استعدادها لوجدنا الأمر أمرّ من جهة الأهالي وأولياء الأمور فالمدارس وللأسف لا يتم الاستعداد فيها من قضية الصيانة على وجه الخصوص إلا بعد رجوع الطلاب للمدارس ويا للعجب، فنحن نتساءل لماذا؟، مع وجود الوقت الكافي «أكثر من أربعة أشهر» ومع ذلك يتوقف العمل حتى رجوع الطلاب، وبهذا يكون الإزعاج في داخل المدرسة من عملية الضرب والرش وما شابه ذلك.

وفي خارج المدرسة من بقايا الحديد والخشب وغيرهما مما يعيق حركة الطلاب في الدخول والخروج.

وما خفي كان أعظم فلربما تتوقف الدراسة بشكل نهائي أو ينقل الطلاب بالدراسة مساءً بسبب البطء في العمل والحبو في إتمام الصيانة.

ونأتي للكلام على مستوى أعلى وهو الكلام على مستوى الوزارة من حيث الاستعداد وهي «أي الوزارة» كسابقيها يبقى استعدادها أقل من المستوى المأمول ولاسيما في هذه السنة الدراسية الجديدة فأول ما يطالعنا من أخبار هو نقص الكتب الدراسية وقد حدث ذلك لأكثر من سنة على التوالي، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على عدم وضع خطة مدروسة من قبل الوزارة في مسألة عدد الكتب ومقارنتها بعدد الطلاب وأخذ الحيطة الإضافية لاستيعاب العدد.

وأخيراً نبقى في حديث الساعة لهذه السنة إلا وهو «حصة النشاط» التي جرت وتجري على كل لسان حتى على لسان من ليس له شغل ولا يشتغل بها وكثر فيها القيل والقال وما يسبب ذلك دائما هو القرار العشوائي الذي يتحكم به فرد ويلقيه على عواهنه دون دراسة أيضاً ولا تمحيص مما يسبب كل هذا الارباك وغالباً ما يكون مثل هذا القرار «مادة خام» دون تفاصيل ودون آلية للعمل بها وهذا ما يسبب الهرج والمرج في مدارسنا التي البعض منها شبه خالية من أي مواد تفعّل أو يتم من خلالها تفعيل النشاط على أقل تقدير بالصورة التي تريدها الوزارة، فبعض مدارسنا خالية إلا من اللوح السبوري والكراسي والطاولات مما سبب الكثير من الاعتراضات سواءً من المعلمين والمعلمات أو حتى من أولياء الأمور الذين يرون حصة النشاط إنما هي مضيعة للوقت ليس إلا، هذا عدا ما تسببه من تأخير لخروج الطلاب من مدارسهم وإضافة حصة نظرية فقط لا تشكل ثقل علمي للطلاب.

في النهاية لا أظن أن المجتمع ينتظر شيئاً من التغيير إلى الأفضل ولكن يبقى يتأمل النهوض بالقرار في هذا البلد الطيب.