تزوجـوا بالثانية !
أجزم إن مقالي هذا سيدخلني في حيّص بيّص مع بعض النساء ، وإن بعض اللعنات ستصب على أم رأسي وستلاحقـني إلي يوم الدين ، لكن لا مـفـر بعـد وقع الأثـر .
اليوم قرأت خبر يقول : إن النائب الكويتي فيصل الدويسان أقترح على مجلس الأمة الكويتي، أن تتبرع الحكومة ( بجائزة ) وقدرها خمسة عشر ألف دولار ( ستة وخمسون ألف ريال سعودي ) لكل كـويتي يتزوج ( زوجة ثانية ) كـويتية بلغت سن الأربعين أو تكون أرملة أو مطلقة !
فكرت ملياً بالأمر، وحسبتها ( بحساب أم البيض كما يقال ) ، الأستاذ الدويسان بحق حاذق وحسبها صح .. فمعروف أن حكـومة الكويت وكذلك تفعل دول مجلس التعاون الخليجي ( تمنح كل مطلقة أو أرملة ، أومن تزحزح سنها الأربعين ، مبلغ شهري لمدى الحياة ، وبمجرد أن تـتزوج أو يتوفاها الله ، يقف هذا الدعم ، لأنها ستصبح بذمة الله أو تحت ذمة مواطن مسئول عنها ، وربما يحالفها الحظ ويساعدها في تربية أبنائها ( اجتماعيا و مادياً وتربوياً ) .
وبحساب العملية بالأرقام ، وبعد البحث والتدقيق ، وجدت مايلي : الشؤون الكويتية تسلم ( كل حالة من الحالات الثلاث ) مبلغ 1200 دينار سنوياً ، أي ما يعادل 1300 ريال سعودي شهرياً ، مضروب في ثلاثين سنة فقط ، أي متوسط عمر المرأة الكويتية ( تسعة وسبعون عاماً ) لو لم تأتيها المنون ( وهذا عمر طبيعي )، وبذلك توفر الحكومة الكويتية مبلغ وقدره أربعمائة وخمسون ألف ريال من ميزانية الدولة إذا تزوجت إحداهن مواطنا ًكويتياً، وسيتم كل هذا بالمسبب الذي أحدث السبب العظيم ، وهو اقتراح الدويسان مكافأة ( الكاش ) ! والتي تقدر بعشر المبلغ الذي ستوفره الحكومة مستقبلاً ، بالإضافة إلي الايجابيات الاجتماعية والإنسانية التي سيجنيها الفرد و المجتمع من محاربة ( العنوسة ) ، كمنع جرائم الشرف والفساد الأخلاقي وضياع الأبناء .
السؤال هنا : هل يبادر إلي ذهن مسئولينا الموقرين ، في البنك السعودي للتسليف ووزارة الشؤون الاجتماعية ، أن يمنح ويكافئ كل مواطن سعودي ( مبلغ خمسين ألف ريال ) ، بشرط أن يحضر عقد زواج موثـق بشهادات تثبت إنه تزوج بمواطنة سعودية ثانية ، ( أما أرملة أو مطلقة أو فوق سن الأربعين ) ، وإن تم هذا سنقصف رأس أهم شبح يصدع برؤوسنا ، ويحارب مستقبلنا وخططنا التنموية ، كيف لا وقد أقلقـتنا تلك الأرقام الرهيبة المخيفة لأعداد حواء المتزايد في مزرعة العنوسة .. من يصدق إن لدينا (1.5 مليون ونصف ) حالة دخول أو ربما دخلن أرض العنوسة ، أقولها وقلبي يدق طبول الأمل وازدياد الألم ، مع صادق اعتذاري لشريكتنا في الأرض ، لترداد جملة ( أعداد العوانس والمطلقات يتضاعـفن كل عام في وطننا ).
أي نعم هل تعلم عزيزي القارئ :إن الأعداد لا تصدق وتبدوا خيالية، لسعوديات تعدى عمرهن (ثلاثون سنة ولم يتزوجن) من 1.5 مليون حاليا كما أسلفنا الى أربعة ملايين خلال الخمس سنوات المقبلة ! في حال استمرت معدلات الزيادة بنفس الوتيرة ، وهذه دراسة أعدها أستاذ علم الاجتماع المشارك بجامعة الملك سعود الدكتور عبد الله الفوزان ، ومنها أن العام الماضي شهد حدوث نحو 18الف حالة طلاق مقابل 60 ألف عقد زواج ! وكان مجلس الشورى السعودي قد دعا في شهر يناير من العام الماضي أكثر من خمسين امرأة مثقفة يمثلن كافة المناطق السعودية ، للإدلاء بآرائهن حول مشكلة "العنوسة" وإقناع الأسر السعودية بتخفيف أعباء الزواج والقبول بمهر متواضع للتغلب علي مشكلات الزواج في المجتمع السعودي الذي يمثل فيه الإناث نسبة49.9 في المائة وفقا لأخر الإحصاءات .
لدي سؤال أود طرحه أمام عتبة عقولكم ..(هل أقناع الناس بتقليل المهور حل في ظل التضخم وازدياد التكلفة المعيشية ؟ ) .. وربما قال أحدهم : ( طلبت الكثير لجلب القليل ) : لا نريد خمسون ألف هدية ، قرض ميسر التسديد سنقبل به وسنتزوج ثانية .