معهد تعليم الخطابة.. ضرورة منعدمة
لعل من أهم ما يؤثر في انتشار الأفكار وإقناع الآخرين أمران، الأول: كون الفكرة نابعة من شخص له ثقله الديني أو الاجتماعي في مجتمعه، والأمر الثاني: أن تكون تلك الفكرة منقولة بطريقة جذابة ومؤثرة تجعل الطرف المتلقي ينجذب إليها ويتأثر بها حتى وإن لم تكن وفق قناعاته وأفكاره.
وكثيراً ما نجد بين ظهرانينا من يمتازون بالثراء المعلوماتي والثقافة المتجددة في شتى الحقول، فبمجرد ما تسمعه يتحدث إلا وتشعر بأنك تستمع لمعلومة أو حكمة أو رواية أو نظرة قرآنية وكأنها تطرق سمعك للمرة الأولى وإن صغرت.
فكثير من الناس يمارس دور الخطيب والمبلغ ويكونون الأسرع نفوذاً بين المجاميع الشبابية غير المتعمقة في أمور الدين لغياب الحواجز والاعتبارات العرفية التي تحول والتعاطي بالشكل المطلوب مع عالم الدين.
كما أن هناك من الخطباء من يمتاز بالعمق والنظرة التحليلية الرائعة في بحوثه ولكنك لا تجد الانجذاب والسلاسة في ما يطرحه بسبب افتقاره لمقومات الخطبة الناجحة وتوظيفها بالشكل الصحيح.
وهنا يحتاج المجتمع العمل على إنشاء معهد خطابي لتعليم الخطابة والأساليب المؤثرة في اجتذاب الجماهير يقوم بالإشراف عليه متخصصون في مجال مهارات الاتصال يعمل إلى جنبهم مدرسون في اللغة العربية من أجل تخريج خطباء يتحلون بالأسلوب الباهر والجزالة في الكلمات والمعاني ينتقل بعدها الخريج/ الخطيب إلى دورات دينية متفرقة تعطي كلماته وأسلوبه المنطق والإقناع والمعلومة الموثوقة.
ومن الممكن أن يكون لكل مجموعة من الحسينيات أو الجهات الدينية كالدورات الصيفية معهداً مستقلاً يتخذ من النادي أو الحسينية مكاناً لانطلاق سلسلة الدورات بمراحلها المختلفة مضافاً إلى دوره في إعداد دروس وتوجيهات للأهالي من أجل تربية أبنائهم على ثقافة النقاش والحوار منذ سني عمرهم الأولى.
فمتى ما تمكنا من إنشاء هكذا معهد بأسلوب أكاديمي ومناهج متخصصة، أصبحنا قادرين أكثر من ذي قبل على نشر الثقافة والأفكار والتسلل إلى وجدان كافة الناس بأبسط الطرق وأكثرها قبولاً، وبالتالي خلق جو عام من الحوار والنقاش المتبادل بين مكونات المجتمع الواحد.