كلنا الأستاذ آل شنر.. ومن غشنا فليس منا
منذ ان قرأت خبر فصل المعلم الفاضل / فوزي آل شنر، وأنا في محاولة لإقناع نفسي أن هذه الأمور تعودنا عليها وأصبحت ضمن سياق حياتنا ويجب ان نتعايش معها، فكم سمعنا عن قاضي لا يقبل شهادة مواطن شيعي في المحكمة، وكم سمعنا عن عدم قبول مواطن في إحدى الشركات بسبب مذهبه الرافضي وكم وكم.. الخ!
أحاول ايجاد مبرر لنسيان وتمرير هذه الواقعة وأتساءل لو كنت انا في موقعة ماذا افعل هل اقوم بتعليم الشيعة صلاة تخالف مذهبهم حسب ما هو متبع في المنهج وأعيش حالة من الازدواجية في الشخصية والمعايير وبالتالي أعيش حالة من الغش مع مجتمعي الشيعي وكما روي عن رسول الله من غشنا فليس منا.
للأسف نحن نعيش في القرن الواحد والعشرون وفي دولة الأمن والأمان فكيف يصبح المواطن الشيعي في موقع الا أمان وظيفي، وإمكانية قطع رزقه ورزق عياله بسبب مذهبه ومنطقته، وللأسف يأتي شخص من خارج منطقة القطيف ويدرس ابناؤنا الصلاة التي يراها «ونتقبلها بصدر رحب من سماحته» بل الأدهى انه يشتكي من تعلمنا الصلاة التي لايرتضيها «يامن رضى بالهم والهم مارضى به».! هكذا اصبح واقعنا وكأننا في عالم متخلف!
هل يعقل انكم في وزارة التعليم تجهلون ان جميع سكان منطقة القطيف هم رفضة ابناء رفضة منذ فجر الاسلام وهم من شيعة علي قبل ان يعرف العالم الإسلامي وزارة للتعليم ذات توجه مذهبي واحد لاتقبل الآخر؟
هل يعقل ان وزارة التعليم لا تعلم ان أهالي منطقة القطيف تعلموا الصلاة مباشرة من النبي عندما وفدوا أهالي المنطقة على رسول الله في وفد عبد القيس؟!.
هل يعقل ان ابن بطوطة الناصبي الذي مر على منطقة القطيف مرور الكرام في القرن الثامن الهجري، وعلم ان أهالي القطيف انهم روافض ابناء روافض وقال عنهم: " يسكنها طوائف العرب وهم رافضية غلاة، يظهرون الرفض جهارا لايبقون أحدا، ويقول مؤذنهم في أذانه بعد الشهادتين: أشهد ان عليا ولي الله ويزيد بعد الحيعلتين: حي على خير العمل، ويزيد بعد التكبير الأخير محمد وعلي خير البشر، من خالفهما فقد كفر " هل يعقل انه أعرف من وزارة التعليم بأمور القطيف؟
هل تستطيع وزارة التعليم ان تغيير قول ياقوت الحموي: أن أهل البحرين كلهم رفضه وليس عندهم من يخالف هذا المذهب الا ان يكون غريبا "؟
من الواجب ان يتعلم ابناؤونا الصلاة كما تعلمها اجدادنا عندما وفدوا الى رسول الله وعلمهم الصلاة وهكذا انتقلت الينا فمن الخطأ ان يعاقب هذا المؤمن بسبب اعتقاده وتعليمه أبناءه الطلبة الشيعة «الشيعة.. نقولها بصرخة نحن شيعة» صلاتهم الطبيعية التي لو علمهم خلافها سيصيبهم بازدواجية في تعليم الصلاة بل سيصبح يغش مجتمعه القطيفي ولا نرضى ان يكون كذلك.
هل يعلم المسؤولون اننا نتعلم الطائفية منذ الصف الأول الابتدائي بسبب إجبارنا على تعلم الصلاة على مذهب يخالف مذهبنا، وعندما نعود إلى بيوتنا يجتهد إباؤونا بتعليمنا ان الصلاة التي تعلمناها في المدرسة لطائفة أخرى نحن نختلف معها ويجب ان نصلي صلاتنا، وهذا أول درس نتعلمه في الطائفية للأسف.
لماذا هذا التجاهل ومحاولة القفز على الواقع والى متى؟!