وداعاً يا هشام
لقد أصبحت مشكلة حوادث المرور في السعودية هاجسا مقلقا وشبحا مخيفا لكل أفراد الأسر السعودية ، لما تسببه من حسرة وألم من جراء موت أو إعاقة أحد أفرادها ، وتشير الدراسات المرورية المتخصصة إلى أن معدل الوفيات الحقيقي في السعودية يقدر بنحو قتيل كل ساعة ، فيا لها من خسائر بشرية ، وإقتصادية فادحة ، كفانا الله وإياكم وجميع الناس شرها وبلواها .
حيث تشير الإحصائيات أن المملكة العربية السعودية شهدت خلال العام الهجري المنصرم (1430هـ) ارتفاع في ضحايا حوادث المرور، حيث تم تسجيل 483 ألف حادثة مرورية ، أدت إلى وفاة 6458 شخصًا ، وإصابة 36 ألفًا آخرين .
ونقلت صحيفة " الحياة " عن مدير الإدارة العامة للمرور قوله : " إن الإدارة العامة للمرور في السعودية رصدت خلال العام الماضي 9 ملايين مخالفة مرورية ، وإذا ما قورن بعدد قائدي المركبات فهذا العدد ليس بالسهل إطلاقًا " مؤكدًا أنّ الاهتمام المروري ينصب على جميع المناطق ولا يميز منطقة عن أخرى .
وتتبعت صحيفة « الشرق الأوسط » نسبة الحوادث في العاصمة السعودية الرياض وعدد الوفيات فاتضح أنه في عام 2000 من شهر مايو(أيار) إلى ديسمبر(كانون الأول) بلغ مجموع الحوادث 44681 خلفت 191 متوفى و863 مصابا. أما عام 2001 سجل 48999 و394 متوفى و1961 (مصابا)، وخلال عام 2002 بلغت نسبه المتوفيات 480 وفي الأشهر العشرة الأولى من عام 2003 وصلت الحوادث إلى 37607 نجم عنها 1308 مصابين و390 متوفى. واستطلعت «الشرق الأوسط» آراء بعض المواطنين في هذه الظاهرة فقال في البداية محمد الشهراني «ان مشكلة حوادث السيارات والإصابات الناتجة عنها تستلزم تضافر الكثير من الجهود للتقليل منها، وذلك بالتأهيل وتفعيل مدارس القيادة وتطويرها وإدخال التوعية المرورية في كافة مناهج المؤسسات التعليمية». وأضاف «ان الهاتف النقال أحد ابرز الأسباب المؤدية لهذه الحوادث فلذلك يجب منعه باتخاذ عقوبة صارمة لمن يستخدمه أثناء القيادة» .
كما نشرت صحيفة الوطن في عددها 3497 الصادر الثلاثاء 13 جمادى الأولى 1431ه، أن منطقتا الرياض ومكة المكرمة تنافستا على أعلى نسبة حوادث مرورية خلال العام المنصرم 1430 ، إذ حققت الأولى نسبة 29.20%، بينما حازت الثانية نسبة 23.28%، تلتهما المنطقة الشرقية في المرتبة الثالثة بنسبة 23.19%، غير أن شهر رمضان 1430 هـ شهد أقل نسبة حوادث بمعدل 7.13%، وذلك من إجمالي الحوادث التي بلغ عددها 484 ألفا و805 حوادث .
إنني أسرد كل هذه الإحصائيات للعظة والعبرة ، في الوقت الذي شيّعت فيه بلدتنا الطيبة أحد أبنائها الخيرين ، إلى مثواه الآخير بعد تعرضه إلى حادث مروري غادر أليم ، أثناء ذهابه إلى عمله ، وهو المرحوم الأستاذ : هشام بن عبدا لباقي العاقول ، رحمك الله ( يا هشام ) وأسكنك فسيح جناته ، وألهم والديك ، وأخواتك ، وزوجتك وصغارك وجميع أحبابك ، وأصدقائك ، الصبر والسلوان إنه سميع مجيب ، رحم الله من قرأ لروحه الفاتحة .