ناقوس الخطر...
نمارس حياتنا رغم كل الاحداث التي تطرأ فجأة او تلك التي نعلم مسبقا بحدوثها او على الاقل نعلم بأن آثارها ستطالنا يوما ما ، مُحدثة في داخلنا كسرا او جرحا بالكاد تراه العين المجردة ، فالحياة عموما لا تتوقف رغم آلامها الكثيرة ومصائبها التي لا تنتهي فنشعر احيانا بأن الوقت يطول بنا خاصة ونحن نرزح تحت رحمة آلامنا الكثيرة ، ونشعر ان الحياة ابدلت كساء السعادة حولنا بكساء الشقاء والتعاسة ، وكلا يرى السعادة بمنظاره الخاص والخاص جدا ، وهذا ليس موضوعنا ، فموضوع السعادة واسع وبحر التعاسة عميق واسباب كلا منها تزداد ولا تقل طالما نحن نحيا في هذه الحياه المليئة بأشكال متعددة من الشعورين على حد سواء .
الحذر لا يمنع القدر ، هذه جملة صحيحة فمهما زادت نسبة الحذر ظل القدر كما هو وتلك حكمة الله عز وجل ولكن هناك ظواهر عديدة تحدث وهي ايضا بقدرة الله وامره ، وهي تُنذرنا بوقوع امر ما سواء كان هذا الامر ايجابيا او سلبيا في حياتنا ، فتراك تُقرر الخروج وشيئا ما غير محسوس يمنعك من ذلك ولعله احساس او رغبة ملحة في داخلك لا تعرف لها سببا ، تقرر تنفيذ احد اعمالك لتُفاجئ بأن العراقيل تقف حجر عثرة بينك وبين الانجاز ، تحاسب نفسك احيانا وتلوم الآخرين غالبا وتدعو على الوقت بالثبور دائما .
هل فكرت يوما في معرفة اسباب احد احلامك وما المقصود منه ؟ هل رغبت يوما في قراءة طلاسم الرؤية التي اتتك لترتاح نفسك ؟ فإن كنت من هؤلاء اللذين يبحثون في تفسير الاحلام عن معاني كل ما يتعلق بأحلام الليل او من اولئك اللذين يبحثون عن هواتف من يتسابقون لقراءة رؤى المتعلقين بالغيب واظنهم المُغيبون عن الحياه وهم احياء ، فستصاب بالمفاجأة ان كان تفسير الحلم سلبا لتبقى متأهبا للمصائب القادمة وتنام بنصف عين ان جاءت معاني الرؤية ازمة في عملك او بينك وبين احدهم .
اذا لنخرج من اطار الاحلام والرؤى ونتحدث عن اشياء اكثر واقعية فمن غير المعقول ان لا يكون لكل حدث او تصرف معنى معين ، ولا يمكن ان لا تعني السلوكيات امرا ما ، انا لا اتحدث عن الامور الطبيعية والاحداث التي تعتبر نتاجا طبيعيا لأي فعل ولن اتحدث عن النتيجة المتوقعة جراء استهتار طالب طوال العام، ولن اغوص في متاهات الطريق الذي بدأه صاحبه بالسرقة وغش الامانات وايضا لن اتطرق بالحديث عن خاتمة ابنٍ احسن والداه تربيته .
باختصار لن اقدم شرحا تفصيليا عن النهايات السعيدة لأي قصة بدأت بإرادة واصرار عميقين ، لكني سأقول إن هناك من المؤشرات ما يعني ان نعيد النظر في تصرفاتنا او تفكيرنا ، ولعل ناقوس الخطر عندما يدق لا يعني ذلك ان الخطر قد وقع بالفعل ولكن لعل بداية وقوعه قد حانت ، وبالتالي علينا الحذر فالكثير ممن حولنا يُصاب بصدمة جراء احساسه بالخطر الغير متوقع وبالمقابل هناك الكثير ممن يُعلق آماله على امر ما ، ليتفاجئ بحدوث العكس رغم مااستشعره من مؤشرات فيها الخبر اليقين .
صدى الصوت ...
احيانا يذهب الصوت ويبقى صداه ..
غالبا ينتهي الحدث ويستمر أثره ..
فلنجعل دائما بعض التفاصيل العالقة بالذاكرة ذات فائدة ولو بعد حين ، ودمتم وبشهد الكلام نواصل اللقاء...