حساب العمر ...
بالرغم من ان بعض الامور قديمة الاانها ما زالت حاضرة ليومنا هذا ،وبالرغم ايضا من ان هناك معتقدات عمرها آلاف السنين الا انها لازمتنا وكأنها وليدة حاضرنا وبالطبع حين اقول هذا فأنا اقصد امور نفخر بإنتقالها معنا جيلا بعدجيل ، وسواها نود لو نصحو من نومنا في صباح غائم لنجدها قد تحولت لسحابة محمله بها ما تلبث ان تمطر وتتلاشى من سماءنا وتختفي من ارضنا، وهناك ما نستغرب من انه باق وينتقل معنا فيما نتسائل عن سبب بقاءه وان ضعفت قوته، الا انه في كل الاحوال لا يمثل ازمة بوجوده.
ولانني هنا لن اغوص في كل الامور ولن اتعرض من خلال زاويتي لجملة من الموروثات الغريبة منها والعادية جدا فكل ما انوي الحديث عنه هو سنوات العمر ، فهل تُحسب سنوات اعمارنا من يوم مولدنا بدأ بعدد الدقائق فيها مرورا بالساعات تليها الايام فالاسابيع انتهاء بالسنين ، ام بالاحداث الجميلة التي تقاسمناها مع اقرب الناس لقلوبنا واغلاهم في حياتنا ، ام بالاحزان الكثيرة التي دمرت فينا الابتسامه وقبلها الضحكات البريئة .؟
كثيرة هي الاجابات التي وافاني بها اصدقائي عبر ايميلي الخاص حين ارسلت لهم هذا السؤال كنوع من الدعابة الجادة " كعادتي دائما في مداعبة الآخرين" عبر رسالة نصية بالهاتف المحمول ــ ولأنني اميل كثيرا لتصنيف الاشياء احيانا حسب حجمها او شكلها وغالبا حسب اهميتها فقد صنفت جميع الاجابات بحيث اقترب اكثر من طريقة حساب عمر المرأة تحديدا وعلى اي اساس يكون "بإعتبار ان المرأة طبعا "هي آخر مخلوق نتوقع منه الاجابة بمنتهى الصراحة على مثل هذا السؤال المحرج بالنسبة لها .
ولكن ما فاجئني ان احداهن ذكرت عمرها دون نقصان " كالمعتاد طبعا" ولم تكن بحاجة لإثبات ذلك بتدوين التاريخ كاملا كما جاء في جواز سفرها او بطاقتها الخاصة لأنها بإختصار اكتفت بهذه العبارة( انا فخورة بأني ابلغ من العمر الثامنه والثلاثين وقد بدت الخيوط البيضاء ترسم دربها في شعر رأسي وقد انجزت اكثر ما كنت اطمح لإنجازه من عمل وبناء اسرة حتى اصبحت مثالا لأبنائي قبل الغرباء .. وهذا عمري الذي حمل في كل لحظة تحقيقا لأمنية و ذكرى لإنجاز افتخر به كثيرا ).
بقايا ....
ربما نكون قد قضينا سنوات طويلة في هذه الحياة لكننا نخجل من ذكرعددها لأنها لا تحمل ما يدل على ان لنا بصمة نتركها خلفنا بعدالممات ،
وربما اننا ما زلنا في مقتبل العمر ولكن انجازاتنا عديدة ، وبين هذا وذاك هناك انجازاتنا التي تحمل مقياسا حيا لسنوات العمر ، فهل نبقى رقما على اليسار مع تقدم السنوات ام نرقى لنصبح رقما على اليمين في رحلة العمر طالت ام قصرت ، ودمتم وبشهد الكلام نواصل اللقاء.