التغلب على الإعاقة النفسية الاجتماعية
المقصود بالإعاقة النفسية الاجتماعية هي: ضعف طريقة التفكير والتعامل الفعال مع الآخرين فالشخص المعاق نفسيا لديه صعوبات من جانب ضعف القدرة على التأقلم مع الناس، وزيادة على ذلك يشكل هذا النوع من الإعاقة عائقا كبيرا أمام الانخراط والمشاركة التامة مع أفراد المجتمع، سواء في مختلف المجالات التطوعية أو الأعمال الاجتماعية، فترى الإنسان المعاق لا يستطيع تنمية مهارة التواصل مع الأشخاص المحيطين به؛ بسبب التأثير السلبي للأمراض والاضطرابات والصعوبات النفسية التي يعاني منها، كما لدى هذه الفئة ضعف في مهارة التعلم والموهبة والإبداع.
بهذا المجال نستطيع القول أن هناك فئة من المعاقين نفسيا لديهم عجز شديد في التغلب على الحالات الصعبة التي تمنع الإنسان من ممارسة الأنشطة اليومية؛ وذلك نتيجة الافتقار للقدرات بشكل عام والخوف من مواجهة الاضطرابات أو الأمراض النفسية التي تتحول في نهاية المطاف للإعاقة الدائمة عندما يتم الإستسلام لها، ويعود هذا لعدم الدخول في صراعات اجتماعية ونفسية تصب في محاولة السيطرة على المخاوف والأوهام المبنية على الإحباط وعدم القدرة على تقبل النقد والانتقادات السلبية الصادرة عن المجتمع الذي يعيشون فيه.
وفي جهة أخرى هناك شخصيات كانت لديهم في الفترة السابقة إعاقة نفسية شديدة لدرجة تصل للعزلة السلبية الزائدة واليأس والتعب، ولكن ما شاء الله تغلبوا على هذا العائق القاسي بكل ثقة وعزيمة وإرادة قوية، فبعض المعاقين الذين تعرضوا للأمراض النفسية الحادة التي تؤدي بالإنسان للتفكير في الانتحار أو الموت وأحيانا العجز عن التحدث أمام مجموعة من الناس خوفا من التعرض للتنمر والعنف الجسدي والنفسي من قبل من حولهم، والحمدلله رب العالمين قاموا بمواجهة هذه العقبات بذكاء وحزم وقوة في الشخصية التي يتسمون بها.
إن المعاق الناجح هو من يعتبر الإعاقة أمرا غير مخيف من ناحية تشكيل حاجز أمام التخطيط للحاضر والمستقبل، بل لا يجعلها تؤثر على ما يريد تحقيقه من متطلبات في الحياة سواء كانت مالية أو وظيفية أو قيادية، فقد ترى في بعض اللحظات معاقين يتولون مناصب قيادية في المجتمع من دون الشعور بالخوف تجاه ما سوف يستقبلوه من التوترات والمشاكل والخلافات المقلقة التي تحصل بين الأفراد الذين يعيشون في مختلف البيئات الاجتماعية، ورغم كل هذه المحطات الشاقة التي تمر عليهم تراهم متفائلين وسعداء وراضين بقضاء الله وقدره والوضع الذي يعيشون فيه.
وفي زاوية أخرى هناك فئة محددة من الأصحاء وليس جميعها قد تعجز عن تحمل كل هذه المتاعب والمسؤوليات الكبيرة، وسبحان الله في موقع آخر تحس بالاستغراب والدهشة فترى فئة من المرضى نفسيا قادرين على تخطي كل صعوبة يتعرضون لها بسهولة لأنهم مقتنعين تماما بأن لديهم القدرة على تقبل المرض الذي يعانون منه، وأن لديهم قدرات متميزة وإدراكات ومفاهيم وتصورات إيجابية مختلفة عن غيرهم، إضافة إلى ذلك قد يملكون متطلبات اجتماعية معينة كالمكانة العالية والنفوذ الاجتماعي القوي.
والخلاصة التي لا بد من قولها هي أن هناك حلولا فعالة تدفع المعاقين نفسيا إلى تخطي المنغصات التي يعانون منها، وهي:
1» توجيه وتعليم المعاقين نفسيا على التعود على تنمية مهارة الاعتماد على النفس.
2» تحمل وتقبل الإعاقة التي يواجهونها بكل صبر وسعة صدر.
3» التعلم والاستفادة من نماذج إنسانية نجحت في التغلب على الصعوبات والتحديات الحياتية.
4» تكثيف إنشاء المراكز والمعاهد والبرامج التدريبية التي تهتم وتعمل في مجال التدريب وتنمية المواهب والإبداعات لدى المعاقين نفسيا.
5» استشارة مدرب نفسي معين أو استشارة أصحاب الخبرة والتجارب الفائضة.
6» الانخراط في ممارسة هوايات مفيدة كالقراءة والكتابة، ونضيف على ذلك الانخراط بممارسة الأعمال التطوعية التي تصب في خدمة البلد والوطن والمجتمع.
ملخص بحث علمي - المصدر من قبل مجلة الباحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية.
Volume 11، Numéro 2، Pages 243 - 244
هدفت الدراسات لمعرفة أثار الإعاقة النفسية والاجتماعية علي أسرة المعاق بمدينة الدويم بولاية النيل الأبيض، السودان. تلخصت مشكلة الدراسة السؤال الرئيس التالي: ماهي أثار الإعاقة النفسية والاجتماعية والاقتصادية على أسرة المعاق بمحلية الدويم؟ افترضت الدراسة للإعاقة اثار نفسية واجتماعية علي أسرة المعاق. اتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي والمنهج التاريخي والمنهج الاستنباطي. استخدمت الدراسة عينة عشوائية حجمها «48». توصلت الدراسة الي أن تدني المستوي التعليمي والمعيشي يزيد أثار الاعاقة النفسية والاجتماعية والاقتصادية على أسرة المعاق. أوصت الدراسة بضرورة توعية أولياء أمور المعاقين لمعرفة مسببات الإعاقة وتشجيعهم لصقل قدرات أطفالهم المعاقين لتخفيف الاثار النفسية والاجتماعية وجعلهم اشخاصاً منتجين. هذا بالإضافة الى تقديم الدعم المعنوي والمادي للمعاق ولأسرته.