تساؤلات مثيرة حول الفتنة الأخيرة
على جميع الأطراف وبالذات الشخصيات الدينية والعقلاء والمسؤولون في الخليج وبالذات في الكويت، العمل على وأد الفتنة وهي في مهدها قبل أن تكبر، فالفتنة أشد من القتل، وعلى الوسائل الإعلامية في المنطقة ان تكون عاملا للوحدة وتخفيف الاحتقان وتوضيح الحقائق للشارع عما حدث لا ان تكون العكس، لقد قلنا سابقا ونكررها اليوم وغدا بالتأكيد على رفض الإساءة والتجريح والسب والشتم لأي شخصية وللرموز من أي دين وملة ونرفض الإساءة للأعراض وبالخصوص لأعراض آل البيت وزوجات النبي المطهرات، ولكن لا يعني ذلك عدم الحديث ونقل ما سجله التاريخ لسيرة ووقائع تلك الشخصيات وكتابة البحوث حولها بأسلوب مهني ومؤدب وموضوعي، وشكرا للأصوات العاقلة التي رفضت ونددت لحملات الإساءة من أي طرف لأي طرف.
ومن خلال هذه السطور أود طرح بعض التساؤلات حول الأحداث الأخيرة:
هل تعاملت الوسائل الإعلامية مع حدث حفلة الحبيب في لندن بطريقة استفزازية ومثيرة ساهمت في اعطاء الحدث حجما كبيرا، وساهمت في نشر الفتنة، لاسيما ان المنطقة تشهد تشنجا طائفيا، أم ان الحدث يستحق كل هذا التضخيم؟ ولماذا هذه الوسائل لم تقم بربع المقدار من الاهتمام والمتابعة والتضخيم برصد أحداث محاولة القس لحرق القران الكريم في أميركا؟
لماذا الإعلام ضخم هذا الحدث، بينما في الأحداث المماثلة من قبل الأطراف الأخرى كالشيخ الذي قال ان عدم مبايعة الإمام الحسين ليزيد وخروجه على أمام زمانه فتنة، وكذلك أحداث العريفي والكلباني وغيرهما لم يم تناولها في الأصل؟
لماذا الإعلام في دول الخليج تفاعل مع البيانات الشيعية الاستنكارية ووضع خبر البيانات في الصفحة الأولى (رئيسي) بينما هذا الإعلام غيب وهمش جميع البيانات التي صدرت من الشيعة التي ترفض إساءات بعض الشخصيات الدينية السلفية المتشددة للشيعة؟
لماذا العالم الإسلامي رفض قيام الإعلام الأميركي والغربي باتهام الإسلام والمسلمين بالإرهاب نتيجة أحداث 11 سبتمبر، بينما هولاء سكتوا عن حملات تحميل المذهب الشيعي وأتباعه أخطاء شخص من المذهب؟
هل ما يمارس من إساءات لعموم الشيعة يعتبر عملية تخويف وترهيب للشيعة؟ ولماذا اتهام التشيع وكافة الشيعة في العالم بسبب عمل فردي؟ وهل مطلوب من كل شيعي أن يصدر بيانا للحصول على صك للبراءة؟ ولماذا يتسابق بعض علماء ووجهاء ومثقفي الشيعة لإصدار بيانات براءة من ذنب لم يقترفوه هل بسبب الترهيب، ام انه إثبات الولاء الوطني ام واجب ديني؟ وهل على شيعة الخليج في الكويت أو السعودية والبحرين تحمل مسؤولية عما يرتكبه أي شيعي في الخارج؟
هل عندما يقوم إرهابي من الطائفة السنية بتفجير نفسه في الرياض أو غيرها يتم الإساءة لطائفته، وهل يحتاج أتباع طائفته في العالم لإصدار بيانات تنديد لإثبات الوطنية؟ وعندما أساء بعض الشيوخ من السنة - وكذلك بعض القنوات الفضائية - للتشيع وللشيعة عامة، ورغم ما سببه ذلك من ردود فعل عند المسلمين الشيعة، هل قام علماء السنة أو المثقفون والكتاب والشخصيات وعموم السنة في كل بلد وفي كل منطقة بإصدار بيانات إدانة واستنكار، وإصدار بيانات تضامن مع الشيعة؟
هل عندما أساء القس بمحاولته لحرق القران الكريم تم تحميل المسؤولية للمسيحيين وللإدارة الأميركية، وهل قام المسيحيون في أميركا والعالم بإصدار بيانات استنكار لعمل القس، وهل عندما قام الهندوس بهدم مسجد بابري بالهند تم تحميل المسؤولية لكافة الهندوس وهل قام الهندوس في العالم بإصدار بيانات استنكار للعمل؟
لماذا لا يغضب الغاضبون عندما تتم الإساءة لأحفاد الرسول كالإمام الحسين بأنه سبب فتنة!، وأين بقية زوجات الرسول من الاهتمام ألا يستحققن جميعهن الحضور الإعلامي والتقدير؟
هل من يتحدث وينتقد شخصية إسلامية كالصحابة يخرجه من الإسلام ويعتبر كافرا؟
وفي الأخير نؤكد رفض حفلات الشتم والتجريح من كل الفئات، وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، وابعد الله عنا الفتنة.