أشياء غير الحب
هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة في طبيعة ومعترك العلاقة الزوجية والتي تسود بين أوساط المتزوجين ، ففي الكثير من هذه العلاقة تبدأ حالة الفتور والذي يسود بعد الأيام الأولى السعيدة والتي جعلتهما يرتبطان ببعضهما أكثر ويحبان بعضعما أكثر، لكنهما بعد فترة من الزمن يملان بعضهما و ينظران للعيوب أكثر من نظرهما للإيجابيات والذكريات الجميلة واللحظات السعيدة فالمطبات الصناعية وغير الصناعية كثيرة في خضم معترك الحياة الزوجية لذلك تجدهما يتمنيان رجوع أيام الخطوبة والدلال الزائد والرعاية المتميزة لكل منهما للآخر ، لكن من يكون يقظاً و متنبهاً لتلك الأمورسوف لن يكون لها أي اثر عكسي عليه أو على شريكة لإنه يحاول تجبنها، مما يحتم علينا معرفة تلك المطبات والعقبات التي قد تتعرض لها تلك العلاقة على المدى البعيد ، فكما نضع بعض وسائل السلامة في بيوتنا لابد لنا أن نضع وسائل ومفاهيم وأطر معينة تتحكم وتنظم تلك العلاقة لنتمسك ونتماسك من خلالها لحماية تلك العلاقة المقدسة من الوصول إلى حواف أو مهاوي السقوط.
إن مستوى فهم الطرفين لما يجب أن يكون من أطر ومفاهيم وروئ معينة يجب أن تحكم تلك العلاقة وتجعلها في الأطار الصحي والسليم كي تستمر في إعطاء ثمارها وكي تسود المحبة ويظل الود هو العامل الذي ينشط تلك العلاقة بينهما ويضمن بقائها واستمراريتها وديمومتها نشطة تؤدي دورها وتعطي ثمارها.
لذا ينبغي أولاً أن نعي بعض المظاهر الغير جيدة في هذه العلاقة كي نحاول تجنبها أو عدم الإقتراب منها ومحاولة تصحيح الاخطاء التي تسود تلك العلاقة.
في هذا الإطار فإن من المظاهر السيئة التي تنتشر في أوساط المتزوجين :-
1- عدم الإهتمام بالمظهر العام والتزين للشريك ، ففي العادة يظن المتزوج أو المتزوجه بأنه وجد بغيته بإيجاد الشريك إذاً فلا حاجة له للتزيين أو إبراز المنشطات والمرغبات إلى الطرف الآخر وباعتقادي أن المتزوجين هم بأشد الحاجة في إظهار ما لديهم من مظاهر ومفاتن مرغبة ومنشطة ومحفزة للطرف الآخر للتمسك بشريكه في بناء عش الزوجية ، ذلك لإن الحياة الزوجية تُصيب الشريكين بالرتابة والملل لرؤية بعضهما البعض يومياُ وعلى نفس الطريقة والمنوال.
لذلك لا بد من وجود منشطات ومحفزات لتجديد و تحديث تلك العلاقة عبر إيجاد الوسائل والمقترحات الكفيلة بمعالجة ذلك.
قد قال رسول الله (تزينوا لنسائكم فإنهن يحببن منكم ما تحبون منهن) وقال تزينوا لنسائكم و لا تكونوا مثل بني إسرائيل لم يكونوا يتزينون لنسائهم فزنين)
فعلى صعيد الزوج لابد للرجل أن يبادر في خلق هذا التصور ومحاولة تفهمه لدى المرأة التي تحب أن ترى زوجها في مظهرٍ لائق سواء داخل البيت أو خارجه في وقت أصبحت فيه المرأه ترى في اليوم العديد من الرجل بهندام حسن وطلعة جميلة سواءً كان في العمل أو في الشارع أو على شاشة التلفاز.
2- إن الزواج ليس نهاية المشروع وإنما بدايته وكل مشروع ينبغي رعايته وعمل الصيانة الدورية له كي يتسنى لها الوقوف في معترك الحياة وصراعاتها و كي لا تعصف به رياح التغيير العاتية في عادات وتقاليد مجتمعاتنا التي أصبحت تتوافق مع المتغيرات العالمية مما يتطلب منا مواكبة وموأمة ما يدور حولنا ومحاولة الإستفادة من إيجابياته وتجنب سلبياته.
إضافة إلى ذلك فإنه لابد بأن يعي الرجل مشاعر المرأة وتفكيرها ومتطلباتها النفسية والفسيولوجية والسلوكية وإظهار حالة الوعي بكل مرحلة من مراحل حياتها في حالة بدء الزواج و الحمل الولادة وما بعد الولادة ودخول الاولاد كشركاء جدد.
3- لا بد للزوج أن يلبس لزوجته في المنزل الملابس التي تحب ان تراه بها وهذا من باب التزين الذي أمر به الرسول ، كما يجب أن يأخذ رايها فيما يلبس ويتعطر ويسرح شعره هذا إذا لم يكن أصلعاً بالطبع .
فملابس جلوسه في المنزل أو مع أولاده يجب أن تكون غير الملابس التي يلبسها في غرفة نومه كذلك ملابس الخروج ولا باس بأن يأخذ رأيها فيما يلبس فأذواق النساء تكون جميلة عادة في اختيار الملابس وإن لم تكن الزوجة كذلك يجب هو أن يرفع من مستوى ذوقها فهو الشريك المسؤول عن شريكه.
كما إن اختياره لبعض المشتريات من ملابس وعطورات لابد أن تكون وفق ذوقٍ عام ومن الجيد أخذها معه كي تكون شريكة في قراره وفي اختياراته مما يشعرها بقوة الشراكة فيما بينهما، كذلك تكون خياراته مرضية لها.