الدكتور أحمد أمين الأستاذ الأكاديمي وخريج الحوزة العلمية
﴿ إنما يخشى الله من عباده العلماء ﴾
الأستاذ الدكتور أحمد أمين النجفي غني عن التعريف وليس المقصود بالتعريف عند عامة الناس مثل معرفتي القاصرة. الدكتور أحمد أمين النجفي طرف نقيض مع الدكتور أحمد أمين المصري ، الدكتور أحمد أمين النجفي هو الأستاذ الجامعي وخريج الحوزات الشيعية المؤمن والمتمسك والمدافع عن فكر أهل البيت عليهم السلام والملم بفكر الشيعة وعقائدهم وفقههم بخلاف الدكتور أحمد أمين المصري المؤرخ والأديب ويعبر عنه بأنه موسوعي إلا أن دراساته ونتائج بحوثة غير تامة ومحتوية على المغالطات والأباطيل خصوصا عندما يتحدث عن معتقدات الشيعة ، ورحم الله الإمام الأكبر الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء لما عاتبه عتابا خفيفا عند زيارته للنجف الأشرف حينما وصف الشيعة بأنهم يشتركون في عقائدهم مع اليهود والنصاري والمجوس وقد كتب الدكتور أحمد أمين المصري عن الشيعة اعتمادا على كتب أعداء الشيعة فشكى إليه قلة المصادر معتذرا للشيخ ، فقال له سماحة كاشف الغطاء أنت لم تعرف عن الشيعة أي شيء وكتبت عنهم كل شيء.
الأستاذ الدكتور / أحمد أمين النجفي يعرفه أئمة الدين وأهل العبادة والصلاح ، ورجال الإصلاح ، ويعرفه أهل التقوى والورع في الحوزات العلمية ولاسيما معقل العلم جامعة أمير المؤمنين النجف الأشرف . ويعرفه أساتذة الجامعات الأكاديمية وأساتذة المعاهد العلمية وأهل الأبحاث النظرية والتطبيقية وهو أحد علمائها وعمدائها . ويعرفه المثقفون من أهل الديانات من المسلمين وغيرهم .
الأستاذ الدكتور أحمد أمين النجفي تربى في بيت ملؤه الصلاح والتقوى والتدين بالإسلام الأصيل . هذا الرجل له قابلية واستعداد وذلك لسلامة فطرته ونقاوة وصفاء نفسه وفكره وقلبه . هذا الرجل يحمل حبا لله عز وجل وحبا لنبيه وحبا لأهل بيته الكرام متمسكا بالقرآن العظيم ، تاليا آياته آناء الليل وأطراف النهار ، متدبرا في معانيه غير ناس قوله تعالى أم على قلوب أقفالها. ، صافا قدميه مفرغا قلبه لله عزوجل متهجدا ، طالبا معرفة القرآن من عدله أهل بيت الطهارة والقداسة والعصمة وهم من خوطب به .
الأستاذ الدكتور أحمد أمين النجفي رحمه الله شديد التمسك بالثقلين كتاب الله والعترة الطاهرة مدركا بضلالة من خالفهما معا ، ناهيا عن التمسك بواحد منهما فقط كما أرشد صاحب الرسالة الإسلامية نبينا محمد صلى الله عليه وآله ، هذا الرجل العالم العابد الزاهد المثقف على مايتمتع به من الملكات الفاضلة من العلم الغزير والذكاء والفطنة ، والثقافة الواسعة ، والمامه بشؤون الحياة إلا أنه شديد التواضع ، رفيع الخلق ولاسيما في تحصيل العلم والمعرفة . هذا العظيم نال الشهادات العليا من أرقى الجامعات ولكنه دخل الحوزة العلمية الفقيرة بمبانيها وأموالها الغنية بعلومها ومعارفها يتعلم عند طلابها مدرسي المقدمات ، جلس هذا العالم الجهبذ وهذا الأستاذ الذي يمتلك النظريات في الفيزياء والرياضيات العالية وغيرها من العلوم يتربع على الأرض متلقيا علوم النحو والصرف والمنطق والفقه والعقائد على أساتذة هو أعلم منهم بقضايا كثيرة في العلوم ولكنه لم يمنعه أن يتعلم علما لايعلمــــه . نرى اليوم البون الشاسع بين هذا الرجل العظيم وبين من يدعي الثقافة ، البعض يغتر بشهادة الكلية والمعهد ويشمخ بأنفه فعوض التواضع لله عز وجل والشكر لله على ما منحه من هذا المقدار من العلم يترفع على من دونه في الشهادة مستصغرا قدر الآدميين وربما في الواقع أفضل منه. " إن أكرمكم عند الله أتقاكم" .
دخل هذا الأستاذ الكبير بكل تواضع في الحوزة العلمية مكبا على العلم متنورا من أساتذتها الفضلاء وعلمائها الأجلاء ومراجعها العظماء يتزود منهم العلم والحلم والتقوى والزهد ومعرفة مقامات المعصومين عليهم السلام ، مؤمنا بالغيب ، مؤمنا ماجاء به النبي وأهل البيت ، من معجزاتهم وكراماتهم لأن فضلهم لايحيطه إلا الله وهم ، هذا الرجل العظيم يدرك ولاينكر أي شيء ممكن وإن لم يتوصل إليه هو ولم يملك دليلا عليه فإن عدم الدليل عنده لايستلزم عدم الدليل عند غيره وهذا يدل على سلامة الفكر والعقل والفطرة فليس كل شيء في موروثاتنا يحسبه أمرا خرافيا وأسطوريا بدون البحث والتنقيب. رجل سليم الفكر هاديء الطبع ، لين الجانب ، عليه سيماء الصالحين والمتقين ، ينقل أنه طلب من سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى الإمام الخوئي قدس سره الشريف أن يدخل الرياضيات في الحوزة فقال له السيد بكل لطف إعطني أصعب مسألة واجهتك فأعطاه الدكتور المسألة فحلها في فترة زمنية قياسية وانبهر الدكتور وتعجب وقال له أنا لا أضيع وقت لعلم يأتيني في فترة قليلة على حساب علوم أهل البيت ، إشارة إلى أن علوم الإسلام لمن يفهم فيها فهما عميقا أعظم من العلوم الطبيعية والتجريبية . فكان هذا الأستاذ الكبير محل تقدير علمائنا ومراجعنا.
إيمان هذا الرجل بكرامات الأئمة ومعرفته لأمر الإسلام جعلته إنسانا مترسخا في العقيدة مطبقا الشريعة ، داعيا لها بالحكمة والموعظة الحسنة ، موجها لطبقات الناس ومنهم الشباب المتعلم وغير المتعلم مرشدا ومعلما لهم محاسن الإسلام من العبادات والأخلاق والمعاملات وما أمر الله ففيه مصلحة العباد وما نهى عنه فهو مفسدة ، وما كتاب التكامل في الإسلام بجميع أجزائه إلا شاهد على ذلك فقد رآه اهل العلم وأهل الإيمان محافظا على الواجبات والنوافل وبعض المستحبات وقراءة الأدعية والزيارات المبثوثة في كتب الأدعية وإن كان بعض هذه الأدعية غير ثابت سندا ولكن هذا المضمون العالي لايغفله العلماء وكيف يعاب على علمائنا بقولهم بالتسامح في أدلة السنن وهذا القول لم يأتوا به من غير دليل ومدرك شرعي على أن الذكر المطلق غير مبطل في الصلاة وهي توقيفية فكيف الذكر لغير الصلاة واستدلال العلماء بحديث من بلغ وهم أدرى بقواعد الإستدلال والله لطيف بعباده يثيب الإنسان رغما على أنفه.
وأما الطلاسم فلربما تكون من أسرار آل محمد التي لايعلم بكنهها وحقيقتها حتى العلماء أنفسهم نظير الحروف المقطعة في القرآن الكريم والقرآن فيه شفاء ورحمة للمؤمنين . الدكتور أحمد أمين إذا صعبت عليه مسألة في الرياضيات توجه لربه بصلاة فتنفتح له كثيرا من المسائل والدكتور أحمد أمين واع ومدرك أن التقاعس في أمر العلم والإعتماد على الغيب والروحانيات لوحده غير صحيح ولكنه في نفس الوقت يؤمن بالجهد والتوكل على الله يحصل التوفيق أكثر والعلم كما يقال ليس بكثرة التعلم وإنما يقذفه الله في قلب من أحب.
هذا الرجل العظيم جمع بين التعليم الأكاديمي والحوزوي ولكنه لم ينتقد المراجع انتقادا لاذعا وحادا وخارج عن الآداب الإسلامية ، هذا الرجل يقدر أهل العلم وأهل الإيمان وأهل الصلاح لمعرفته بأن عدم تقديرهم واحترامهم هو مخالفة لله عز وجل مالهم ما وجدوا لله وقارا ، مع الأسف الشديد أن أدعياء الثقافة اليوم يعرضون الطائفة إلى النقد الجارح بسبب الأراجيف التي يقولها أعداء الشيعة ويبثونها ليؤثرون بها على ضعاف النفوس والمهزوزين عقائديا وفكريا فتارة يتهمون الشيعة بالغلو وهم من نفس المذهب والشيعة عقائدهم سليمة بفضل حفظة الدين وحماة المذهب . الذين ينسبون الغلو للشيعة وهم منهم لم يعرفوا مقامات المعصومين ولذلك يستكثرون على أهل البيت الفضائل والكرامات ، تارة ينكرون حديث الطينة وهم لايعلمون حقيقة هذه المسألة وتارة ينكرون أن الكون خلق لأجل محمد وآل محمد وهم سادة الكون وغير ذلك من الثقافات الدخيلة على أبناء التشيع ، أما الدكتور أحمد أمين النجفي رحمه الله يؤمن بهذه الأمور عن دليل ودراية وهو أستاذ الفيزياء والرياضيات العالية وصاحب النظريات الكبيرة وهو تلميذ علماء النجف في البحث الخارج .
وتأثير السلفيين على أدعياء الثقافة وما يسمون بالمتنورين مع ذلك ينبزون غيرهم وينقصونهم وينبزونهم بالسلفية.
الفرق بين علمائنا وأدعياء الثقافة اليوم أن علماءنا كالسيد شرف الدين والشيخ الأميني والسيد محسن الأمين العاملي والشيخ محمد جواد مغنية والسيد محمد جواد فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدين والسيد مرتضى العسكري والسيد مهدي الروحاني والشيخ كاشف الغطاء والشيخ جعفر السبحاني بدافعون عن الإسلام وعن التشيع بكل ما أعطوا من قوة وينتقدون بعض الأمور إنتقادا موضوعيا وما حركة الإجتهاد من علمائنا حتى لا تشل الحركة الفكرية وبحث الرجال ليس إلا من اجل ذلك ، أدعياء الثقافة اليوم يحملون على الشيعة والتشيع حملات ظالمة لا هوادة فيها مثل حملات موسى جار الله والقصيمي والجبهان وابن حزم والشيخ أبي زهرة وعثمان الخميس والبلوشي وجميع جهاز المستقلة وغيرهم ، لقد أنصفت يا بولس سلامة وجورج جرداق وأنتما على دين المسيح وأنتما أشد أنصافا للشيعة من هؤلاء.
رحم الله الأستاذ الدكتور أحمد أمين ورزقنا شفاعته ورحم الله من يقرأ له الفاتحة .