بين تكريمين... نختلف ونأتلف...
تتداعى المعاني عند ذكر مفردة التكريم فيبدأ الباحث في الاسترجاع للأحداث ولكن سرعان ما يوقفه الحدث الأكثر راحة للنفس ويحاول أن يبتعد عما يؤلمه ويعكر صفو مزاجه...
فكثيراً ما نرى التجاذبات في أروقة مؤسساتنا التربوية والمهنية ويشتعل الصراع النفسي الذي ربما يتحول إلى صراع لفظي وعراك بالأيدي حول مدى استحقاق فلان بالتكريم وبماذا يتميز على فلان وهكذا تدور الحوارات المتشنجة عندما يشعر أحد الأطراف بالغبن وعدم الإنصاف وربما يشتعل بداخله ذلك المرض القلبي المسمى الحسد والعياذ بالله تعالى من كيد الحاسدين وبغي الظالمين...
و عليه ينبغي أن تكون الجرأة والشجاعة في مسألة التكريم حاضرة دونما تردد أو خوف من ردات فعل هذا الطرف أو ذاك ولكن بشرط أن تكون الجرأة في اتخاذ قرار التكريم مبنية على أسس موضوعية ومعايير لا يختلف عليها اثنان وإن كانت النفس بطبيعتها ميالة وصاحبة هوى قد تؤثر في بعض الأحيان عند الاختيار وهذا أمر طبيعي في حدود معقولة خاصة في تقييم النصوص الأدبية تبقى الجنبة النفسية حاضرة كجانب تغليبي غالباً عند إصدار الحكم فالمسألة مسألة تذوق للنص الأدبي شعراً أو قصة أو رواية...
المهم ولإرضاء الجميع تبقى الاستحالة موجودة ـــ رضا الناس غاية لا تدرك ـــ فلماذا لا نتقبل الرأي الآخر بكل هدوء وبدون تشنج مع إبدائنا لمرئياتنا وانتقادنا بأسلوب هادئ ولبق يكسبنا مزيداً من التعاطف والاحترام لمن يقرأ لنا ويطالع تعليقاتنا؟!
و على القائمين على أي مشروع اجتماعي أن يعوا تلك العقبات التي ستصادفهم جراء اختلاف الرؤى والمشارب ومستوى نضج المتلقين ولا بد في الوقت نفسه من فتح باب الحوار بعد كل تكريم لاستفتاء الرأي العام والجماهير المحتشدة فالاستبيانات اليوم باتت تشكل قدرا كبيراً من الأهمية في تصحيح كثير من المسارات رغم اجتهاد القائمين على أن يكونوا في أعلى درجات الكمال في الإعداد والتقديم والإخراج للظهور بمظهر مشرف أمام ضيوفهم القادمين من كل مكان...
فلتسر مشاريعنا بتوفيق الله وليصحبها التقييم والنقد البناء فنتلافى الأخطاء في القادم ونشكر القائمين إنصافاً لجهدهم فتلك سيرة العقلاء الساعين للارتقاء في سُلّمَ الإبداع نحو إنجاح الإنجاز.
ختاماً...
· لنثق بقاماتنا الأدبية والفكرية المحلية ولا مانع من الاستعانة والاستشارة بمن نجدهم أهل حكمة وبصيرة في فنهم ومجالهم في لجان التحكيم أو غيرها.
· لنثق بمواهبنا المحلية وقدراتهم الرائعة وندعمهم بكل ما نستطيع.
· لنحسن الظن في من يعمل من أجل مجتمعنا.
· لنعرض ونقدم هذه الإنجازات للجماهير على اختلاف مستوياتهم ونضعها بين أيديهم في موقع الجائزة ونتلقى ردود فعلهم الإيجابي والسلبي... نحوها.
· ولنبدأ غداً من حيث انتهينا اليوم...
ودمتم موفقين لكل خير يرتقي بقطيفنا الغالية وكرامتها وعزتها ورفعة شأنها فقط وفقط.