رسالة إلي مهرجان سيدة جمال الأخلاق
الإخوة والأخوات القائمين على هذا الحـفل الكريم ... أمهاتي وأخواتي الحاضرات... كل من يلقي أو يستمع أو يقـرأ كلمتي .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
سأتحدث إليكم من القلب وإلي القلب ، وسأخاطبكم بأريحية تامة ( دون تكلف ) .. ولن أستعمل الانتقائية في اختيار الكلمات اللبقة من قاموس ذاكرتي .. أمسكت بقلمي كي أنسج حروفاً تصف مهرجان سيدة جمال الأخلاق بمدينة صفوى العطاء بقطيف الخير، لكن والله عجزت وتوقـفت مع نفسي ، كيف لي أن أنصف هذا الحراك الثقافي الأخلاقي بكلمات أخلاقية ، لأني كمن ينقل التمـر إلي هجر أو يغسل الماء بالماء .
أمهاتي وأخواتي الحاضرات ..
ما أجمله من شعور وما أصفاه من إحساس ، عندما تـتـزاحم أخواتي المتنافسات ( صفاً صفاً ) لنيل تاج الكمال الأخلاقي ، الذي ينبع من نقاء وطهارة وجدت بداخل هذا الإنسان ، لا من خارجه القشري القابل للتعرية ! فالجمال يخرج من داخلنا إلي خارجنا .
إن تاج الجمال الأخلاقي ، أحق أن يسمى بتاج السماء ، حيث نسجت قيّمه وصممت أفكاره التعاليم السماوية ، ورصعت وزينت مكنوناته بأحجار أعظم من الكريمة الصم الصلداء .. وما الفرق سيداتي آنساتي ؟ : ( لأنها أحجار من شعائر ) ، ولأن فيها بصمة من كل نبي رباني ، إذ أراد الأنبياء صقلها بتعاليم وقيم خلقوا منها وترعرعوا فيها وتربوا عليها من نزعة الخير في عالم الذر .
أمهاتي وأخواتي .. عندما أراد الله سبحانه وتعالى ، أن يستخلف خليفته على أرضه ، خيره بين نزعتين ( الخير والشر ) ، وضرب له الأمثال وتلا عليه القصص والعبر، وبعث له الأنبياء والمصلحين والمذكرين، كي يغرسوا في قلبه شجرة ( مكارم الأخلاق ) وأرشدوه بقوانين يتبعها ، وتعاليم يدرسها ، وأطر يلتزم بحدودها ، وأفهموه أن كل تلك المفاهيم تسقي من نبع واحد ، وتصب في قمع واحد لصنع تاج يلبسه كل الأنبياء ... ألا وهو : ( تاج الكمال الأخلاقي ) ، فختمهم ( أي الأنبياء ) بمن هو ألزم وأفهم وأقدر وأكفأ على إتمام ونشر تلك التعاليم ووضع ذاك التاج هدف لرسالتهم جميعا ، ألا وهو محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وصحبه الكرام ، فوضع شارة ولافتة على ذاك التاج مكتوب فيها : ( أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) .
أمهاتي وأخواتي الحاضرات في هذا الحفل .. هنا تتجلى وتسمو وتطهر تلك الروح الإنسانية الأخلاقية ، وهنا فيض من ذاك العطاء وعطاء من ذاك الفيض، وهنا حصد من ذاك الغـرس ، فكان أول الفيض لذاك العطاء ، هو نهر الخير نحـو ( الوالدين ) ثم يواصل ليعم بخيره نحو بقية الناس ، حتى عقدت في هذا الزمان مجموعة من أبناء الخير عزمها تتويج من ينتمي لمدرسة الأخلاق، ويتحلى بتلك الشعائر ، والأجدر على نشر ثقافتها ، وكان معيار الفوز هو ( أيهن أقرب للكمال الأخلاقي )
أمهاتي وأخواتي الحاضرات ، وكل من يستمع لكلمتي .. أن هدف مسابقة سيدة جمال الأخلاق بصفوى الخير ، ليس فقط تتويج فتاة تـتـفنن في بر والديها وكريمة بأخلاقها.. بل أحياء لمدرسة معلم الأخلاق ، وإظهار لفتاة الأخلاق .. وهو تتويج لنا كلنا ، ولكل من له بصمة وأثـر في إنجاح هذا الحراك الأخلاقي ، ونشر تلك الرسالة ، فالكل هنا متوج ، من القائمين على الحفل والداعمين له والمشتركات والمتسابقات والحاضرات .. إذا فلتحيا تلك المنافسة الجميلة ، ولتمثل تلك الفتاة أنموذجاً وسفيرة أخلاقية لدينها ووطنها في عالم الجمال الإنساني الحق .. أمهاتي وأخواتي .. أنا أرى هالة تلوح فوق رؤوسكم ، لأنكم تحيون شعائر إنسان الخير، وتنعشون أهداف وقيم وتعاليم الأنبياء ، وفي الختام لن أنسى أخواتي اللاتي لم يحالفهن الحظ في بقاء أسمائهن بقائمة التصفيات الأخيرة ، فكلكن فائزات ، وأنا على يقين أن كثير من أخواتنا الغائبات ، ولم يحضرن هذا المهرجان .. هن فائزات أيضاً وكم فيهن أهلاً أن يتوجن بتاج سيدة جمال الأخلاق ، فشكراً لكم جميعاً، وشكراً لك صفوى الأخلاق هذا التاج الكريم ...