مبروك .. أراضي المنح الحكومية بعد عقود !
زفت الصحف المحلية خبرا سارا للمتقدمين للحصول على منح أراض حكومية للسكن، إذ كشفت أمانة الشـــرقية عن جـــهود متواصلة لإيجاد أراض حكومية لتخطيطها وتوزيعها على المستحقين من المواطنين الذين طال انتظارهم لأكثر من30 عاماً!.
وأقول لمن انتظر أكثر من 35 عاما للحصول على ارض حكومية عدم المبالغة في الفرح والتفاؤل كي لا يصاب بجلطة أو غيرها نتيجة كبر السن والتأثيرات السلبية لطول الانتظار إذا عرف الحقيقة المرة، حيث صرح مدير عام الأراضي والممتلكات بالأمانة م. عبدالرحمن الربيعان، حسب الخبر المنشور «انه تم الرفع لوزارة الشؤون البلدية والقروية عن بعض الأراضي التابعة لجهات حكومية لم تستغل ويمكن الاستفادة منها وتخطيطها وتوزيعها على المستحقين، وتم كذلك رفع خطاب إلى وزارة الزراعة للتنازل عن بعض المواقع لصالح الأمانة».
أي إلى الآن لا تملك الأمانة أي أراض لمنحها للمواطنين، وانها تنتظر الرد من الوزارات على ما تم رفعه من خطابات، والله العالم متى ترد الوزارات على طلب الأمانة، في ظل البيروقراطية التي صنعت الأزمة، وأتوقع أن الرد النهائي يحتاج إلى سنين وغير معلوم كيف سيكون الرد ايجابيا أو سلبيا، بالإضافة إلى ان عملية التخطيط والتوزيع تحتاج إلى سنوات مضاعفة، وذلك بحسب تصريح المسؤول الذي حدّد عملية توزيع الأراضي على ثلاث مراحل زمنية،أي الحل يحتاج إلى عقود من الزمن، وليس من المعلوم ان المتقدم الذي انتظر لغاية اليوم أكثر من 35 عاما ويحتاج إلى عقد من الزمن على اقل تقدير، سيتمكن من استلام مجرد ارض في الصحراء - لان جميع الأراضي القريبة مملوكة -، والسبب ان عمره سيكون في أقل تقدير نحو 65 عاما، 45 عاما للانتظار بالإضافة إلى عمره وقت التقديم 20 عاما!!.
وأتوقع ان اغلب المتقدمين لن يفرحوا باستلام الأرض، لأنهم سيكونون تحت التراب - والأعمار بيد الله- أو في المستشفيات نتيجة الأمراض المستعصية، لان هؤلاء من الطبقة الكادحة، قضوا حياتهم في طلب الرزق والتنقل للسكن بالإيجار من مكان إلى آخر، ومن الأفضل للمتقدمين أن يكتبوا وصية لأحفادهم وليس لأبنائهم لاستلام الأرض، وحتما سيتورط الأحفاد لأنهم لن يتمكنوا من البناء فالأرض ستكون في الصحراء وتحتاج إلى سنوات للسماح بالبناء بعد اكتمال الخدمات للبنية التحتية، والسبب الآخر عدم قدرة هؤلاء على البناء لارتفاع التكلفة.
عجيب امر الأمانات المسؤولة عن توزيع أراضي المنح الحكومية في بلد لديه مساحات شاسعة من الأراضي، ولديه إمكانات مالية هائلة، تشتكي من عدم توافر أراض!!.
وفي الأخير الحل الأفضل توزيع مساكن جاهزة لاختصار الزمن؛ والى أن يتم بناء المنازل على المتقدمين أن يحتفظوا برقم التقديم ووضعه في برواز للذكرى، والوقوف أمامه بشكل يومي، وترديد نشيد: يا ليل ما أطولك.