قلبُ القطيف
اقرأ للكاتب أيضاً
اقرأ أيضاً
رثاء في رحيل المغفور له العلامة الحجة الشيخ على بن منصور المرهون رحمه الله وأسكنه فسيح جنته مع الصديقين والشهداء والصالحين و حسن أولئك رفيقا
| قلبُ القطيفِ بفقدهِ يعقوبُ ومصابُ فقدِ العلمِ فقدُ عوالمٍ فهو المثالُ لقدوةٍ وتواضعٍ ومثالُ بحرٍ للفضائلِ والتقى هو بلسمٌ للروح فيضُ توهجٍ عفَ اللسانَ فكانَ أبلغَ واعظٍ وبيانُ صدقٍ يُستلذُ حديثُهُ قد ضاءَ في نجفِ العراقِ مخلداً عجِزتْ حروفُ القافياتِ تألماً وبكتْ نخيلُ الخطِ تندبُ والداً رجلُ السماحةِ والفصاحة نبضُهُ هرمُ الزمانُ وأنت عزمُ فتوةٍ وعلوت لم تقرب خلافاتٍ وقد فسموت نبراساً ومشعلَ فكرةٍ هرُمَ الزمانُ وأنت نهجُ تفكرٍ هرُمَ الزمانُ وأنت نهجُ هدايةٍ فغيابُ نجمٍ في القلوب محِلُهُ أدمى الرحيلُ فماج فيضُ خواطرٍ وبكتكَ أم للحمامٍ وجاوبتْ يا واحداً جمعَ الأنامَ لعشقهِ ذكراكَ في خلدِ الزمان تبصرٌ و لمنبرٍ ما زال صوتُك ناعياً ومؤلفاً صنعتَ صِحَافَ متونهِ فغدوت تجمعُ ما حويت وما حوى و رعايةٌ للعلمِ كفُ اُبوةٍ عظُمَ الفعالُ فأنتَ نبضُ قطيفنا و بكتك أرضُ الرافدين بحسرةٍ وأتتك أحساءُ الولاءِ و طيبةٌ سكبتكَ أرضُ المعجزات فأينعت وتجمعت فيك الصفات نقيةٌ وسطعتْ نجماً رغم قهرِ ظروفنا قلبُ القطيف و نبض صوت ضمائرٍ ومضى عليٌ بالصلاحِ لربه و دُفنت في أرض عشقت ترابها يا حجة للدينِ بين ظهورنا ينعى لفقدك مسجدٌ فارقته |
هيهاتْ يسكُنُ دمعُهُ المسكوبُ ومعالمٌ للأولياءِ تغيبُ للناس يحملُ قلبُهُ الأيوبُ والزهدُ بعض عطائه والطيبُ بمكارمٍ ما حازهُن لبيبُ بصفاءِ نفسٍ للقلوبِ طبيبُ يُدلي فينطقُ حِكمةً ويصيبُ في الزهدِ شخصُ مثالهِا المهيوبُ وهوتْ عروضٌ شابهنَ نُضوبُ ويداً تحوطُ المكرماتِ تُطيبُ وخشوعُ قلبٍ للإلهِ قريبُ ما شاخَ منك البحث والتنقيبُ عصفت فغابَ العقل والتأديبُ لم يستملك تمزقٌ و لغوبُ ما شاخ قلبٌ نابضٌ و رحيبُ مهوىً وفكرٌ نابضٌ و خصيبُ هو في حنايا العاشقين حبيبُ وأتت تزفك بالوداعِ قلوبُ لها بالقطيف مواكبٌ و دروبُ فأتت بيومٍ للوداعِ تلوبُ للعارفين النابهين عَذوبُ للسبط والآل الكرامِ مجيبُ منكَ الأناملُ زانهُ الترغيبُ المبدعونَ شبَابُهم والشيبُ بالنصحِ والحثِ الجميلِ تُجيبُ عندِ الرحيلِ فقيدُها المحبوبُ حوزاتُ قمٍ عبرةٌ و نحيبُ ترثيك تنعى والفؤادُ لهيبُ نخلاتُ خطٍ مثمرٌ و رطيبُ علمٌ فقيهٌ شاعرٌ وأديبُ أممٌ لدربِكَ تقتفي و تؤوبُ فخرُ الزمانِ مُعلمٌ وخطيبُ فالموت حقُ أمرُهُ المكتوبُ و لها جهادُكَ عُمرُكَ الموهوبُ يشتاقُ رُشدِكَ زاهدٌ وأريبُ فلكٌ توارى واعتراه غُروبُ |
