عيد الحب الإسلامي
من المسلم به أن المسلمين على اختلاف طوائفهم اخوة في الدين الإسلامي وهو بمثابة البيت الواحد الذي تتوزع فيه الغرف المتعددة، إن شئت الدخول في إحداها فأنت في المنزل نفسه.
فالإسلام هو الجامع الكبير الذي تتعدد فيه المذاهب والمدارس حيث تجمعهم فيه معرفة الله والإجماع على نبوة محمد ونزول القران عليه، وهو الدستور الذي تنبع منه جميع المعارف، مضافا إلى توجه الجميع في أداء الصلاة إلى قبلة المسلمين وهي الكعبة المشرفة.
إذا كان كذلك فعلى ماذا هذا الاختلاف؟
إنما جاء الاختلاف لتكامل الرؤى والأفكار وليس للتنازع، إذا فلنجعل ثقافة الحب تنتشر في صفوفنا الإسلامية بدل الحراب المتفشي في مجتمعاتنا.
إن الحب من أقوى القيم الإلهية، وديننا الإسلامي الحنيف قد حث على ذلك وقد ورد عن نبي الله سليمان أنه قال: «ما من شيء أحلى من المحبة»، وعن الإمام الباقر: «هل الدين إلا الحب»، وعن الإمام الصادق: «سأل داوود سليمان: أي شيءٍ أحلى؟ قال: المحبة، هي روح الله بين عباده. فضحك داوود».
ففي ظل التنازع والتراشق باللمز والشتم وما حصل في الأزمة التي كان لها صدى كبير واثارة للبغضاء بين المسلمين، في شتم السيد السستاني وفي نفس الوقت الذي يشاع فيه عيد الحب عند الغرب ينبري السيستاني إلى استخدام هذه القيمة الإسلامية في وقت يحتاجها المسلمون أكثر من غيرهم حيث قال(على جميع المؤمنين نشر ثقافة المحبة، والحرص على قول (أنا أحبك) لجميع المؤمنين، حفاظا على الوحدة الإسلامية، وحرصا عليها من محاولة تفريغها وشق صفوفها ودفعها بالتي هي أحسن كما أمرنا الله تعالى).
ومع الأسف الشديد صور الغرب لنا الحب فقط في الأمور الجنسية وعلى العكس من ذلك قد يمارس الجنس دون حب، فالحب أوسع من ذلك فيمارس في حياتنا الطبيعية من إفشاء السلام بين الناس والإيثار بينهم فقد ورد عن الرسول الأكرم «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، وحب الوالدين لولدهم وحب الولد والديه كلها قيم إسلامية أصيلة.
فمادامت هذه ثقافة الحب هي قيمة إسلامية فما المانع من التعامل بها في تخصيص يوم من أيام السنة كما تستخدم الأعياد الوطنية وأعياد الزواج وغيرها من الأعياد، فاليوم نحن أحوج إليها من ذي قبل فقد استقرت في نفوسنا ثقافة الكره للآخر وأبعدنا الحب من قلوبنا وما هذه الحروب الطائفية والتراشق بالشتم واللمز للآخر إلا دليل على ابتعادنا عن الدين الحنيف الذي وهو الجامع بيننا رغم اختلافنا في المذاهب وهو البيت الكبير الذي يجمعنا مع بعضنا بعضا.