نحنُ والقيادة الإسلامية المطلوبة
تمر بنا ذكرى ميلاد ملاك الثورة والشهادة ورمز الإباء ورمز الوفاء أبا الأحرار وسيد الثوار الإمام الحسين وأخيه قمر الهواشم أبا الفضل العباس وكذلك ذكرى ميلاد زين العباد الإمام علي ابن الحسين السجاد وحريٌ بنا أن نأخذ بمنهج هؤلاء القيادات العظيمة للأمة الإسلامية التي لو سارت على دربهم قولاً وفعلاً لأصبحت من أقوى وأفضل الأمم في العالم في جميع جوانب الحياة.
إن المطلوب منا هو أن نلتزم بالقيادة الإسلامية الواعية والتي تحمل الصفات الإيمانية المتميزة والتي تعمل باسم الله ولأجل الله سبحانه وتعالى لا لأجل نفسها ولا لأجل مصالحها وزعاماتها وسمعتها ومراكزها في المجتمعات...
إنّ عصرنا الحاضر ظهرت فيه الكثير من القيادات والزعامات التي ترأست على المجتمعات عبر أي شكل من الأشكال الشرعية منها والغير شرعية أيضاً لدرجة أنه قد تتشابه علينا في الصورة وخصوصاً الإسلامية منها فللأسف الشديد وكما جرى في سالف العصور من بروز للقيادات والزعامات التي تأخذ طابعاً إسلامياً بحتاً لكن جوهرها يفتقد للإسلامية ويفتقد للحق والحقيقة ونرى اختلال مسيرتها بسبب تخبطاتها التي تحسب أنها غير واضحة للعيان وفي أحيان أخرى نجد أن صورتها مهزوزة أينما نظرنا لها من نواحي عدة.
والنفاق والتناقض في أي قيادة تدعي أنها إسلامية من أخطر الأمور التي تشوه صورة القيادة الإسلامية الحقيقية بل وتُنفر الطلائع الرسالية وتُنفر الناس من الدين ومن أهل الدين أيضاً؛
ولهذا فإن المنافقين الذين هم تحت اسم الإسلام وتحت اسم خدمة الإسلام والمسلمين وأيضاً بعض من يدعون خدمة المذهب والمجتمع والقضايا الدينية والاجتماعية وهم يحملون كل تلك الصفات الدنيئة لا يمكن أن يعملوا شيئاً يخدم القضايا الإصلاحية الإسلامية وإن عملوا فترى مصالحهم الشخصية وأنوفهم محشورة في كل جانب وأينما حلوا زرعوا الاختلاف الغير سليم والبلبلات والفتن والفوضى كما أنهم يجتهدوا في الصعود للقمة على أكتاف الآخرين وعلى حساب الآخرين وعلى سلم الآخرين ويحللون لأنفسهم ما يحرمونه على أسرهم وعلى من حولهم وأغلب أعمالهم وما يقومون به وما يدعمونه يتصف بالسطحية فقد يسنون أنظمة ودساتير واستراتيجيات وأمور كثيرة لكنهم في النهاية يطبقون ما يريدون هم لا ما يريد الله سبحانه وتعالى ولا ما يريد رسوله والأئمة الأطهار (عليهم السلام) والأدهى من كل ذلك فقد يصلون لمرحلة الشعور وإشعار الآخرين بأنهم كأولياء الله في الأرض على الناس أو كوكلاء الله على الأمة التي لا يملك البعض منها حولاً ولا قوة وإيهام العالم بأنهم يمثلون كلمة الله في أرضه وهم من الظالمين والمفسدين في الأرض من أدق نقطة مركزية لهم وهو بيتهم الأسرية إلى الفضاء الاجتماعي والوطني والعالمي المفتوح بشكل أو بآخر ومع كل هذا فإنهم يفتقدون للجوهر الإسلامي الحقيقي في الفعل والقول ......فعجباً منهم...!!!
ولهذا فإن على الإنسان أن يحذر من أن يدخل تحت إشراف أي رئاسة أو قيادة أو إدارة أو أي مسمى في أي جانب على الصعيد الوطني أو المحلي أو الإقليمي إلا بعد تدقيق وتفكير وتأمل في صفاتها ومواقفها وسيرتها و أمور كثيرة كي يسلم من أن يكون ضمن قائمة أهل الخيانة والغدر في حياته...
إن كنت أيتها الروح المؤمنة تحملين رسالة وهدفاً ورؤيةً إسلامية حسينية في حياتك وإن كنتِ من خدمة الخط الحسيني المقدس أو ممن ينتمون إليه ومن يدعمون النهضة الحسينية وقضيتها المبارك ولكِ انخراطا خاصاً في ساحة العمل الإسلامي على مختلف الأصعدة فإنكِ حتماً ضمن قائمة الطلائع الرسالية التي عليها عدة مسئوليات إصلاحية مهمة و لا يمكن لأي إنسان مؤمن رسالي سواءً أكان قائداً أو قاضياً أو خطيباً أو مسئولاً عن مركز أو مؤسسة أو هيئة شيعية حسينية أن يرقى بالأمة وبالتطلعات والأهداف المرجوة إلا بوجود هذه الأمور المهمة جداً في شخصيته ومنها:
1. الإيمان الخالص بالله سبحانه وتعالى وبأنه لا يضيع أجر من أحسن عملا
2. التمسك بكتاب الله عزّ وجل وبالمنهج المحمدي الأصيل وبعهد الولاية وبالخط الحسيني والدعاء الدائم.
3. الثقافة الحسينية فهي ضرورة لا يمكن العمل بدونها
4. الأخلاق السامية قولاً وفعلاً في التعامل مع مختلف العقول و عدم جعل القيادة هدفاً لتفكيك وتشتيت شمل الأمة أو هدفا للمصالح والمآرب الشخصية.
5. الثقة بالنفس والإصرار والثبات بالإرادة والعزيمة والتوكل على الله سبحانه
6. التجديد في الفكر والحركة والعمل وابتكار آليات جديدة للتغيير إلى الأفضل
7. الوعي لكل ما يدور في الساحة المحلية والإقليمية والعالمية من قضايا تستوجب الوقوف على مستجداتها
8. التجديد في الدماء والحفاظ على الطاقات والاهتمام بها.
9. الصبر للوصول المطلوب إلى تحقيق الأهداف والصبر على الأذى لله وفي سبيل الله
10. التواضع ولين الجانب
11. الاستفادة من المقدرات الفكرية والثقافية والعلمية والعملية والتكنولوجية في دعم العمل للنهضة المطلوبة.
12. وضوح الرؤية والهدف وطبيعة العمل والتركيز على مايلي:
13. أ. لماذا أعمل..؟ ب. لمن أعمل..؟ ج. من هو العدو الأول والأخير..؟ من أواجه..؟
14. ضرورة تحمل المسئولية والعمل الجاد على إصلاح النفس والأمة
15. امتلاك المهارات الكافية وفن التواصل المطلوب مع الأفراد والمجتمع بكافة تياراته و أحزابه ورموزه.
16. تأسيس المراكز والمؤسسات والهيئات على والرقي بالأمة ومتطلباتها
17. الحذر من المؤامرات القذرة التي تمارس و تحاك ضد الأمة والهوية الشيعية
18. العمل ضمن نظام وتنظيم معين وليس بعشوائية وانتقاء وانتخاب الثلة المؤمنة المخلصة للعمل والالتصاق بهم وتقوية الروابط والإتحاد معهم.
19. احترام الآراء والأفكار والتوجهات للتيارات الأخرى.
20. جذب الشباب واحتواءهم في المسيرة وتنمية الكفاءات والقدرات الواعدة
21. التركيز على العمل والعطاء فيه لينمو لله وما كان لله ينمو لله
22. الإبداع والإتقان في العمل
23. الابتعاد والحذر مما يسيء للعمل الرسالي والخط الحسيني المبارك
24. عدم انتظار كلمة شكر أو أجر على العمل التطوعي الديني والاجتماعي وغيره فما لله يجب أن يكون لله.
25. الثقة بأن الخدمة الحسينية الخالصة الخالية من أي شوائب هي كالتجارة مع الله سبحانه وتعالى فاستثمر كل ما لديك فيها لتنال أعظم الجزاء في الدنيا والآخرة لتكون مع المحسنين والمجاهدين.
26. عدم تنفير الناس من الدين والعمل لأجل الدين ودعم المبادئ والقيم الإسلامية الحقة.
27. نصرة المظلومين والمستضعفين والمساهمة في دعم المحتاجين مادياً ومعنوياً
قال العلي العظيم في محكم كتابه الكريم :
(( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ )) (91) سورة النحل
علينا أن نعاهد الله ونعاهد إمام زماننا مع القيادة الإسلامية الرسالية بأن نعمل من أجل الإصلاح الشامل بدءاً من أنفسنا وأهلنا وبمجتمعنا وبالمحيط الذي نستطيع أن نسهم فيه عبر عمليات الإصلاح الذي هو مسؤولية الجميع بإتباع استراتيجيات النهضة الإسلامية المطلوبة والتجديد في العمل الإسلامي وعلينا الوفاء بكل ذلك ؛ والبعد عن الأساليب والسلوكيات التي تشوه مسيرة عملية الإصلاح المطلوبة كي نكون فعلاً وقولاً من الممهدين لخروج ولي عصرنا وأمرنا صاحب العصر والزمان الإمام المهدي المنتظر الموعود (أرواحنا لمقدمه الفداء)