في محاضرة له بالكلية التقنية بالقطيف
آل حمادة: التقنية الحديثة نهضة بالكتاب
ألقى الكاتب والقاص حسن آل حمادة في الكلية التقنية بالقطيف صباح الاثنين: 13/6/1432هـ، محاضرة بعنوان: "الشباب والقراءة في زمن متغير"، حضرها العشرات من الطلاب. وأكد في مستهلها إن ممارسة إنسان مجتمعاتنا للقراءة (الحرة) التي يفترض أن يقوم بها بمحض اختياره، تمثل نسبة ضئيلة للغاية. وقال إن تربيتنا -في البيت والمدرسة- أهلتنا لنوع وحيد من القراءة، وهو القراءة من أجل تحقيق النجاح في المراحل الدراسية المختلفة، من الابتدائية وحتى الجامعية، ثم علينا، مع استلام وثيقة التخرّج، أن نقرأ سورة الفاتحة على سنوات قضيناها في حفظ المقررات الدراسية.
وأوضح آل حمادة إن الشاب القارئ، هو شابٌ قادرٌ على أن يعيش عصره، ليبقى منتجاً فعَّالاً، وقبل ذلك نجده ذا شخصية قوية، فالقراءة وكما هو ملاحظ، تُساهم بدرجة كبيرة في صقل شخصية الإنسان، والارتقاء بطريقة تفكيره، ورسم واقعه الاجتماعي، كما أنها تساهم في تنمية الاتجاهات والقيم المرغوب فيها لدى الشباب.
وفي جانب آخر قال آل حمادة أنه لمس من خلال تجارب شخصية -مع شديد الأسف- بأن الطالب ربما يتخرج من دراسته في المرحلة الثانوية، وهو بعد لم يُتِمَّ قراءة كتابٍ واحدٍ بطوعه واختياره! مؤكدًا أن مسألة العزوف عن القراءة ليست مشكلة فئة الشباب، بل هي مشكلة المجتمع بأسره، وربما كان تركيزنا على هذه الشريحة بالذات، كون الشباب هم الجهة المعَّول عليها من أجل المبادرة لتغيير واقعها والمجتمع معها ايجابياً، عبر احتمائها بالقراءة.
وتأسف المحاضر كون الأمية في أمة اقرأ تصل إلى (70) مليون أمي!! لذا لا نجد غرابة حين نعلم بأن تقرير التنمية البشرية العربي، الصادر عن الأمم المتحدة الإنمائي، يقول بأن نسبة ما يقرؤه العربي في العام هو 6 دقائق فقط، جلّها مخصص لقراءة الكتب الدينية.
وفيما يخص العلاقة بين الكتاب والتقنية الحديثة، أكّد آل حمادة أن التقنية الحديثة تنهض بالكتاب، لذا -حسب قوله- لا مخافة عليه من الانترنت، فنحن بحاجة إليهما معًا، إذ لا يمكن أن يدعي إنسان بأنه قادرٌ على الاستغناء عن أحدهما دون الآخر؛ فلكل وعاء فائدته، ولكل وردٍ رائحته!! فالإنترنت ليس بقادرٍ على إزاحة الكتاب من يد قارئه، كما أنه ليس بالإمكان التخلي عن الإنترنت في عصر ثورة المعلومات وانفجار المعرفة، بالاكتفاء بقراءتنا لكتاب!! وربما يصح لنا القول: إن شبكة الإنترنت قد ساعدت في ترويج الكتاب ونشره، ولم تستطع أن تحل محله، إذ بقي كل واحدٍ منهما محافظًا على موقعه، كما هو شأن المعركة بين الصحافة والإذاعة، أو السينما والتلفزيون قديمًا.
فالبعض قد يلجأ للإنترنت كوسيلة للقراءة، والبعض الآخر قد يلجأ للكتاب بشكله الورقي، ولا مشكلة في ذلك، إذ إن المهم أن يقرأ الإنسان.. ففي السابق، كان البعض يقرأ على كرب النخل أو على جلود الحيوانات، و...إلخ. فالشاب قد يميل إلى الوسائل الحديثة؛ بينما يركن كبار السن إلى الكتاب بشكله التقليدي.
وقال آل حمادة: إن المجتمع القارئ يعيش التقدم في مختلف المجالات، والمجتمع غير القارئ يعيش التخلف أيضًا في مختلف المجالات.. فالفقر، والبطالة، والجهل، والتطرف، وكل الأمراض التي نعيشها سببها تخلينا عن الكتاب. لذا قد نلتمس العذر للشاعر سعيد عقل، حين اقترح أن تستن الدولة سحب الجنسية اللبنانية من كل شخص لا يقرأ 12 كتاباً في السنة، لأن من لا يقرأ في زمن الثورة المعرفية يرتطم في الوحل، ويسحبنا معه.
يذكر أن المحاضرة حظيت بتفاعل كبير من الطلاب الذين شاركوا بأسئلتهم ومداخلاتهم التي أثرت الموضوع، خصوصًا، فيما يرتبط بالبرامج المقترحة، لتنمية وتعزيز القراءة عند الشباب، إضافة لصقل قدراتهم فيما يخص الكتابة والإبداع بشكل عام.