العيش الكريم
تداول نشطاء في مواقع التواصل الإجتماعي في الأيام الماضية مقطع فيديو يُبرز فيه منزل إحدى العوائل المتعففة، من حيث مستوى وضعهم المعيشي الذي هم عليه وخاصة بعد إنقطاع المصروف الشهري لرب الأسرة مقابل عمله، والمكونة من ستة أفراد «الأبوين وأربعة أطفال».
وأنقسم المجتمع حول دور الجمعيات الخيرية في التصدي لمثل هذه الحالات من الأسر المتعففة وهم لا حصر لهم وخاصة تلك الأسر التي لا تسأل العوز، إذ يحسبهم الجاهلون أغنياء من التعفف.
فالبعض رأى أن بعض الجمعيات الخيرية رايتها بيضاء في تحسين المستوى المعيشي للعوائل المتعففة، والبعض الآخر رأى عكس ذلك، إذ ينقل أصحاب الثاني عن الذين تقدموا في طلبات المساعدة إلى الجمعيات الخيرية، أن بعض الجمعيات الخيرية سياسة التقييم لديها للمستحقين للدعم من عدمه غير علمية، ويسردون روايتهم بأن بعض الجمعيات تقوم بإراقة ماء وجه السائل، وهذا الأمر منهي عنه «1»، فكل من يصرف «له/ها» من وزارة الموارد البشرية والتنمية الإجتماعية «الضمان الإجتماعي» أو حتى دعم حساب المواطن أو نظام التعطل عن العمل «ساند»، فهو غير مستحق للإعانة بنظر الجمعيات الخيرية.
وحتى يكون مقالنا هذا أكثر علميا ً سأتحدث بلغة الأرقام، ونترك فصل الخطاب للقارئ حول دور الجمعيات الخيرية وهل وفرت العيش الكريم للعوائل المتعففة التي تحت مظلتها، وهل أن دورها ساهم وساعد في القضاء على مستوى خط الفقر أم لا، خاصة بعد رفع الدعم الحكومي للخدمات الأساسية وفي ظل الإرتفاع المتزايد لغلاء المعيشة يوماً بعد يوم، علما ً بأن الجمعيات الخيرية تصرف كوبونات غذائية تقتصر على المواد الغذائية الأساسية فقط وبشكل شهري، وتقدم أيضا ً مساعدات مالية لمتطلبات الدراسه وكسوة العيد وبرامج تحسين المنازل والخ من البرامج.
نشرت مؤسسة الملك خالد الخيرية في 8 يناير 2017م، تقريرها بعنوان «تحديد خط الفقر وحد الكفاية» تطوير منظومة الدعم الحكومي في المملكة العربية السعودية.
وأظهرت الدراسة حسب الأرقام والحقائق بأن متوسط الإنفاق الشهري العام للأسرة السعودية يبلغ 9682 ريال «حسب إحصائية 2013م»، كما تبلغ نسبة 17٪ للإنفاق الشهري للأسرة على الغذاء.
وتذكر الدراسة أن متوسط الأجري الشهري للأسرة السعودية في القطاع الحكومي يبلغ 10723 ريال «حسب إحصائية 2013م»، ومتوسط أجر السعوديين في القطاع الخاص فهو 5571 ريالاً للذكور و3470 ريالا ً للإناث، وبينما بلغ عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص الذين تقل رواتبهم عن 3500 ريال نحو 988,9 ألف موظف وهو ما يمثل 52٪ من إجمالي السعوديين على رأس العمل.
وأكدت الدراسة أن نسبة البطالة بين السعوديين يبلغ 12,1٪، وأن من ليس لديهم مسكن ملائم من مستفيدي الضمان الإجتماعي بنسبة «45٪».
وأحتوت دراسة «الفقر المؤنث» التي أصدرتها أيضا ً مؤسسة الملك خالد الخيرية عام 2014م، عددا ً من النتائج التي تظهر خصائص محدودات الدخل في المملكة حيث تم إستقصاء عينه من الدراسة من المستفيدات من الدعم الذي تقدمه الجمعيات الخيرية في مناطق المملكة، إذ تشهد ثلاث مناطق في المملكة إرتفاعا ً كبيراً في حجم محدودات الدخل وهي منطقة مكة المكرمة بنسبة «24٪»، ثم منطقة الرياض بنسبة «16٪»، ثم المنطقة الشرقية بنسبة «10٪».
وبإستطلاع مؤسسة الملك خالد إلى الدخل الشهري لأسر محدودات الدخل ظهر بأن أغلبهن يعيشن في أسره يقل دخلها عن 4500 ريال.
وأستخلصت الدراسة «تحديد خط الفقر وخط الكفاية»، أن متوسط حد الكفاية العام للأجر هو 8926 ريالا ً شهريا ً، للأسره المكونة من خمسة أشخاص لكي تعيش حياة كريمة للعشرة المكونات للحاجيات الأساسية للعيش الكريم بحيث لا تحتاج إلى أي مساعدات إضافية، وهي السكن، والأكل، والملبس، والرعاية الصحية، والحاجات المدرسية، وحاجات الأطفال الرضع، والمواصلات، والخدمات الأساسية «الكهرباء - الماء الخ»، والكماليات «احتياجات أخرى»، والترفيه، والتي شملت 10 آلاف أسرة من مختلف مناطق المملكة وعدد من المحافظات ذات الفئة «أ» و«ب».