مواجهة الخلايا الإرهابية الخطيرة

تعرف الخلية بأنها جسم مركب وكونها تستطيع أن تولد خلايا أخرى خاصة عندما تكبر وتتطور مع مرور الزمن، وهكذا الأمر مع الإرهاب الفكري الذي يعتبر وكأنه من الخلايا السرطانية القاتلة التي تدمر جسم الإنسان وتؤدي به للضعف والهلاك المرضي إلى أن يفقد القدرة على تحمل هذه الخلايا المؤذية نفسيا وجسديا في حال عدم مواجهة هذه الخلايا المريضة.

وهذا مثال ينطبق وجود الإرهاب الفكري المنتشر في العالم والمجتمعات المعينة بمختلف قناعاتها وأفكارها وثقافتها، وعند انتشار هذا المرض الفتاك يؤدي ذلك لخلق التفرقة والفتنة بين البشر في حال عدم العمل على مواجهة الخلايا الشريرة الساعية لتدمير كل خلية بيضاء في كل مجتمع والذين يعتبرون من الفئات الخيرة، فإذا توقف الأخيار عن مواجهة الشر ستنتشر الخلايا الإرهابية بشكل سريع بسبب خوف الأخيار من مواجهة التحديات والصعوبات الاجتماعية التي يعانون منها، والحياة بطبيعتها توجد فيها صراعات بين الخير والشر.

وقد تحدث أحيانًا خلافات بين الكبار والصغار، ووجود حالة من التعصب التي تجعل كل طرف يمارس الضغط الاجتماعي، أو الإرهاب الفكري الذي يرتبط بسلب التعبير عن الرأي من قبل الطرف الآخر، وبالتالي تتغلغل الأحقاد في النفوس، وتستمر لفترة طويلة من الزمن بسبب تباعد وجهات النظر وعدم تحقيق الحوار والنقاش الهادئ الإيجابي.

وجدير بالذكر أن التعبير عن الرأي من خلال إعطاء مختلف الفئات العمرية «الكبار والصغار» مقدرة على المناقشة يعمل على تهيئة الأجواء الهادئة في المجتمع، بعيدًا عن العصبية والتمسك بالرأي الواحد، وعندما يتم منع طرف محدد من التعبير عن رأيه تحصل مناوشات كلامية.

على سبيل المثال قد تطرح فئة من الصغار رأيًا معينًا، فيقوم الكبير بممارسة الإرهاب الفكري والتخريب لأن الطرف الصغير اختلف معه في فكرة أو طرح محدد، وعكس ذلك حتى أن الصغير قد يقوم بممارسة أسلوب التخريب والقمع في الرأي تجاه الكبير بسبب وجود اختلافات وأفكار وقناعات ناتجة عن عدم تفاهم أو سوء في الفهم.

وعندما يحصل ذلك يحدث في المجتمع تصادم ومشاكل كثيرة، لأن بعض الصغار والكبار يتشاجرون على آراء محددة، وهذا يخلق الإرهاب الفكري الذي يؤدي لتحجير العقول، ويحرم كل طرف من التعبير عن رأيه إلى أن يضعف التواصل فتنتشر في المجتمع المفاسد الفكرية والنفسية والخبائث المبنية على انتهاك القوانين الاجتماعية، وينتشر الخراب والظلم والعدوان.

وللإرهاب الفكري آثار نفسية واجتماعية مدمرة، حيث يجعل كل شخص يحقد على الآخر، وبالتالي يسعى كل طرف لاستغلال الحوارات والنقاشات من أجل تحقيق المكاسب الاجتماعية المبنية على التوجه لتسقيط وتخويف شخصية محددة في المجتمع بحجة منعها عن التعبير عن رأيها، أو السعي لتحشيد أصوات للحصول على نفوذ اجتماعي قوي وتأييد شعبي يهدف لقمع رأي الآخر، كما له هدف في خلق الإرهاب والحقد على تلك الشخصية المحددة.

ويمكن مواجهة هذا الإرهاب الفكري والتعصب في الرأي عن طريق وجود جماعات تطوعية ومؤسسات اجتماعية وفئات تسعى لتعزيز الحوار والنقاش الهادئ بين مختلف الفئات العمرية، وذلك للسيطرة على أي خلاف أو مشكلة تحصل في المجتمع أو بين الكبار والصغار، وبهذا يتم تهيئة الأجواء الهادئة التي تبتعد عن الكراهية والعنف النفسي.