هذهِ الريحُ اسمي*

هذهِ الريحُ أسمي.

وانفك من جسد الضحية شمعتانِ صغيرتانْ

كنتُ أعلمُ أنّ هذي الريحَ أسمي..

هذهِ الريحُ أسمي..

فأوقفوا عن روحها حقدَ السلاسلْ.

وافتحوا أذرعَهَا، ودعوها تتكلمْ.

كسماءٍ ترفع الغيبَ.. دعوها تتكلمْ.

لمناها ساحلٌ يحمل الوردَ وأنات الصغارْ

ولها قلب صغير ومطارْ.

 

أعلمُ.

 كيف هبَّ الريّحُ في كأسي..، كيف صار الماءُ طوفاناً..،

كيف أنشأتُ كما الرغبةِ نارْ

جئتُ..

مِلئَ فمي قيدٌ، وجسمي يحمل الجرحَ صراخاً، كان حزني جسدي..

رحتُ في موتِ ضحايايَ شريداً كرصاصٍ يعبر الموتَ وأشجاني هواءٌ...، 

ما لهذا الموتِ جئتُ.

هاهنا يشربُني القمحُ هواءً صرتُ.. صرتُ.

 

الهواءُ الرطبُ نحوي

وعلى ريق ضحايايَ شهيدٌ..

وأنا مازلتُ أمشي حاملاً سنبلةً في يديَ اليسرى وآهْ.

 

عدتُ ألواناً كما زرقةِ بحرٍ، عاشقاً بين نوايايَ حماما.

ويدي تحمل برداً وسلاما.

  

جئتُ مجنوناً ومسكوناً ومحزوناً على قتلايَ، بين البحر جئتُ.

كفني ينمو بلحمي .. وشهيدي راحلٌ بين خطايايَ، أنا منْ يحمل اللعنةَ

منْ يرسمُ البسمةَ، منْ يعبرُ الثارَ تلو الثارْ.

نشرت القصيدة في مجلة "الخَط" الورقية، العدد الثالث.