رأيٌ في تجربة علي الدرورة
كثير من الأسماء (الثقافية والفكرية) المؤثرة في المجتمعات الإنسانية اُختلف في شانها أثناء حياتها. ولكن، بعد مماتها تحولت إلى أقمار مضيئة يهتدي بها السالكون! وأستحضر هنا على سبيل العجالة نيتشه، كفيلسوف يحسب له الآن ألف حساب وتدرس أفكاره وأطروحاته وتقدم حولها الدراسات والأبحاث الأكاديمية، ولكنه لم يحظَ بهذه المكانة في حياته، بل كانت الكلمات المحبطة والساخرة هي السهام التي تصوب نحوه.
وأرى أن الأستاذ علي الدرورة هو واحد من هذه الأسماء التي سيسهر القوم جرّاها ويختصم.. كما نفعل نحن الآن في محضره!
ولكن قد يعاب عليه:
1- كتاباته التي لا يجمعها جامع إلا عنوان (الكلمة الطيبة)، فهو حيناً مؤرخ، وحيناً شاعر، وأخرى فنان تشكيلي. وربما لا يبقى من كل ذلك إلا علي الدرورة المؤرخ، إذ أراه العنوان الأبرز للصديق الجميل (علي الدرورة).
2- أرى أن ركض الأستاذ علي الدرورة لإصدار كتاب كل شهر، يضيِّع الكثير من إبداعه على حساب التميز.. وقد يرتئي البعض مقولة: "إن لكل كتاب قارئه"، كما أن "لكل قارئ كتابه".
فحتى الكتاب الذي ننظر إليه كونه عادياً، قد يرفد بعض القرّاء بمعلومات قد يجدونها مهمة ومفيدة.. وكتاب "التوبة"، ربما يكون خير مثال. بالمناسبة عتبت على الدرورة لجوئه للدكتور عبدالهادي الفضلي؛ ليقدم كتابه وهو أوراق بسيطة جداً.
ويحسب للأستاذ علي الدرورة أنه:
1- عرّف بحبيبته القطيف أولاً، وبمعشوقته الخليج ثانياً، بطريقة جيدة، وأثبت أن القطيف والخليج ليستا نفط فقط.
2- انشر أو مت.. هكذا يتحرك المؤرخ علي الدرورة، فنحن نلاحظ أن بعض المثقفين يتهيب النشر ويتعلل بالخسائر جراء ذلك، والدرورة هنا يقدم نفسه كأنموذج ينبغي أن يستفيد منه الساعون للتعريف بأنفسهم.
ختاماً: آمل من الأستاذ الدرورة أن يعتني أكثر بإصداراته الشهرية.