القطيف تحيي ذكرى المرهون بالحديث عن تربيته الروحية وعطاءه الثقافي
أحيت لجنة إحياء الذكرى سنوية العلامة الشيخ علي المرهون قدس سره مساء الأربعاء بمشاركة عدد من العلماء والمثقفين وأبناء المنطقة.
وجائت كلمات الحفل حول محورين، الأول الجانب العبادي والسلوكي لدى الفقيد الشيخ علي المرهون، والآخر دوره الثقافي والاجتماعي في المنطقة.
ففي الجانب الأول تحدث سماحة الشيخ حسام آل سلاط حول هدي العلماء وسكينة العابدين لدى العلامة المرهون. حيث بين في كلمته أن المجتمعات الواعية تحتفي بعلمائها من خلال ما وضعته الشريعة الاسلامية من أمرين متمثلين في السلوك الواعي والأخذ بالقدوة الصالحة.
وتحدث الشيخ آل سلاط حول معالم العبودية التي عاشها العلامة الفقيد والتي ظهرت جلية في عباداته وسلوكه مع الناس وهذا ما ينبغي أن يظهر لدى العالم المصلح بأن تظهر أمور الصلاح على سلوكه الذي يراه به الناس.
وفي ذات المحور قال العلامة السيد منير الخباز في كلمة له من قم المقدسة تناولت الموعظة الحسنة في خطاب العلامة المرهون بأن الفقيد الراحل استطاع بموعظته الحسنة ورقة قلبه وصدق كلماته من أن يجتذب الناس إلى منبره ومجلسه الذي يخلو من الغيبة والنميمة. فعندما يتلو الموعظة فإنه يتلوها بدافع موضوعي منطلق من محبته وإخلاصه لأبناء مجتمعه.
وعن الأجواء الروحية التي كان يعيشها أوضح العلامة الخباز بأن تلك الأجواء العبادية ظهرت على سلوكه ولسانه فتنافس على العبادة وإصلاح النفس ولم يتنافس لأجل أمور الدنيا مما جعلته يعيش في طهارة قلب وحسن تعامل مع الناس.
أما المحور الآخر المتمثل في الدور الثقافي فقد شارك فيه بورقة عمل الأستاذ بدر الشبيب عرض فيها صفتين أساسيتين في شخصية العلامة المرهون تمثلتا في وعيه ودوره الاجتماعي والتي أثرت فيهما وصقلتهما بشكل كبير شخصية كل من والده المرحوم الشيخ منصور المرهون والعلامة محمد حسين آل كاشف الغطاء الذي تتلمذ تحت راية مدرسته العلمية.
وعرض الأستاذ الشبيب عدد من الأدوار التنموية التي قام بها العلامة المرهون وأسهمت في تثقيف المجتمع في الجانب الفقهي والاعتقادي والتاريخي إضافة لأدواره المتمثلة في التأليف والدعوة له والعمل على متابعة طباعة الكتب الصادرة من مؤلفي المنطقة إضافة لدعوته ومتابعته لإنشاء حوزة دينية في القطيف.
واستشهد الشبيب بعدد من المؤلفات التي كتبها العلامة المرهون من خلال السرد الببيولوجرافي الذي كتبه الباحث الأستاذ عبد الإله التاروتي.
أما الكلمة الأخرى في ذات المحور فكانت للمفكر الإسلامي الشيخ محمد المحفوظ الذي أوضح منطلقات المصلحين والتي تنطلق من الحوزة والمسجد. وأوضح المفكر المحفوظ بأن الشيخ المرهون انطلق من المسجد بروح المسجد والتزم بها في التواصل مع كل الأطياف، وشدد المحفوظ بأن من حق أي إنسان يلتزم بفكرة ويؤمن بها شريطة أن يعبر عنها بطريقة "روح المسجد" على حد تعبيره.
وفي جانب الخدمة الرسالية أوضح بأن عالم الدين ضمير المجتمع وينبغي عليه أن يطبق ما يدعو له ويشارك الناس حتى يقتبسوا من سلوكه. وتناول الشيخ المحفوظ اهتمام العلامة المرهون بالجانب الثقافي المتمثل في اهتمامه بشريحة الشباب وحثهم على الكتابة والتأليف واستفادته من وجوده في النجف الأشرف في متابعة حركة المطبوعات وطباعة نتاجات أبناء المنطقة هناك.
وضمن حفل الذكرى اتصال مسجل بالعلامة والباحث الشيخ باقر شريف القرشي أحد زملاء الدراسة الذين عرفوا الفقيد الراحل ما يزيد على الستين عاماً. وقد أشاد في كلمته بإيمان الفقيد وتقواه، داعياً أبناءه إلى استلهام التقوى من حياته والسير على نهجه الذي هو إحياء للقيم الأصيلة.
كما جائت مشاركة شعرية للشاعر أمجد المحسن تناول فيها تاريخ العلامة المرهون قدس سره ودوره الديني والثقافي في منطقة القطيف وما جاورها.
وفي الختام ألقى سماحة العلامة الشيخ عبد الحميد المرهون كلمة بين فيها عظم مصيبة فقد الراحل على عائلة المرهون بصفة خاصة واصفاً أخيه المقدس بأنه جوهرة فقدتها العائلة وعامة الناس.
وتناول المرهون في كلمته وقفات من تاريخ أخيه الراحل في مجال العمل والإصلاح الاجتماعي وما خلفه من بصمات في إصلاح المغتسلات وبناء المساجد والحسينيات وجهده في نشر الآثار وتراث المنطقة.
وشمل برنامج الذكرى إقامة معرضي صور كان الأول لعرض جملة من صور العلامة الشيخ علي المرهون التاريخية مع الشخصيات والعلماء وأبناء منطقته، والآخر ركز على عرض عدد من صور التشييع وقد أقيم في بيت الفقيد الراحل بحي المسعودية.
يذكر بأنه قد تم تدشين مؤسسة باسم مؤسسة الشيخ علي المرهون الثقافية تعنى بنتاجاته الفكرية والثقافية والدينية.
وقد شارك في الحفل الاستاذ زهير القصاب بآيات من الذكر الحكيم وأدار البرنامج الأستاذ باسم البحراني.