أين الإعلام من جائزة القطيف للإنجاز ؟
كنت أتحدث مع الأستاذ / سعيد الخباز ، عن جائزة القطيف وما حققته من الصدى الكبير على مستوى الوطن ، وكيف كان حفل الجائزة في دورتها الأولى مميزاً ولم تصل مؤسسات حكومية ثقافية في تنظيم حفل بهذا المستوى والقوة ، لقد شاهدتُ وحضرتُ وشاركتُ في الكثير من هذه المهرجانات الثقافية والتي تعد من المناسبات الكبيرة التي يحضرها وزراء ، لكنها لم تقف أمام حفل جائزة القطيف للإنجاز الذي كان مختلفاً بكل المقاييس ، الموسيقى المصاحبة ، الإثارة ، الإضاءة التي تنقلك إلى جو المهرجانات السينمائية الكبرى ، دور المرأة الواضح في الحفل وذلك بالمشاركة في التقديم والتنظيم ، الجو العام الذي أبهر الجميع ، كان الحديث مع الخباز عن دور الإعلام في التعريف بهذه الجائزة الكبيرة شكلاً ومضموناَ وكان يقول بحرقة بأن الإعلام لم يكن حاضراً في جائزة القطيف ! لا ألوم الخباز على حرقته الشديدة تجاه ما يشاهده من تهميش إعلامي لجائزة من المفترض أن تأخذ وضعاً أفضل بكثير مما هي عليه الآن ، لكن أقول .. كم من الصحفيين والصحفيات من القطيف يعملون في مؤسسات صحفية مرموقة ولها دورها سواء على مستوى المنطقة الشرقية أو المملكة أو الوطن العربي ؟ أين دورهم أمام هذهِ المنجزات التي يقدمها أبناء وبنات القطيف ؟ نشاهد بين حين وآخر أخبار بعيدة عن الواقع ، أو حالات فردية قد تشوه مجتمعاً بأكمله ! لماذا نركز دائماً على السلبيات ونبحث عن الإثارة الصحفية أو ما يسمى بالسبق الصحفي ؟
ربما الحديث عن جائزة القطيف للإنجاز يفتح الباب للتحدث عن المبدعين والمبدعات الذين يقطنون هذا الجزء الهام من وطننا الغالي فهم يملكون أدوات لا يملكها الكثير ، لعلي أتحدث عن موقف شخصي حدث لي حينما كنت في بداياتي الشعرية بعد إصداري لأول ديوان وكنت للتو تخرجت من الجامعة ، اتصلت بأحد الكتاب الصحفيين والذي يعتبر اسماً لامعاً في الصحيفة الفلانية ، وأخبرته بأنني أصدرت ديواناً شعرياً وأريد أن أهديه نسخة ، لم أجد منه ذلك التفاعل ، وبعد اتصالات متكررة ، كنتُ في كل مرة أتفق معه على موعد للقاء وهو يحاول التهرب وبقيتُ في اتصال مستمر معه من أجل إيصال نسخة من مجموعتي الشعرية ولم أتمكن من إيصالها أبداً.
هل كل من يملك إبداعاً ويواجه بهذه الطريقة سيستمر في العطاء ؟ كان يحدثني أحد الأصدقاء بأنه في إحدى الدول الأوروبية إذا زادت عدد كتبك المطبوعة عن أربعة كتب يتم دعوتك من قبل وزارة الثقافة ويخصص لك راتباً خاصاً تشجيعاً لك على مواصلة العطاء والإبداع والكتابة !!
الكثير وللأسف من الصحفيين والصحفيات لا يبحثون إلا عن البعيد وعن الأسماء التي ربما تنتشلهم من خندقهم ويتسلقون من خلالها ، ألا يوجد من الشباب والشابات في القطيف من تمكن من وضع بصمته الخاصة على خارطة الإبداع وعلى المستوى العالمي أيضاً ؟ حتى خبراً بسيطاً لم نجد عنه في صحفنا ، لكن هل تقوم معي بفتح صفحة الحوادث تجد : ( فلان يقتل فلان في القرية الفلانية ، فلان يتعرض لطلق ناري ، حريق هائل في القرية الفلانية ، خادمة تهرب من كفيلها ، سرقة أحد المنازل .... ) أضف إلى ذلك حوارات ثقافية باردة لا تهم أحداً ، مقالات وأفكار لا يفهمها حتى المثقف ، زوايا صحفية ميتة لا روح فيها ولا مواضيع تهم القارئ .
جائزة القطيف للإنجاز بارقة أمل جميلة بزغت من خلالها أسماء كثيرة لم نكن نعرفها سابقاً ، والرجل الكبير وراء هذه الجائزة هو الأستاذ / سعيد الخباز ، الذي تمكن بعزيمته الكبيرة من السعي لتكون هذه الجائزة على أرض الواقع وبالفعل تمكن من تحقيق ذلك ، وهو يستحق منا كل وقفة احترام ، كما يجب أن تتظافر الجهود لكي تكون الجائزة حدثاً بارزاً على مستوى الوطن ، واللجنة الإعلامية لجائزة القطيف نشيطة بما فيه الكفاية لتقديم أي معلومة لكل الإعلاميين إضافة إلى المؤتمر الصحفي الذي يعقد لطرح كل ما يتعلق بالجائزة لنحاول جميعاً أن نقدم شيئاً لمن يستحق من شبابنا المبدع .
أخيراً .. تعتبر جائزة القطيف منجماً لاكتشاف المبدعين والمبدعات ، فأين الصحفيين والصحفيات من أبناء القطيف للتعريف بهؤلاء على الأقل محلياً ؟ ألا يستحق هذا الإبداع وقفة بسيطة منكم ؟ أم أن الإثارة الصحفية والتنظير الذي لا فائدة منه والبحث عن الأخبار المغلفة الجاهزة هو الأهم ؟