طقوسي مع الكتب
كجميع القراء لي طقوسي الخاصة عند القراءة، حيث يرافقني عندها دائما كوب من القهوة ولحاف ومكان يعمه الهدوء..
وعندما يتحقق ذلك أمسك بالكتاب بلهفة وحب وأبدأ في مشوار القراءة في وقت أعتبره مقدسا لدي فلا أسمح لأحد أن يقاطعني فيه كما أكون خلالها متأكدا أنه ليس لدي أي ارتباط لا حقيقي ولا افتراضي. عندها أسافر مع الكتاب في رحلة أخذ وعطاء..
فأعطيه وقتي كله ومشاعري بينما يعطيني كل ما أرمي إليه من معرفة..
نجوب معا الطرقات وأنا متمسكة به بحذر، وأعامله كطفل رضيع أخاف عليه من كل شيء.
فتارة أحتضنه، وأخرى أشتم رائحة صفحاته، مقلبة أوراقه الناعمة التي قد أعتبرها كملمس الطفل الرضيع، أعاملها بحب وحذر حتى لا يصيبها أي ضرر.
أتغنى بكلماته وحروفه وأحلق في سمائه بلا ملل ولا ضجر، أتلذذ بالنظر إلى تفاصيله الصغيرة وأهمس في أذن الورق لا تحزني ستبقي معي حتى يشيخ طفلي ونصل إلى ذاك الوطن.
وما أن أقترب من نهايته حتى يزداد نبض قلبي خوفا من أمر لا أعرفه. حينها أهمس له مهلا مهلا. علام العجلة؟ عد بي للبداية أخاف أن تنتهي رحلتي وأنا لم أكتف منه.