ومدى تحكمها في طريقة تفكيرنا
ذاكرة اللاوعي في ثقافتنا التبررية (2)
هنا لابد أن نعي لمسألة الإعلام ودوره في تشكيل كثير من رؤانا ومفاهيمنا تجاه كثير من القضايا الدينية والإجتماعية والسياسية ذلك لإنه يخاطب في بعض المرات ما يلامس عواطفنا وما يلبي حاجتنا من إبراز
بعض ما نحاول أن يراه الآخرون هنا بل نحن نعتبر أن إنكشاف الحقائق هو إحدى الوسائل التي تجعل الآخر يتعاطف ويتعاطى معنا لإن هناك من يحاول أن يزرع مثل هذه الروئ والإفكار في أذهاننا
فنحن لو شاهدنا بعض وسائل الإعلام العربي بل أكثرها في فترة الإنتفاضة الفسلطينية أو خلال ثورة الحجارة نكاد نجزم بأن دخول الدول العربية الحرب ضد إسرائيل واقع لا محالة ، في الوقت الذي كان ذلك الإعلام
يسير وفق نمطٍ معين ووفق ما أعُطي له من خطة ووسائل لتفريغ شحنات غضب الجماهير العربية ومحاولة تمييع ذلك الحس الثوري والجماهيري الذي أمتد من المحيط للخليج دون أن يتطور ذلك التفاعل إلى حالة من العمل الوحدوي أو الواقعي الذي يؤدي إلى نتيجة تنعكس وتندرج ضمن خطة تؤسس وتمنهج الى فترة عربية مقبلة تجعل الوصول إلى معالجة وتحسين الوضع الفلسطيني والعربي.
ضمن هذا الإطار ولبحث الإنسان العربي عن من يمكن أن يكون ممثلاً له في طموحاته فهو يقع اسير نظرته تلك والتي تشكلت في اللاوعي لديه عبر تحاقب كثير من الروئ والمفاهيم التي شكلت مفهومه و نظرته
للحياة مما يجعل كثير من المقاييس في تفكيره أسيرةً لتلك المفاهيم القناعات الجاهزة وبالتالي يحوم حول تلك المفاهيم التي حوله بالخطأ والصواب دون السبر والبحث في أغوارها ولعل الصواب يكون خطأً دون أن
يعلم والخطأ يكون صواباً دون أن يدرك أو يعي صوابية ذلك الصواب لإنه بات أسير تلك الثقافة والمفهوم اللذان تشكلا في ذهنه عبر تكدس فيض من المعلومات والمفاهيم التي تصب في ذلك الإطار مع أو ضد.
هنا لابد للإنسان من وجود مقود معين يُمسك ويتمسك به كي يكون دليله ومرشده على تحديد نوعية وماهية المفاهيم التي يجب أن تسود في فكره وتكون هي الحاكمة والموجهة له ولكثير من مواقفه ونظرته للحياة.
كما يجب أن يؤصل لها تأصيلاً يتوافق مع المتغيرات التي تحدث في ثقافته و تطورها وما يحدث حوله من متغيرات في المفاهيم ، ومعرفة مدى صحتها وانفتاحها وانغلاقها.
وللتوضيح أكثر يجب أن ان تكون الحاكمية في نظرتنا مدعومة بنظرية ثابتة لا متغيرة مع الريح كل يوم لها توجه مختلف عن اليوم الذي قبله.