لا للإساءة والتجييش.. نعم للمحبة
ما الفائدة، ومن يقف وراء إثارة النعرات الطائفية البغيضة والشتم والإساءة والتهديد وقلب الحقائق والتصعيد الإعلامي الطائفي النتن والتجييش ضد فئة من المواطنين، وأين الحكومة من حماية المواطنين من حملات الإساءة والتجريح والتهديد والتشكيك، ومحاسبة وتجريم كل من يهدد سلامة المواطنين والوحدة الوطنية ومنع وسائل الإعلام الوطنية والمنابر الدينية من تناول القضايا التي تمس حقوق المواطنين ومنها العقائدية، وهل هذا الأسلوب الشتم والتهديد المخالف للأوامر الدينية والأصول الأخلاقية والأعراف الإنسانية والحقوق الوطنية هو الأفضل؟.
نتقدم بالشكر إلى جميع العقلاء الذين يرفضون الحملات الطائفية والتجييش والتكفير، وتحية خاصة لشيخ الأزهر احمد الطيب الذي رفض ما تقوم به بعض الفضائيات من تكفير للشيعة بقوله: «هذا شيء مرفوض وغير مقبول، ولا نجد له مبرراً لا من كتاب ولا سنة ولا إسلام. نحن نصلي وراء الشيعة فلا يوجد عند الشيعة قرآن آخر كما تطلق الشائعات». هذا الصوت ينبغي أن يرتفع ويدعم.
منذ أشهر ومسلسل حملات التشهير والشتائم والإساءة والتجريح للمذهب الشيعي ولعلماء وعموم الشيعة مستمرة على جميع الأصعدة في الوسائل الإعلامية وبالخصوص في الانترنت والفضائيات، حيث ان بعض القنوات غيرت خريطة برامجها وتفرغت لاستغلال المناسبة لتحقيق مآرب خاصة، عبر شحن النفوس وإشعال نار الفتنة الطائفية والمذهبية، رغم ان الشيعة دافعوا عن العرض، وأصدر بعض المراجع الكبار وعلماء الدين والنشطاء والمثقفين والوجهاء الشيعة في عدد من البلدان العربية والإسلامية العديد من البيانات استنكارا ورفضا للإساءة والطعن في عرض أم المؤمنين، ولكن هذه الحملة الشيعية العالمية الصادقة لم تنفع في تخفيف حملات حفلات الشتائم المتواصلة ضد التشيع والشيعة، بل ان المتشددين الذين يرفعون راية الدفاع عن العرض قابلوا حملات التنديد والاستنكار الشيعية بالتشكيك وعدم القبول على أساس أنها تقية وغير ذلك، بل وأصبحت مادة جديدة جاهزة للمتشددين والتكفيريين للإساءة والتشنيع بالتشيع والشيعة، وفتح القضايا الخلافية وطرحها بأسلوب عدائي مغلف بالصراخ والتباكي، ولم يتورع بعض المنتسبين للمدرسة المتشددة للتفوه بكلام بذيء غير أخلاقي ضد الشيعة يثير الاشمئزاز والقشعريرة في النفوس، وبكلام لا يخلو من الكذب والبهتان والتهديد والوعيد والتخويف، ليزيد من حجم التشنج والقلق في المجتمعات الإسلامية وتمزيق الوحدة الوطنية، والضحية والخاسر الأكبر من هذه الحملات والإعلام الطائفي البغيض المتشدد هو الإسلام والمسلمون من جميع الفئات والمذاهب والوطن والمواطنين.
إن التصعيد الإعلامي البغيض ضد المسلمين الشيعة لجعلهم أعداء؛ تقف وراءه فئة معينة تعمل لاستغلال الظروف لتصفية حساباتها على حساب وحدة الأمة واحترام الآخر، والزج بأبناء الأمة السنة والشيعة البسطاء المساكين في فتنة عظمى لا ناقة لهم فيها ولا جمل، فقضية الخلاف المذهبي لها مئات السنين، وهي عقيدة عند كل طرف، فالشيعي له عقيدته والسني له عقيدته، والإساءة والتجريح لا تزيد المرء إلا قوة وتمسكا بعقيدته ورموزه.
على العقلاء والمسؤولين في الأمة والوطن، التحرك لحماية الوطن واللحمة الوطنية وذلك عبر حماية حقوق المواطنين، ومنها حق التعبير عن الرأي وممارسة معتقده بدون إساءة، عقلاء الشيعة قد استنكروا ورفضوا أي إساءة لال البيت أو الطعن في شرف أمهات المؤمنين، والمطلوب من الطرف الآخر رفض الإساءة للشيعة كما فعل الشيخ الطيب شيخ الأزهر. ونقول: أوقفوا حملات التشهير والإساءة والتهديد والتشكيك والتخوين والتجييش ضد الشيعة في الإعلام والمنابر، أوقفوا قرارات منع الشيعة من طباعة ونشر كتبهم وبناء مساجدهم والتعبير عن آرائهم ومعتقدهم.