كلمة على هامش المظاهرات
لقد حمَّل البعض مقالي السابق (كلمة أكثر صراحة... أوقفوا كل المظاهرات) أكثر مما يحتمل، وبالإضافة لذلك فقد كانت هناك تعليقات غريبة لافتة للانتباه، تدعوا للتوقف معها والتعليق عليها ولو بإيجاز وباختصار. ورغم إيماني أن الآراء والخلافات، في كثير من القضايا الحساسة والحماسية، التي تتشرب بالعاطفة، لا تحل عبر السجالات الكلامية والحوار والنقاشات الممتدة، بقدر ما يكون الواقع التجريبي والحياتي فيها، هو المعين الأفضل على الاستبصار بالحقائق وتغيير مسارات الأفكار قبل النقاش والحوار، وذلك هو ما حدث فعلاً عندما تصاعدت المظاهرات في القطيف الحبيبة حتى وصلت المنطقة مرحلة الخطر، فأبصر الكثيرون منا حينها أنهم ينجرفون مع التيار نحو الهاوية ... فتوقفوا هنالك وبدأوا بتغيير المسارات، قررت رغم ذلك، أن تكون لي هنا عدة وقفات للتوضيح، والرد على بعض الإشكالات ... علها تكون ذات معنى وقيمة وفائدة، وهي كما يلي:
أولاً، يقول أحدهم: "أخبرني متى ستتحقق المطالب؟ ... شوارعنا محفّرة , والماء مالح, وين الميزانية؟ ... طبعاً في القرن المقبل سنعرف يا باشا".
جواب: يعني يا عزيزي، يا تتحقق كل المطالب بسرعة وبالقوة ... حتى نرضى، يا نحرق كل القطيف وأهلها ... كما أحرق البوعزيزي (رح) نفسه - في لحظات شعوره بالقهر والظلم والغضب والانفعال - ؟!!! ... يعني لازم يكون خيار من اثنين لا ثالث لهما ... فقط لا غير ... يا هذا ... يا هذا؟!!!.
يا أخي ... لا تضيقوا الدنيا وهي واسعة ... حتى مشاكل البيوت لا تحل بهذه البساط ... يعني إياك والتبسيط ... فلن تحل المشاكل العالقة بسرعة عبر بقية الطرق الأخرى.
ثانياً، يقول آخر: "ماذا تريد منا أن نفعل ... هل نكون مثل المعيز مسلوب الإرادة"؟!!!.
جواب: لا بل أريدك يا حبيبي وأخي العزيز، أن تكون مثل إمامك وإمامي الإمام علي ، عندما سكت عن حقه في الخلافة، حقناً للدماء، ومثل الإمام الحسن ، سالم فخوطب بـ "يا مذل المؤمنين" ... الخ، وهكذا.
فهل تراها كبيرة على نفسك، أن تقتدي بإمامك ؟!!!.
ثالثاً، يقول أحد الإخوة الأعزاء: "لماذا لا تستخدموا هذه الأقلام للإصلاح في مناطقنا"؟!!!.