إلى أين تريد بهذا أيها العريفي.....؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وخاتم المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
قال أمير المؤمنين علي قصم ظهري إثنان عالم متهتك ، وجاهل متنسك ، فالجاهل يغش الناس بتنسكه ، والعالم يغرهم بتهتكه....! ، ونقل عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ، متفق عليه. وزاد الترمذي والنسائي: والمؤمن من أمِنَه الناس على دمائهم وأموالهم وزاد البيهقي: والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله.
العلم صفة نورانية مقدسة ، يتمتع بها من يخاف الله ويخشاه ، ويعي قيمة العلم والمعرفة ، كما أن دور العالم هو دور إصلاحي هادف وبناء ، يسعى في توحيد الكلمة ورص الصف ، ولم الشمل ، وعدم التشتيت والتفريق بين أبناء الأمة ، أما أن يقوم مجتهدا بتأجيج التفرقة والحقد والضغينة على المسلمين لكونهم يخالفونه الرأي ، فهذا دور مشبوه يخرجه من مظلة هذه الدائرة إلى دائرة الخزي والعار ، وأن سوء الظن والتشكيك وقلب الحقائق لتتماشى مع أهوائه ومزاجه ورغباته تضليل لنفسه والناس ، وغير مرضي عند الله ورسوله ، وهو مسؤول يوم القيامة عن هذا التصرف.
لقد كان تلفض الشيخ محمد العريفي السلفي الوهابي بهذه الصورة الوقحة على أعلى قيادة مرجعية في عالم التشيع ، ورميه بالزندقة والفجور ، دليل على أنه لا ينتمي لمنهج ثقافة البناء والعلم والعلماء ، وإنما ينتمي لمنهج الظلم والهدم ، ومنطق الغاب والتطرف والعصبية والأهواء ، بدلا من التعقل والحكمة ، ولا تتماشى مع المنهج الرسالي الذي خاطب به الباري جل شأنه حبيبه المصطفى في كتابه العزيز بقوله: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ (159) ، وفي مكان آخر يقول صلى الله عليه وآله وسلم (الكلمة الطيبة صدقة).
هذا الدور المشبوه الذي قام به هذا الوهابي السلفي المتشدد ، هو ما أوصلنا لمنطق الفرقة والانشقاق ، والنعرة الطائفية والمذهبية ، وبما أن هذه الكلمات خرجت من رجل مسئول ، ومفكر إسلامي ، ولم يأخذ في الاعتبار إحساس الملايين من أتباع هذا الرمز المقدس ، لذا أرفع صوتي عاليا مطالبا من المنظمات الحقوقية في أنحاء العالم ، برفع دعوى ضد هذا الشيخ الوهابي ، في المحاكم الدولية ، مطالبة برد اعتبار لهذا الرمز وأتباعه ، وذلك باتخاذ ما يلزم حيال التعدي الغير أخلاقي على أعلى رموز التشيع في العالم الإسلامي ، وعدم احترام المواطنة لأبناء هذه الطائفة التابعة لهذا الرمز في المملكة العربية السعودية..
وأقول وبكل صراحة لهذا السلفي الوهابي: كان هذا الفقيه اللامع والمرجع الكبير آية الله السيد علي الحسيني السيستاني حفظه الله وأبقاه ، وأفاض علينا من بركاته وجوده ، صمام الأمان لأبناء العراق سنة وشيعة ، من الفرقة والشتات ، والحرب وسفك الدماء ، وأصر على أتباعه بالتحلي بالصبر حيال ما يقوم به أتباع نهجك التكفيري ، سوا كان بالفتاوى النارية التي تخرج منكم لتأجيج الوضع ، أو تفجير المقدسات الشيعية كالحسينيات والمساجد ، وكأنه مرتب بينكم وبين الأمريكان ، وربما هو تحالف ضد أتباع مدرسة أهل البيت ، ومتفق عليه ، والهدف الأساسي هو تأجيج نار الفتنة والتفرقة ، وخلق الأجواء المخلة بالأمن والنظام ، لكنه حفظه الله كان لها بالمرصاد ، وأخمدها بحكمته وصبره وإلمامه بالحدث ، وقال لأتباعه حتى لو وصل السوء لي ومسني بشخصي عليكم بالصبر وعدم الرد ، علما بأنه بإشارة منه يستطيع قلب العراق رأسا على عقب ، وهو يملك القوة والقدرة ، لكنة عمل بأصله ودينه ، وهذا ما أوصل العراق للأمن والاستقرار التي تنعم به الآن ، ويشهد بهذا القريب والبعيد والمعادي والموالي ، كما أجمع على ذلك جميع أطياف الشعب العراقي ، والإعلام أكبر شاهد على ذلك ، بدل أن تقول له شكرا على هذه الروح الطيبة ، وعلى هذا الدور الجبار ، قمت بشتمه وانتهاك حرمته ، لكن اتهامك ينطبق عليك أكثر مما ينطبق عليه ، وأنت عملت بأصلك ودينك.
من الواضح وكما يبدو أن الاتهامات التي قام بها تدل على جهل هذا الوهابي المتشدد ، والسلفي المتعجرف مع ما يحمله من مؤهلات علمية ، أو ربما مطلوب منه أن يقوم بهذا الدور ، فلو اطلع بعض الشيء على ما قاله العلماء من الغرب والشرق ، والمسلمين وغير المسلمين في هذا الرجل ، لعلم يقينا مكانة هذا العالم الرباني ، ولما تطاول عليه هذا التطاول المشبوه ، فأين أنت من مقالة الأستاذ الدكتور جمال خاشقجي فيه ، وفريدمان الكاتب والمحلل الأمريكي الذي أعلن ترشيحه لجائزة ألأوسكر ، وكان ترشيحه له لأهليته ودوره الفريد من نوعه في حفظ السلام ، أين تفكيرك من تفكير هؤلاء وعلمك من علمهم ، وكلمة فريدمان الشهيرة: لو كان آية الله السيستاني يحذو حذو المتشددين من الوهابية السلفية ويفتي بقتل السنة فما كان يحدث في العراق...؟! ، هل تستطيع إجابة هذا السؤال...؟ ، وأين وصل العراق..؟.
هذه هي حقوق المواطن الشيعي في المملكة العربية السعودية ، لمن يعود في مثل هذه العجرفة السلفية ، والحقد الطائفي ، والرعنة القبلية..؟ ، هل هناك اذن صاغية..؟ ، فلو وضع لها حدود من البداية لما تكررت.... مرات عديدة ، ولما جرى مثل هذا التهتك و الإستهتار.... ، هل هناك من يهمه وحدة هذه البلد ، وقداسة أرضها ، والإستقرار بين أبنائها ، لا أعتقد ذلك...! ، لأن البعض لا تعني له الوطنية شيء ، لذا هم يشككوا في ولاء وصدق الآخرين ، علما بأنهم أول من نقض هذا العهد وقاموا بالتفجيرات والزعزعة الأمنية ، ومازالوا يألفوا الجيوش للتفجيرات وزرع الرعب والفتنة في صفوف الوطن والمواطن ، والاخرون ملتزمون بعهدمهم وولائهم للوطن ، ولم يخرج منهم شيء يذكر ، والطغمة الفاسدة بين الحين والآخر يخرج منها هذا التعدي والظلم ، وتسعى جاهدة لزرع الفتنة التي هي أشد من القتل كما يقول الله تعالى في كتابه العزيز ، والاستمرار بتسديد اللكمات لأبناء مدرسة أهل البيت تحت الحزام ، واتخاذهم جسر للعبور لأغراضهم الدنيوية ومناصبهم المهنية ، أمر لابد من الوقوف عليه والعمل مع اللجان والمؤسسات الحقوقية على إخماده ، فقد سأمنا من هذا التصرف بين الحين والآخر.
نسأل الله الهداية للجميع والتوفيق لما فيه الخير والصلاح .