الشيخ العوامي وتميز في الحوار القرآني بمؤسسة علوم القرآن الكريم بأم الحمام
نظمت مؤسسة علوم القرآن الكريم بجمعية أم الحمام الخيرية الحوار القرآني المفتوح و المتميز مع الباحث المتخصص في علوم القرآن الكريم والمشرف العام على مؤسسة القرآن نور بالقطيف سماحة الشيخ فيصل العوامي مساء يوم الجمعة الموافق 22/12/1429هـ بقاعة الهدى بمقر المؤسسة .
كان لنا هذه المقتطفات من الندوة القرآنية ( الحوار القرآني المفتوح ) ، فقد افتتحت الندوة بقراءة عطرة من الذكر الحكيم بصوت الأستاذ القارئ / سلمان مهدي المرهون، المشرف على مجلس القراء في برنامج علوم القرآن الكريم بأم الحمام ...وبعد الترحيب بسماحة الشيخ فيصل العوامي من قبل معد الحوار الأستاذ / محمد حسن الشبيب المشرف على برنامج دبلوم علوم القرآن الكريم بأم الحمام، بدأ الحوار كالتالي:
• هل تناول القرآن الكريم حادثتي الغدير وعاشوراء بشكل يعكس أهميتهما؟
o حادثة الغدير وأثرها في الخطاب القرآني: الكل يعلم بأن آية التبليغ هي الآية التي وردت في خصوص هذه المناسبة كما نعتقد نحن الشيعة على نحو التواتر، وهي ﴿ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ﴾ هذا على الرغم من وجود جدل في أوساط المسلمين عامة وبعض الشيعة حول مستوى العرض القرآني لهذه الحادثة ، ويتمثل هذا الجدل في الإشكالين التاليين:
أولاً: أن ما جرى في يوم الغدير ليس تنصيباً وإنما هو ترشيح من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والخيار بيد المسلمين
ثانياً: أن قضية الولاية – المنطلقة من الغدير – من الأفضل أن تزاح من بحوث علم الكلام وتدخل في بحوث علم الفقه، ( وهذه الرؤية مؤداها أن تصبح قضية الإمامة قضية ظنية وليست قضية علمية ).
وهذان الإشكالان يرد عليهما العجز الموجود في الآية الشريفة ويدلل على أن ما جرى إنما هو تنصيب للإمام علي عليه السلام وليس ترشيحاً، وأنه أصل وليس فرعاً حتى يزاح إلى علم الفقه، حيث يقول تعالى في عجز الآية ﴿ إن الله لا يهدي القوم الكافرين ﴾ أي الذين كفروا بما يبلغه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
o حادثة عاشوراء: لقضية كربلاء قاعدة أساسية في النص القرآني ( في أفق التأويل وأفق التنزيل ) ففي التأويل لدينا آيات كثيرة تأويلها في الحسين عليه السلام ومثال ذلك الآية الكريمة ﴿ وعلم آدم الأسماء كلها ﴾ ففي الروايات أنه عندما علمه الله الأسماء الخمسة قال آدم إذا ذكرت الأسماء الأربعة سري عني فإذا ذكرت الخامس انكسر قلبي ، وهنا يتم التأكيد على قضية كربلاء. بينما في التنزيل فلدينا سورة الفجر وهي سورة الحسين عليه السلام ففي الرواية عن الصادق عليه السلام " أكثروا من قراءة سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم فإنها سورة الحسين عليه السلام، فسئل الإمام وكيف صارت سورة الحسين عليه السلام ؟ فقال: لأنه النفس المطمئنة الراضية المرضية "
• كيف ترون الفرق بين الإشكالات القرآنية المعاصرة والقديمة؟
إن جملة من الإشكالات المعاصرة هي في الحقيقة ترديد لإشكالات قديمة أو أنها تستند إلى ما طرح في القديم من إشكالات ومثال ذلك قول ( النجار) - وهو من المعاصرين – بتناقض القرآن لا يعدو محاولة ( أبو إسحاق الكندي ) في زمن الإمام العسكري عليه السلام.
والفرق الجوهري هو أن الإشكالات القرآنية القديمة ترتبط بمتن القرآن الكريم وليست بالمنهج ( منهج قراءة النص القرآني)، بينما الإشكالات المعاصرة في الغالب لا تتعرض للمتن وإنما تتعرض للمنهج.
ثلاث نقاط رئيسية :
النقطة الأولى: مهما كانت إشكالات هذه المجموعة قوية فإنه لا بد أن نأخذها برحابة صدر، حيث يجب على العلماء أن يقدموا الإجابة الكافية والشافية.
النقطة الثانية: هو أن الفكر الإسلامي فكر متين وشجاع لا يخاف من النقد ولديه القدرة على رد هذه الإشكالات.
النقطة الثالثة: أن التعامل السلبي مع أمثال هؤلاء هو الذي يضيع العلم والمعرفة وبالتالي ينفر الناس من الدين.
قال تعالى ﴿ إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ﴾
• لماذا جاءت الآية بـ ( فيكون ) ولم تأت بـ ( كان )؟
الإنسان يستطيع أن يصنع شيئاً ولكن هل يستطيع أن يحافظ عليه حياً يتجدد مع الزمن؟ طبعاً لا. بينما الله سبحانه وتعالى إذا أوجد شيئاً أوجد فيه القدرة على الاستمرار ، فمثلاً (البشر) قال له كن فأصبح بشراً يتجدد مع الزمن . وهذه قدرة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى ولهذا تقول الآية ( فيكون).
كل متخصص في حقل من الحقول العلمية قادر على أن يستنبط مجموعة من المعاني الخاصة بذلك العلم ، ومثال ذلك علم النفس، حيث يعتبر من أهم العلوم التي ينبغي أن يستفاد منها في البحث القرآني ، لأن القرآن وضع لنا قضية محورية وهي قضية النفس في خلق الإنسان حيث قال تعالى ﴿ ونفسٍ وما سواها ﴾ ومن ناحية أخرى اعتبر صلاح البشر يعود إلى هذا المحور وهو النفس ﴿ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ﴾ هذا بالإضافة إلى أن من تحدث عن النفس في القرآن هو خالقها فهو الأعرف بها وبتكوينها وحركتها وأثرها . لذلك فإن عالم النفس الذي فهم بعض ظلال علم النفس هو أقدر الناس والعلماء على استخلاص نظريات علم النفس بالنص القرآني. وبالتالي لو أن المفسر كان متشبعاً بعلم النفس فإنه قطعاً سيكون لهذا الأثر الكبير في تفسير القرآن.
إذاً كل العلوم لها أثر كبير في فهم النص القرآني ولكن بالطبع هناك أولويات وأهم هذه الأولويات هو ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام في فهم نص كتاب الله ، ويليه علم اللغة ( التحليل اللغوي) ومن ثم تأتي بقية العلوم الأخرى.
• ماهو رأيكم في القراءات السبع للقرآن؟ وهل للقرآن قراءة واحدة أم سبع قراءات؟
في الواقع هو بحث فقهي، فللقرآن الكريم قراءة واحدة لا أكثر باعتبار أن القرآن من زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان كآيات وكرسم مقفل، حيث أن الجمع الذي أمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن جمعاً لآيات ولا لسور. والقرآن الذي وصلنا بالتواتر هو الذي بين أيدينا بينما القراءات الأخرى وصلتنا بطرق صحيحة لكنها آحاد وكفة التواتر ترجح على كفة الآحاد.
• ما هي أفضل التفاسير لمكتبة المنزل؟
يعتبر تفسير نور الثقلين وتفسير البرهان من أفضل التفاسير لمكتبة المنزل لأنهما عبارة عن كلام أهل البيت عليهم السلام في تفسير كلام الله عز وجل.
وفي ختام الندوة ألقى كلمة الختام الأستاذ / عبدالعلي كرم .. رئيس المجلس القرآني المشترك بالقطيف حيث طالب المجتمع بأن يحتضن المحاضرات والدروس والمنتديات في مختلف العلوم القرآنية ، كما طالب الخطباء وطلاب العلم بتخصيص ليلة للقرآن الكريم من ليالي عاشوراء وحبذا لو كانت ليلة حبيب بن مظاهر الأسدي الذي كان يختم القرآن في ليلة واحدة.
ثم تم تكريم كل من :
• مؤسسة القرآن نور.
• إدارة المجلس القرآني المشترك للجان القرآنية في منطقة القطيف.
• المشاركين في مسابقة(سنام القرآن: حفظ سورة البقرة): وحصول كل فائز على مبلغ تشجيعي لحفظ القرآن الكريم ( 500 ريال لكل حافظ)، والمشاركون هم:
o الحافظ : علي عبدالله السعود.
o الحافظ: فيصل تركي القصار.
o الحافظ: أمير علي البراك.
o الحافظ: أمين أحمد العبدالعال.
o الحافظ: علاء العبد العال.