انصراف المجتمع عن التدين
ماقبل سنة 1400 للهجرة وإن كان مستوى الوعي متدنيا من حيث المعرفة بالأحكام الشرعية والثقافة الإسلامية بل والثقافات الأخرى إلا أن المجتمع وبالذات الشيعي يحمل عقيدة راسخة لاتهزه الإهتزازات شرقا وغربا لا في الدعامات الأساسية من الأصول ولا المسلمات الأساسية من الفروع والتفصيلات ، وحيث الأرض أصبحت مخضرة لذلك بأي سبب تقبلت ارشاد وتوجيه المرشدين والموجهين من العلماء والخطباء لنرى نور الإسلام والولاية ينتشر في كل بيت ودار، وتطبيق أحكام الله من الإنقياد لأوامر الله عز وجل والإنتهاء بنواهيه والخوف والتقوى بل الخشية من الله واضح على سيماء وجوههم ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) وترى صدى الروحانية من الأدعية والزيارات التي يتلوها بعض أئمة الجماعة وأتذكر حينما كنت صغيرا في السادسة عشر من عمري كنا نصلي جماعة مأتمين بإمامة سماحة العلامة السيد سعيد الخباز حفظه الله وكان مبتعثا من المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي قدس سره إلى القديح وكنا نتأثر بأخلاقه الرفيعة العملية في كثير من الجوانب وخصوصا رأفته بالمجتمع وتبليغه لأصول العقيدة وتعليمه لأحكام الله عز وجل وتعليمه الأخلاق الإسلامية والآداب والإصلاح الإجتماعي ونسمع لأدعيته الحزينة كدعاء أبي الحمزة الثمالي كان يأتي قبل أذان الفجر في رمضان والناس زرافات ووحدانا يريدون أن يحصلوا على مكان لهم لئلا يفوتهم الدعاء، وكذلك دعاء كميل ليلة الجمعة أو زيارة الجامعة أو زيارة وارث أو الناحية وعاشوراء، فكان الجانب الروحي مملوء ببركة هذا السيد النجيب حفظه الله ، وفي الواقع كان السيد سعيد حفظه الله في تلك الفترة قضى ومحى بعض العادات السلبية التي لاتمت إلى الدين بصلة وليس لها علاقة بالإسلام وخصوصا قضى على ظاهرة الأغاني والعدة من استخدام الطبل والموسيقى وغيرها من الآلات المحرمة والذي يمارسه أهل الفسوق والذي يحرمه مراجعنا تبعا لأئمتهم عليهم السلام وقد عرض بعض الشعراء ببني العباس قائلا : تتلى التلاوة في أبياتهم سحرا إشادة بأهل البيت وفي بيوتهم الأوتار والنغم معرضا ببني العباس . ولكن بعض الجماعات إلى حد الآن يتحسبون على سيد سعيد لأنه قضى على هذه الظواهر غير الإيمانية .
جاءت فترة ذهبية في القطيف وسائر بلدانها بل حتى البلدان الشيعية أن المخالفة الدينية أية مخالفة تعتبر شادة وإن كانت من صغائر الذنوب حتى يلتزم البعض نحن شيعة . ومعنى شيعة . كما صورهم جعفر . إنما شيعة جعفر من عف بطنه وفرجه واشتد جهاده ورجى ثوابه وخاف عقابه ، فاذا رأيت أولئك فأولئك من شيعة جعفر . وحسنات الأبرار سيئات المقربين فكان يطمح أن يكون من المقربين فكان أكثر ما يطمح إليه أن كون الإيمان في أعلى المستويات . إضافة إلى تقديس الشعائر الحسينية والدينية ووفيات الأئمة عليهم السلام والتعطيل فيها على مستوى الأعمال والمدارس وغير ذلك ويعتبر من أهم مصاديق تعظيم شعائر الله مآتمرين بنداء العالم وبيانه وحثه في منطقة القطيف ، ولكن مع الأسف ياتون اناس باسم التنوير يقفون ضد هذا التوجه ولايكتفون بخلاف الرأي بل يجعلونه خطأ فادحا ومقصد العالم المحافظة على هذه الشعائر هي ظواهر إيمانية حتى لاتختفي بمرور الزمان وهي نظرة ثاقبة ينظر اليها من خلال إيمانه وعقيدته وعقله الراسخ . تحذير علماء المنطقة من مسألة اللحوم التي تأتي من الخارج وكانوا يلمحون في نظرياتهم إلى وقاية الناس من الأمراض الفتاكة على المستويين الجسدي والنفسي حيث أن بعض اللحوم غير المذكاة وكذلك الأسماك الحرام تسبب أمراضا فتاكة في الجسد بالإضافة إلى الإنحراف السلوكي بسبب هذا اللحم الميت لأن أكل الحرام مطلقا سواء بعلم أو بغير علم يسبب خطرا على الجسد والروح وذلك يخاطب أبو عبد الله الحسين شيعة آل أبي سفيان قد ملأت بطونكم من الحرام وهو الذي جرأكم على قتلي . والغريب أن المجتمع الإسلامي يخاف على جسده ويتقي بأشياء مظنونة وموهومة كمرض افلونزا الخنازير ويحسب لها ألف حساب ولايعمل بالوقاية لأشياء مقطوعة حرمتها من الشارع كأكل الحرام أنه سيضر الجسد والروح .
حث العلماء في المحافظة على الحجاب الفاطمي والزينبي وحجاب أهل البيت والتمسك به وجميع المراجع حتى الذي لايقول بستر الوجه يحبذ ويحبب الحجاب الذي عليه أهل القطيف والأحساء الا أن البعض سهل من هذه العملية إلى أن وصل مجتمعنا أن يلبس لباس فتنة ولباس شهرة ولايعد ساترا ويمكن بعض رجال الدين لايحبذون النصح في مسألة الحجاب وعلى الناس الحرية في ذلك.
التساهل في الغناء في الأعراس واللباس والإسراف وكأن المسألة فيه قول وامضاء وفعل حتى من بعض رجال الدين وكأن الأمر فيه اضفاء الشرعية على أفعال كثيرة من المخالفات الشرعية .
تصور المجتمع أن الإهتمام من قبل الأسرة على الدراسة وتوصيل أولادهم إلى المستوى المطلوب هو أهم عندهم من إيصاله إلى مستوى عال من التدين ، والمفترض تربيته على الإلتزام الديني نتيجته الحصول على المستوى العالى من الدراسة لأن دينه يحثه على التعلم والعلم .
أتصور أن التساهل تدريجيا على المخالفات الشرعية تصبح عند الإنسان أي مخالفة من مخالفات الشريعة الإسلامية أمرا عاديا وهذه مشكلة المشاكل لدرجة أن أولادنا من صغرهم إلى أن يكبروا لاينهونهم عن مخالفة ولايلفتون نظرهم بأداب الشريعة ولذلك يتعود الطفل إلى أن يكبر ولا أحد ينهاه وهذه نتيجة مجتمعنا ، أصبح فيه الإجرام كالسرقة وشرب المخدرات وشرب الخمر وتناول الحشيش وبيعه إلى أن وصل الأمر إلى القتل والقتال بين المجتمع الواحد بل بين الأسر المتقاربة وتعالوأ أيها الإخوة كم فقدنا من شباب في عموم المنطقة وفقدنا أخيارا مقتولين بالسلاح عمرهم في عمر الورد ربط الله على قلوب ذويهم بالصبر ، وتغمد الله الفقديدين ، ولكن والله حرقة في قلوبنا إلى متى نصلح مجتمعنا ونقضي على هذه الظواهر السلبية وطبعا ليس مستحيلا حل هذه المشاكل اذا تكاتف المجتمع وصار يدا واحدة على التعاون ، وأنا أطلب من مجتمعي على لسبيل الدعاء وهو الطلب الداني من العالي لأنكم أعلى شأنا مني ، أن تكونوا يدا واحدة في القضاء على هذه الإنحرافات ومنها التفحيط ، وأن ننقد فلذات أكبادنا من البؤس الإقتصادي وإن كانوا الذين يركبون على الدبابات ويزعجون المجتمع بتصرفاتهم ، هؤلاء لهم قابلية واستعداد أن يهتدوا إلى الطريق المستقيم كونوا يدا واحدة لإنقادهم وجلبهم واستقطابهم بالأساليب الحسنة العملية والتودد والتحبب لهم ، نطلب من مشائخ البلاد وكلهم ثقات وشخصيات عظيمة وأكثرهم أساتذتنا وخصوصا في بلدي القديح والله يشهد الكل منهم قائم بالدور الذي يستطيعه كالتدريس والإرشاد والأعمال الذي لانعرف وليس بالضروة أن نعرف ماذا يعملون وماذا يقومون ولكننا في الحقيقة نطلب منهم في هذه المحن الصعبة التي حدثت أن يهبوا بالإغاثة وبالعمل الدؤوب المتواصل لخدمة البلد لتوجيهه و لتعليمه و لتثقيفه ولإعطائه ما يحتاج بالتحسس لإحتياجاته ، حوادث قتل وتمر مرور الكرام كأنها حوادث عادية والمفترض أن تهزنا من أعماقنا ونعمل للقضاء عليها بكل مانستطيعه، ندعوا جميع الطبقات الإجتماعية المثقفة أن لايكونوا مكتوفي الأيدي ويتفرجوا ، علينا أن نعمل شيئا لمجتمعنا ، أن نجد بعض الأعمال ، يارجال الأعمال ضحوا من مالكم واستغنوا عن بعض الأجانب وحلوا مكانهم من أهل البلد والله اذا كانت نيتكم حسنة وسليمة سيعوظكم أكثر مما بذلتموه .