الشيخ الحبيب: حرية التعبير ليست هبة تعطى وإنما هو حق يؤخذ
أقامت ديوانية المجدد بأم الحمام مساء الأربعاء "ليلة الخميس" ندوة حوارية بعنوان "حرية التعبير عن الرأي" وكان المتحدث في هذه الندوة سماحة الشيخ محمد حسن الحبيب وأدار الحوار السيد شرف الهاشم.
وبدأ سماحته الحديث قائلا: إن الحديث عن حرية التعبير يسبقه الحديث عن الرأي وتكونه لدى الإنسان، خصوصا وأننا نشأنا في بيئة تعتمد التلقين أولا وبالذات فالمسجد والحسينية والمدرسة والمنزل تستخدم أسلوب التلقين غالبا في العملية التربوية، وتبتعد عن المنهج الداعي إلى الاستنتاج والتفكير.
وأضاف سماحته: من المعيب جدا أن تكون الفضائيات الإخبارية أو بعض مواقع الإنترنت صانعة الرأي في الشارع العربي والإسلامي وكذلك في الشارع المحلي من دون التأمل في الدوافع والمنطلقات.
وفي المحور الأساس تحدث سماحته عن أن حرية التعبير ليست هبة يمن بها أولو القدرة على عامة الناس، وإنما هي حق يدفع إلى مستحقيه، ومع التمنع يجب العمل الجاد لانتزاع هذا الحق.
وقال سماحته: انطلاقا من أصالة الإباحة فإن الأصل في اتخاذ الرأي والبوح به والتعبير عنه هي الإباحة أيضا إلا أن ترتبط بما يحيلها إلى دائرة الوجوب كالشهادة الواجبة، أو إلى دائرة الحرمة كمدح الظالم.
وأضاف: إن هذا يشمل كل ما من شأنه التعبير والإفصاح عن الرأي، وكل ما يعد من لوازمه كالتبشير بالمعتقد، وحرية الصحافة والتصوير والرسم وغيرها، شريطة أن تستند في أي منها إلى ضوابط الشرع الحنيف.
وختم حديثه قائلا: إن المجتمع الراشد هو من يشجع تكون الرأي المستند إلى المنطق والدين، وهو من يشجع على البوح به والتعبير عنه بمختلف الوسائل، وهو أيضا من يدافع عنه لأنها دفاع عن القيم التي ينبغي أن تسود في المجتمع.
وفي جواب لسؤال عن كيفية التوفيق بين الطاعة للقيادة الدينية وتكوين الرأي؟ أجاب سماحته: أولا هذه المسألة ليست في عرض تلك وإنما في طولها فلا تنافي بين الإثنين. وثانيا: يجب علينا الالتزام بالأحكام الولائية وكل مايرتبط بموارد التقليد، وفي غيرهما ينبغي أن نفكر ونفكر ونفكر ونتخذ رأيا يستند إلى الدليل والبرهان.