غطرسة الحليم
إن الإنسان كائن إجتماعي بطبعه ولا مناص له من الإستعانه بالآخرين من أبناء ( آدم وحواء ) عليهما السلام لكي يستطيع إشباع إحتياجاته وهذا ما أوضحه الباري عز وجل في قوله تعالى " وجعلنا بعضكم لبعض سخريا " لذا جاءت قوانين الإسلام تندب العمل الجماعي وتنظم الشبكة الإجتماعية القائمة بين الأفراد وتجعل مفتاح الرقي الحقيقي هو كيفية تعامل الإنسان مع أخيه الإنسان بحيث تصبح الجماعة حلقة واحدة يصعب تحديد نقطه بدايتها أو نهايتها مستمدة قوتها ومرجعيتها الأخلاقية من ربها سبحانه .
إلا أن هذه الروح الجماعية تذهب ريحها وتخور قواها وتتناثر أشلاءً إذا ما دب داء الذات إليها فُوِجدَ من بينها من بالغ في إحساسه عن نفسه وتمحور حول ذاته فضخمها فلا يرى إلا نفسه ولا يسمع إلاّ صوته وكأنه جاء من كوكب آخر فلا يرى فيمن حوله من يستطيع أن يتجانس معه . أو يفهم لغته حيث سيطرت عليه " ثقافة الأنا " فأصبح مقيداً بأغلالها سعيداً في شقائها يتنكر لمن وقفوا معه يصول ويجول هانئاً في برجه العاجي الذي صنعه لذاته وهم الخيال إبتسامته صفراء وسلوكه فارغاً من الحياء تراه في ذاته فإذا ما تقربت منه اكتشفت لأول وهله أن ذلك ليس حلماً إنما هو " غطرسة الحليم ".
رحماك يارب .. خذ بيدي ..