أم الحمّام.. حيث يعبق التاريخ برائحة البنفسج
أم الحمّام.. ليست مجرد اسم لقرية وادعة تحتضنها محافظة القطيف.. بل هي حكاية عشق متجذرة في تربة التاريخ.. ونبض بنفسجي لا يعرف الخبو.
هنا.. على مرمى حجر من أمواج الخليج العربي.. تتعانق رائحة البحر مع عبق النخيل الباسق.. لتشكّل لوحة طبيعية ساحرة تأسر القلوب.
في قلب هذه الواحة الخضراء ”ام الحمام الحبيبة“.. ينبض شريان حيوي آخر.. هو نادي الابتسام الرياضي.
تأسس هذا الصرح العريق عام 1388 هـ «1968م».. ليصبح علامة فارقة في المنطقة.. ومركزًا يشع بالحياة الرياضية والثقافية.
تتوشح جدرانه بألوان ثلاثة:
الأحمر رمز الحماس.
والأخضر دلالة النماء.
أما البنفسجي.. فهو الروح التي تسري في عروق النادي.. حاملاً عبق التاريخ وأصالة الهوية.
فالبنفسجي هنا ليس مجرد لون.. بل هو حكاية أخرى تُروى. هو ”لون الملوك“ الذي استُخلص قديماً بجهد مضنٍ من حلزون الموركس.. ليغدو رمزًا للرفعة والتميز.. حكرًا على النبلاء.
ومع اكتشاف الصبغة الاصطناعية في القرن التاسع عشر.. أشرق هذا اللون الساحر على نطاق أوسع.. ليلامس حياة عامة الناس بعد أن كان حكراً على الصفوة.
يتجاوز تأثير البنفسجي حدود الموضة والأزياء.. ليلامس أعماق النفس البشرية.
يُعرف بقدرته على تهدئة الأعصاب وتحفيز الإبداع.. ويُعتقد بأنه يساهم في تحقيق التوازن الروحي والعاطفي.
ولم يغب هذا اللون الساحر عن ساحات الفن والإبداع. تألق في فيلم ”The Color Purple“ ليجسد قضايا إنسانية عميقة.. وصدح في أرجاء العالم عبر أغنية ”Purple Rain“ الأسطورية للفنان برينس.. ليصبح لحنًا خالداً في ذاكرة الموسيقى.
حتى الطبيعة أسرتها جاذبية البنفسجي.. فزينت سهول اللافندر بمشاهد خلابة تبعث على السكون والجمال.. واستُخدمت نبتته العطرية في صناعة أروع العطور والزيوت.
يبقى البنفسجي رمزًا للأناقة.. للإبداع.. ولذلك العمق الغامض الذي يجمع بين الرقة والقوة. إنه لون يحمل في طياته مزيجًا فريدًا من المشاعر والتجارب الإنسانية.
لذا، وبينما يستهل الناس صباحهم بعبارات الورد والفل والياسمين.. يبقى صباحي أنا بنفسجيًّا.
وعندما يغمرني السرور.. لا أجد أجمل من أن أقول: ”صباحكم بنفسجي.. لون الحب والتفاؤل والإيجابية والسلام والإبداع.“
مع خالص حبي وتقديري للجميع.