وقفة مع سماحة الشيخ الصفار
أثناء مروري كعادتي على بعض الشبكات والمواقع الالكترونية للتعرف على مستجدات الاوضاع لفت انتباهي خبر حمل عنوان (الشيخ الصفار يدعو إلى تحمل المسئولية في مواجهة الظلم والفساد) .. كان العنوان مغري جداً بالنسبة لي مما دفعني لعدم تفويت قراءة التفاصيل خاصة وأن المتحدث وكما يبين العنوان هو سماحة الشيخ حسن الصفار حفظه الله الذي عودنا على أعطاء رأيه المحترم في كل جديد على الساحة المحلية وخاصة قضايا التعايش بين فئات المجتمع والتي تشغل بال الكثير هذه الأيام.بدأت في قراءة كلمة الشيخ والتي القاها في احدى خطب الجمعة مؤخراً بتأني ولفت نظري أن سماحته بدأ كلمته بكلمات ثورية قوية جداً لا تخلوا من التحريض فقد تحدث فيها عن ما سماه بالظلم والفساد الواقع على أبناء المجتمع حتى أنه طلب من أبناء المجتمع الوقوف في وجه الظالم وعدم السكوت عنه لرفع الظلم الواقع على المجتمع وشدد على عدم الاعتماد على الآخرين وقال على أفراد المجتمع تحمل المسؤولية والقيام بأدوارهم الشخصية في دفع الظلم عن أنفسهم وعن غيرهم . الى هنا لم أتحمل قراءة خطبة الشيخ كامله إذ لم تصدق عيناي ما هو مكتوب فأضطررت لأعادة القراءة من جديد قبل أن أكمل وتأكدت بأن ما هو مكتوب كما قرأت وأنني لست في حلم كما تخيل لي وسماحة الشيخ نعم قال كل ذلك ، لذلك عليّ الآن أن أكمل قراءة بقية كلمة الشيخ ، وعند مواصلتي القراءة تفاجئت بأن سماحة الشيخ يطلب من أبناء المجتمع أن يواجهو الظالم والفاسد عبر تقديم الشكاوي له (أي للظالم نفسه ) في وسائل أعلامه وعبر مؤسساته ، يعني كأنك يا ابو زيد ما غزيت ... وكأن سماحة الشيخ يريد أن يقول بأن الجلاد هو القاضي وليس لديكم سوى هذا الخيار بل هو خياركم فأنتظروا منه انصاف ، الى هنا فليسمح لي الشيخ بالقول بأن الكلام الذي قاله في بداية خطبته هو للاستهلاك المحلي وليعذرني الشيخ على ما قلت فالشيخ يريد أن يرسّخ ثقافة معينة يدعو اليها ولأنه يعرف جيداً أن المجتمع يأس من أسلوب طرق الابواب الذي أثبت فشله على مدى عشرات السنين لذلك لجأ لخطبة أعطاها طابع ثوري في بدايتها ومن ثم أفرغها من محتواها تماماً بتوجيه أبناء المجتمع لما أسماه بالوسائل المتاحة وهي الصحف وديوان المظالم وباقي المؤسسات التي تتبع الدولة.
في وجهة نظري أن الخطابات الاستعراضية لم تعد صالحة لهذا الزمن نهائياً خاصة وأن (مجتمع الرأي العام) وهو الذي في العادة ينقاد من قبل طبقة الصفوة أصبح أكثر وعياً من ذي قبل وبدء يفرض كلمته حتى وأن بدى متقبلاً في الظاهر لأسباب تياراتية ولكنه بدأ ينفس عن ما في قلبه عبر فضاء النت الذي لاحسيب فيه ولا رقيب.
من وقع عليه ظلم وأراد أن ينال حقوقه المسلوبة يا شيخ عليه أن يجعل كل خياراته مفتوحه ويختار اعقلها بشرط أن يضع لنفسه هدف له نقطة وصول زمنية فمتى ما تأخر الوصول فعليه أن يدرك أن أمامه خيارين أما الجري وراء سراب أو الانتقال للمرحلة الثانية .