مسمار جحا......
مسمار جحا من النوادر الطريفة التى كنا نقرأها ونسمعها ، وكانت من ضمن سلة النوادر التي كانت ترويها لنا الأمهات والجدات في جلساتنا العائلية القديمة ، فكنا نسعد بسماعها ونصغي لها بكل ما اتينا من قوة حتى لو اراد احدنا الذهاب للحاجة اصطبر على العناء حتى لا يفوته شيء من القصة ، ومن هذه النوادر هذه النادرة (مسمار جحا)...........، ليس لأنها مضحكة ولا لأنها تحمل عنوان ادبي معين ، ولكن لكونها عناد على غباء وتحدي على جهل حتى ضرب بشأنها الأمثال ، فعندما تجد ما يناسبها من أمر ما مُثل بها (كمسمار جحا) ........
وبهذا التعريف البسيط اربط موضوعي بهذه المقدمة ، فقد استخدم اعداء اهل البيت هذا المنهج (عبادة القبور) ضد الشيعة واتهامهم به ، ويعتقدون أننا نعبد قبور والصالحين والأولياء من دون الله سبحانه وتعالى ، واستخدم القوم هذه الحجة الواهية عذر لكي يفتحوه متى حلا لهم ، بالضبط (كمسمار جحا) استخدمه جحا عذر لكي يدخل ويخرج من البيت متى شاء ، وأن التغني بهذا الموضوع ليس لشبهة واضحة ولا لإثبات حجة ولكن عناد وتضليل لأتباع مدرسة اهل البيت،
فمنذ مئات السنين تتردد على السن الكثير هذه الكلمة (عبادة القبور) واستخفافهم بعقول ابناء الطائفة الشيعية الكريمة الموالية لله ولرسوله ولأهل بيته الطاهرين ، بأنها تعبد الأولياء والصالحين من دون الله سبحانه وتعالى وتتوسل بهم دون الله سبحانه وتعالى ، وصنفوها من الفرق المغالية والضالة والغير موحدة ، مما أدى إلى رميها بالشرك والكفر والإلحاد...........
وان ترديد هذه التهمة ليس جديدة علينا ، مع ما قام به علماء الشيعة وفقهائها وكتابها من إشباعها بحثا ودراسة وتحليلا ، لكن الطرف الآخر ما زال يتغنم ويتغنى بها وكأنها الحجة الثابتة التي لا بديل لها عندهم ، علما بأن مساجد العالم الإسلامي مليئة بقبور الصالحين من أبناء السنة وتقام فيها الصلاة والعبادة وعلى رأسها مسجد الرسول ومكة المكرمة التي بها مئات قبور الأنبياء والصالحين ، وغيرهم في بلدان العالم الإسلامي ، وهذه الأمكنة ملفى للعباد والزهاد من جميع الطوائف ، ولا تجد مثل هذا الفكر الضال عندهم ، فقط يوجد عند هذه الفئة الناصبه للعداء لمحمد وآل محمد .....
والأدهى من ذلك انهم لا يريدون ان يسمعوا أي تبرير لهذا العمل مهما كان ، وكيف ، ولا يملكون الاستعداد حتى النظر او التفكر فيه ، مع تطعيم الطرح بالآيات والأحاديث النبوية والدلائل الشرعية الموافقة للقرآن والسنة ، وأنهم على استعداد ان يرموا بالدليل مهما كان عرض الحائط ، والبقاء على مفهومهم الضال ، حتى لو خالف القرآن واتفق معهم.........
أما اتهامهم لنا بعدم استخدام عقولنا ، فأحببت ان اطرح موضوع الطلاق للمقارنة ليس إلى، ومعرفة من يستخدم عقله ومن أغفله وغيبه.
- الطلاق عند أهل السنة : يتم الطلاق عندهم بكل الأحوال والوسائل فمجرد رمى يمين الطلاق يقع الطلاق، عن طريق التليفون ، أو بالشارع ، البيت ، أو بأي حال كان حتى لو كان المطلق في حالة سكر والعياذ بالله فبمجرد ان يرمي اليمين (انت طالق) طلقت منه، وهذا يذكرني بحادثة لطيفة ، عندما كنت في القوات المسلحة جاء احد الزملاء وكان في حالة مزرية فسألته ما بك قال رميت الطلاق على زوجتي ، ولا ادري ما افعل، وقد خرجت التو من البيت والأولاد في حالة غير طبيعية : فقلت له ارجع في هذه المسألة لمذهب التشيع وعد لزوجتك وما جاك عندي،،،، وفعل ،،، بعدها جرت أمور اخرى .......، المهم عاد وحفظ بيته وأسرته......وهذا هو الشاهد في حديثنا.
والغير منطقي عند القوم انه لمجرد ان يعزم احدهم على احد ما ولم يجبه فيرمي بالطلاق لعدم إجابته ، والمطلقة لا علاقة لها بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد ، ما ذنبها ، تطلق بسبب عدم استجابة صاحبه ، فكيف تهدم بيتك بيدك لعدم قبول صديقك الإستضافه، هذا هو تشغيل العقل عندهم ، بالله عليكم بأي عقل هؤلاء يفكرون وهذا هو العقل عندهم!!!!!!!!!!.
إذا أين العقل والتفكير في هذه الحالات ، ألا يدل ذلك على أن العقل قد قتل وأشبع موتا أو انه لا يعمل ، كما أن هذا يدل على الاألا يلاستخفاف بالبيت والأسرة التي هي مصدر اهتمام الشرع الشريف ، والتي هي مصدر الحياة والاستقرار، وأنها السكن الخاص الذي منه ينطلق النور والإشعاع والعطاء الفكري والعلمي والاجتماعي للدنيا بأكملها .
- الطلاق عن الشيعة: أما الطلاق عند الشيعة فلابد له من مجموعة أحكام كي يتحقق ويكون طلاقا شرعيا:الطهارة (أي يطلقها بعد طهر لم يقاربها فيه) ، أن يكون في حالة استقرار وهدوء تام عندما يطلق ، لابد من شاهدين عدلين على الطلاق ويكونا على معرفة بهما ، وهذه التشديدات وضعت لحماية الاسرة الكريمة التي يسعى الدين للمحافظة عليها، كما أن التمعن والتريث ربما يعيد المياه لمجاريها.
من المستخدم لعقله وفكره في هذه الحالة الذي يريد هدم اسرته بمجرد رغبة غبية ام الذي يضع هذه البنود لكي يعطيك الفرصة بعد الاخرى والوقت لمراجعة النفس ، والتفكر لكي تتوضح عواقب الامور.
هذا مجرد مثال وقس على ذلك أمثلة عدة ، لماذا يدل هذا الحرص الديني عند الشيعة ؟؟
آلا يدل على قوة تبصر وصحة وعمق اعتقاد هذه الفئة الحقة التي ربطت ولائها بمحمد وآل محمد وأخذت العلوم منهم وتشرفت بالموالاة لهم ثبتنا الله وإياكم على ذلك وجعلنا من محبيهم وشيعتهم.
1- من زار المنطقة ودخل مساجدها التي تزيد عن ثلاثمائة مسجد لسمع أصوات المآذن بالتكبير والشهادة لمحمد بالرسالة ، ولعلم أننا نحمل شعار الإسلام الحقيقي ومساجدنا مليئة بالجماعات وأننا أهل التوحيد الخالص.
2- لماذا تتعامل معنا الحكومة السعودية كمسلمين ، وتسمح لنا بالدخول للحرم المكي والمدني علما بأن هاذان الحرمين لا يدخلهم إلا المسلمين فإن كنا غير ذلك فكيف للدولة أن تسمح لنا بالدخول، وممارسة طقوسنا الدينية التي لا يعملها الى المسلمين.
3- الإعتقاد بأن غير الله ينفع ويضر يخرج المسلم من حالة الإسلام الى حالة الشرك كقوله تعالى في كتابه الكريم (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (48).
4- نحن نمتثل كلام الله سبحانه وتعالى ونتعبد به ، ولا ننتمي لهذا الضلال المنسوب الينا ، والذي هو منهج غيرنا ، فقد قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) وفي آية أخرى يقول جل شأنه (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) ، وهذا ما نحن بصدده هو اتخاذ الوسيلة بمن رفع الله قدرهم حيث أعطاهم المنزلة التي لم يحظى بها إنسان دونهم ، ولهم الشأن العظيم ويستجاب الدعاء بحضرتهم ولا نخفي هذا ابدا ، بل نعلنه ونسعد به ، إن كان هذا يغيظكم فموتوا بغيظكم.
من وجهة نظري القاصره يتلخص إصرارهم في النقاط التالية:
1- لصق التهمه بالشيعة ليست لعدم علمهم بأننا موحدون ومسلِمين لله ولرسوله وإنما هي لعرض نوع من الفبركة الإعلامية العقائدية لإظهار ان هؤلاء يتبركون بالقبور ويعبدون غير الله لتساعدهم على خلق روح الفجوة الفكرية الداعمة لهم كي تستخدم كذريعة لتبرير كرههم وبغضهم للشيعة ، وتكون دعما لفكرهم الضال.
2- محاولة إظهار نوع من الشك عند أتباع مدرسة اهل البيت في زيارتهم لأضرحة وقبور أهل البيت ، وإشاعة أن التبرك بآثارهم والتقرب بهم على الله سبحانه وتعالى على ان ذلك بدعة، ومحاولة إضعاف الربط العقائدي بين الشيعة وأئمتهم.
3- زلزلت فاجعة كربلاء في نفوس الشيعة وإبعادهم عن مفهوم الزيارة وحرارة شهر محرم الذي زرعه الحسين بدمه ، وخلق فجوة خاصة للابتعاد عن زيارته عليه السلام ، لخوفهم من مضمون هذه الزيارة التي هزت عروش الظالمين وعدم تحقيق الأهداف الحسينية في الدفاع عن العقيدة الصحيحة الملهمة من ثورة الحسين عليه السلام ، علما بأنها أكبر مصدر قلق عند القوم.
4- سوء فهم الغاية الحقيقية من زيارة الشيعة لقبور أوليائهم، وعدم فهمها فهما صحيحا وطرحها بشكلها الظاهري من دون التعمق بمحتواها.
5- سوء فهم علاقة الشيعة بالحسين عليه السلام ، وأن يوم عاشوراء أفجع يوم عرفه التأريخ والإنسانية بالنسبة لهم ، وأن مأساة كربلاء لا مثيل لها في دنيا الفجائع والأحداث ، وأنها ميدان المبارزة الشعرية والأدبية التي تجمع جميع الفئات والأديان المختلفة في التعامل معها ، ومحاولة محو آثارها.
6- مخالفة هذا النهج لمنهجهم وتضارب هذا الخط مع خطوطهم بأكملها ، وكون هذا الخط يشعل النور والضياء للأجيال المقبلة إذا لا بد من وضعه في قفص التناقض وإشعال روح التشكيك فيه لإثارة الغبار حوله دينيا وعقائديا ووضع هذه الآلية لمشروعية الخلاف في باب التناقض مع الإسلام.