العبد الفقير بين صراعين
يتابع العبد الفقير الى الله انواع كثيره وشتى من الصراعات في العالم، و بكل أسى و حزن تفرض عليه من خلال مشاهدته للاخبار سواءً في الإذاعه أو في التلفاز أو في الأنترنت فأصبح لا يكمل يومه إلا بعد سماع أخبار غثه ودسمه، تتخم وتُسد بها شهيه هذا العبد الفقير حتى أصبح لايستطيع إكمال باقي يومه بإبتسامه طبيعيه جراء ما يناله من أخبار ومصائب متفرقه ، وإذا اراد العبد الفقير النجاة من كل ذلك عليه أن يقفل داره وينعزل حتى يموت فيصبح كما لم يولد .
قال الله تعالى : (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ)
ذُكرت هذه الأيه في سورة التوبه والتي لطالما نسمعها من الذين يدعون الجهاد والمقاومه ويتخذون هذه الأيه ذريعه لقتل من يختلفون معهم في المعتقد أو في الدين فيستحلون قتلهم و سفك دمائهم وتفجيرهم في العمليات الإنتحاريه في المعنى العام و تضييق الخناق عليهم في المعنى الخاص بحجه أن الله هو الذي أمر بذلك و وعدهم بالنصر بفعلهم هذا من دون أن يرجعوا إلى السبب الرئيس في نزول الأية و في من نزلت.
فلو نظرنا إلى ماهيه الخلاف الذين يتعذرون به لقتل الإبرياء لما وجدنا له أي موضع يستشفع به للخلاف فمن خالفهم أما من غير دينهم وهذا حق له في التعبد أو أما مخالفين لهم في الرأي وهذا أيضا حق لهم في أبداء رأيهم، سؤالي هنا وبهذا السبب يُصعد الخلاف الى مستويات الإباده والقتل ونسب الطرف الأخر بأنهم كفره وجهلاء و عملاء وبهذا العذر يستبيح حرمة قتله. واعجباه !!؟؟
الضحايا هم افراد المجتمع المحيط بهم والذين لا ذنب لهم إلا انهم قد أخذوا موقفاً مخالفاً لما يرضاه ( المجاهدون ) ونستطيع ضرب مثال قريب ضحايا ما جرى في العراق على المسيحين في بغداد وعلى الأقباط في مصر .
و السؤال هنا لماذا(المجاهدين) لم يلتفتوا الى باقي الآيات والسور التي تدعوا الى الألفه والتقارب مع باقي الأطياف ومع أختلافها أو حتى النظر إلى التفسير الصحيح للآية السابقة .
للأسف ما نراه ونسمعه من بعض المشايخ وبطريقه عجيبه من التهجم و إدخال المجتمع في دوامات و متاهات الطائفيه الداخليه من خلال إقحام المجتمع في صراعات شيعيه - شيعيه من خلال إشراكهم في خلاف خارجي بعيدا عنا، وشحن الأنفس و العواطف ضد الطرف الشيعي الاخر بسبب أحداث خارجيه يختص بها أطراف من خارج المجتمع فلماذا نحمل المجتمع تبعات هذه القناعات الخاصه بطرف دون الآخرين.
أود ان أقف واتسأل أين أصبح دور و مركز العمائم في المحافظه على لحمة المجتمع من الفرقه والتقسيم والوقوف ضد أي محاوله لجر المجتمع إلى ويلات التفرق والصراعات حين تنتهج هذه العمائم موقفاً معاديا لكل من يختلف معها في رأيها في شعيره من شعائر الدين.
أعزائي دعونا نقف وقفه صادقه للحظه واحده فقط نحن جميعاً نختلف في اشياء كثيره وعديده ولكن أختلافنا هذا يكون نسيج جميل مختلف الألوان وهذا ما يميزنا.
وان كنا سوف نتطرق الى مواضع الخلاف والإختلاف فمن الأولى أن نتطرق إلى مشاكل و مصائب مجتمعنا و التي تصب على افراد مجتمعنا العاملين في القطاعات العامه و الخاصه و التطرق الى أنواع التمييز و الاقصاء الذي يواجهونه كل يوم والسبب هو الهويه المذهبيه أوليس هذا السبب أولى بأن نتخذ منه قضيه وموضوع نتداوله و نناقشه و نجد له حلاً.
علينا جميعا أن نعي بمجريات ما يحدث حولنا وأن لا نسقط في فخ الإتهامات والتسقيطات لبعضنا البعض بحجه المعتقد والهوى لإجل إختلاف في أراء حصل خارج نطاق مجتمعنا القطيفي فدعوا الخلاف لإصحابه و دعوا المجتمع يهنىء بالعيش بعيدا عن الصراعات الداخليه فالعباد الفقراء الى الله هنا مفروضه عليهم أخبار الصراعات العالميه التي تشيب لها الروؤس مع كل دوره لعقارب الساعه و أظن بل وأجزم انه هذه الجرعه من الصراعات كافيه لهم.