اللحمة القطيفية واللحمة الأحسائية .. أمير الشعراء كمثال
والحديث هنا أقرب للجانب الإجتماعي منه للجانبين الأدبي والفني، تبقى ”اللمة الحساوية“ سباقة بمراحل في التعاطي مع ما ينجزه أهلها.
يواكبون المراحل، مرحلة تلو الأخرى، لا يكتفون كغيرهم بالحلقة الأخيرة ومنصة الختام.
هنيئا للشاعرة حوراء الهميلي هذا التتويج المبكر، فلو خسرت منصب الإمارة، قد ربحت في مقابله جمهورا أقرب لأن يكون ”جيشا عاطفيا“ يؤازرها خطوة بخطوة.
من يدخل ساحات التواصل الإجتماعي ومعه رفقة من شعراء الأحساء والمهتمين بالوجه الثقافي الأحسائي سيدرك ما أشير إليه، وقد يستذكر ذات العزف والغناء المرافق للشاعرين حيدر العبدالله وجاسم الصحيح في مواسم سابقة، مع تطور وتنظيم وتضخم واضح في المرحلة الحالية المرافقة للشاعرة الهميلي.
بينما لن تجد هذه الخيم الافتراضية والغير الافتراضية تهدر وتدق طبلة واحدة لشاعر من شعراء القطيف، وإذا ما دقت طبلة لشاعر هنا أو هناك وبحثت عن مصدرها، وجدتها أقرب ما تكون صادرة من ذات الشاعر، أو من صديق وجد نفسه ملزما من باب الصداقة أن يدعم صديقه ولو ب ”شير أو لايك“.
إننا أهل الصفحة الأخيرة، أهل خاتمة العمل، أهل النهايات التي لا تقرأ البدايات، أهل المنصة إذا ما تزينت وتهيأت وتجهزت لاستقبال ”فلاشات الكاميرات“ والمهنئين أو المعزين.
وإذا ما أغفلت جوانب الغيرة والحسد والتفرقة والعنصرية والمناطقية وغيرها من الجوانب الهلامية والنفسية، لا أغفل أننا نعاني من كساح إجتماعي يرفض التقويم والتلاحم، يقبل القشرة والسطح ويهمه الشكل، دون التمعن والولوج في القاع و”الأساس“ والقوائم.
عليك أن تخلع رجليك وتدخل في جلباب فريق أو جماعة أو ملتقى أو رابطة لتتمكن من الحبو أو الزحف...
الفرد المغرد عندنا قد يسمعه البعيد، ويطرب لصوته الغريب، فحمامة الحي لا تطرب، أو كما جاء في حكمة أمازيغية سحيقة ”صخلة الفريق تحن للتيس الغريب“.
وهنا لا أحمل المجتمع وحده هذا الوهن، فالفرد هو الآخر عليه إذا ما أراد الحياة أن يعجن روحه وينأى عن النرجسية المقيتة، وأن يجد شرفة لنفسه يدخلها الضوء، وبابا يفتحه لعالم يضج بالمتناقضات والعقبات والمنجزات...