الإعلام الماضي والحاضر يتهم الشيعة بقتل الحسين ويبريء ساحة يزيد
الإعلام المعادي لأهل البيت وشيعته في القديم والحديث يريد أن يبريء ساحة الأمويين وعلى الأخص الحاكم الفاجر الفاسق خليفة الجور والفسوق والمجون والهاتك لحرمة رسول الله والقاتل لعترته وينسبون القتل إلى إبن زياد وحده ويصومون عاشوراء فرحا على قتل الحسين عليه السلام ويتشبثون بروايات موضوعة من قبل الأمويين ويتهمون شيعته بخذلانه وقتله مع أن الإعلام المعادي وهو اليوم يمثل شريحة كبيرة جدا من المسلمين في هذا الوقت وهوعصر العلم والتقنية والتحضر والإتصالات وعصر التقدم في البحوث العالية والراقية ولكننا لم نر منهم حتى الإنصاف بل أقل من الإنصاف لإبن بنت نبي الإسلام وريحانته وذريته والممثل عنه وإمام الأمة بالنص عليه من صاحب الرسالة الإسلامية حيث أن أنه لم يولوا حتى شيئا بسيطا أو إشارة إلى مظلوميته وثورته التي تهز عروش الظالمين بل الإعلام يسير على عكس ذلك والتأليب على شيعته الذين يجددون ذكراه وليس الإعلام فقط بل أصحاب القوة والمتسلطون يتقوون على المستضعفين من المؤمنين بمصادرتهم الحريات ومنعهم من ممارسات الشعائر الحسينية مهما كانت تلك الشعائر وإن خالفت ذوقيات بعض المجتمعات فإنه ليس هناك مبرر لمنع مثل هذه الشعائر التي هي بمثابة اندفاع إيماني يرجع ولاؤه لنبي الإسلام محمد والحسين إبن نبي الإسلام فينبغي من كل مسلم سواء شيعيا أم سنيا أن يعمل ذكرى لسبط نبيه وكلا يعمل على شاكلته والمرء يحفظ في ولده.
لنستلهم الدروس والعبر من نهضة الحسين وثورته وندرس الدوافع والأسباب ومعالجة الإنحرافات والإصلاح الذي قام من أجله سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين . وتهمة الشيعة بقتل الحسين أوهى من بيت العنكبوت وهذا على غرار أتتني بدائها وانسلت. وماينسب لأهل الكوفة من خذلان للحسين عليه السلام ومسلم ابن عقيل لاينصرف إلى الشيعة وانصراف ذلك إلى شيعة آل محمد ظلم محض وخروج عن الموضوعية وجهل بتاريخ الكوفة وبالوقائع في عصر خلافة الخلفاء الثلاثة وخلافة أمير المؤمنين ودور السبط المسموم الإمام الحسن وكذلك الإمام الحسين عليه السلام .
وذلك أن المكون لشعب الكوفة من عدة أمور ، ومنها القبائل العربية والفرس وفيها من اليهود ، والنصارى، وفيهم من يحبون اهل البيت بفطرتهم ولكنهم لم يقولوا بإمامة أهل البيت وبعصمتهم وإنما هؤلاء ممن بايع أمير المؤمنين على منطق السقيفة ومنطق الشورى وممن رأى الجور من ولاة عثمان حيث كان التلاعب بمقدرات المسلمين . ومنهم الشيعة القليلون الذين يقولون بإمامتهم وبعصمتهم وكما يقول بعض المؤرخين أن هؤلاء عددهم الف فكانوا يشكلون نسبة قليلة جدا من المجتمع الكوفي والمجتمع الكوفي عبارة عن العراق وليس هذا القضاء الموجود الذي لم يبلغ حتى مدينة فضلا عن محافظة وأن النصارى يملكون قوة اقتصادية كبيرة حتى أن الدولة تقترض منهم في وقت الأزمات وكذلك اليهود فالكثير من هؤلاء يعني شيعة آل أبي سفيان كما خاطبهم الإمام الحسين ياشيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين كونوا عربا كما تزعمون وكذلك اليهود الذين عندهم ثأر مع أمير المؤمنين حين وتر صناديدهم وقتل مرحبا وحطم صروحهم فقد اشترك هؤلاء في قتل الحسين والشيعة الذين يقولون بإمامتهم الكثير كان في المعتقلات والسجون فليس من المعقول أن الشيعة تقتل الحسين وهي تقول بإمامته وبعصمته والشيعي لايكون شيعيا إلا بمتابعته للإمام عقيدة وشريعة واتباعا والا لايكون شيعيا فما ينسب لشيعة الحسين ليس صحيحا والإمام أمير المؤمنين حين قال قد ملأتم قلبي قيحا لايعني شيعته والموالين له حقيقة وإنما يعني أتباعه الذين بايعوه على منطق السقيفة والشورى وهؤلاء ليسوا حقيقة من أتباع أمير المؤمنين ومن الذين ينتمون لمدرسته وإنما البعض عثمانين وبكريين وعمريين ولذلك لما أراد أن ينهى عن صلاة التروايح رفضوا وقالوا وسنة عمراه ، إني أرجو من الشيعة أن لايتأثروا بهذه الصيحات والزعقات والفرقعات الإعلامية ليدسوا السموم إلى أفكار الشباب الشيعة الغير مطلعين على الأوضاع وغير المحصنين بالثقافة التاريخية والعقيدية ليغالطوا أفكار الشباب ويدلسوا عليهم . فعلى شبابنا الحذر من هؤلاء وأن تشدقوا وقالوا نحن نحب أهل البيت فهم لايحبونهم ولوكانوا يحبونهم لاتبعوهم " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " ولم يأخذوا بأقوال أعدائهم والقاتلين لهم ويضربون بأقوال أهل البيت عرض الجدار ويقدمون عليهم كعب الأحبار وأبي هريرة ووهب بن منبه ومروان بن الحكم والزهري وسفيان الثوري وابن تيمية وجناده والحسن البصري وأبي حنيفة والشافعي وابن حنبل وغيرهم وأهل البيت هم سفينة نوح الذي من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى وهم الثقلين الذي أمر رسول الإسلام محمد بالرجوع إليه وحكم بضلالة من خالفهما مع الكتاب العزيز.