قالت عليها السلام ( مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ )
في ذكرى استشهاد محور الرسالة صديقة الإسلام فاطمة الزهراء (عليها السلام) أتساءل متعجبا: أين كان المهاجرون والأنصار لما استشهد الرسول ص ؟أين المهاجر والأنصار لما صعد على المنبر من تقمص الخلافة ؟
أين المهاجرون والأنصار لما قيد علي (عليه السلام) الذي بايعوه بخم ؟
أين المهاجرون والأنصار لما لطمت بنت نبيهم وأحرقت دارها؟
نعلم أن من تقمص ألخلافة ورهطه ومواقفهم ومطامعهم وخياناتهم من أيام فجر الرسالة وعبر أحداث وانجازات الرسول ص .
لكن في نفس الوقت نعلم أن المهاجرين و الأنصار كانوا مؤازرين للرسول (عليه الصلاة السلام) طيلة هذه الفترة الزمنية فأين نصرتهم؟
الجواب من هذا النص :
جاء في حديث فدك : ثم خرجت-أي فاطمةع- وحملها علي على أتان, عليه كساء له خمل ؛فدار بها أربعين صباحا.
في بيوت المهاجرين والأنصار ،والحسن والحسين (عليهم السلام) معها وهي تقول - خطاب استنهاض –:يامعشر المهاجرين والأنصار انصروا الله فاني ابنة نبيكم وقد بايعتم رسول الله ص يوم بايعتموه أن تمنعوه وذريته مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم ،ففو لرسول الله ص ببيعتكم .
قال-الراوي-:فما أعانها أحد ولاأجابها ولانصرها...)
*وفي خبر آخر :أن قوما من وجوه المهاجرين والأنصار جاؤوا معتذرين – من نصرتها- وقالوا :ياسيدة النساء لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر قبل أن نبرم العهد ونحكم العقد لما عدلنا عنه إلى غيره فقالت (عليها السلام) :إليكم عني فلا عذر بعد تعذيركم ولا أمر بعد تقصيركم.
إضاءة :-
من خلال الحديث الأول نعلم الأمور التالية :
1 - أن عليا (عليه السلام) حاول استنهاض الأمة لنصرة الحق بحمل بنت نبيهم وسبطي الرحمة وهذا أبلغ في الحجة لهم لو نهضوا وعليهم إذا قعدوا .
2 - أن فاطمة الزهراء (عليها السلام) خصت المهاجرين والأنصار بالدعوة للنصرة لمكانتهم في الإسلام ومعرفتهم بمقام علي (عليه السلام) من الرسول (ص ).
3- الحق أن المهاجرين والأنصار بسكوتهم قد نصروا الباطل وخذلوا الحق وخانوا وبدلوا ونكثوا كل وصايا النبي وعهودهم معه ص لنصرة علي (عليه السلام) , حيث حضروا كل كرامات علي (عليه السلام) وبطولاته (بدر ،حنين ,ذات السلاسل ،أحد ،فتح مكة ،خيبر ،رد الشمس.......).
4 - من خلال الخبر الثاني نعلم أن المهاجرين والأنصار يشعرون بالذنب العظيم و الخسران المبين من الساهمة في تنكيس راية الإسلام ورفع راية الضلال والبدع .
5 - يظهر كذلك أنهم غير مقبولي العذر ،لأن الزهراء قد طلبت منهم النصرة إلا أنهم تركوا نصرتها فلزمتهم الحجة لقولها (عليها السلام) :(إليكم عني فلاعذر بعد تعذيركم ولا أمر بعد تقصيركم ).
6 - يظهر أن الأنصار والمهاجرين يحاولون التفلت من المسؤولية بمجرد تقديم الاعتذار إلا أن الزهراء كشفت حقيقتهم المتآمرة تارة والمتخاذلة تارة أخرى لقولها (عليها السلام) :(أصبحت والله عائقة لديناكم ,قالية لرجالكم ،فقبحا لفلول الحد واللعب بعد الجد ).
ولذلك لم تأذن الزهراء (عليها السلام) للمهاجرين والأنصار بحضور دفنها والصلاة عليها.
ثمرة :
النظرفي أحداث غصب الخلافة وظلامة الصديقة (عليها السلام) يعمق الإيمان بأحقية أهل البيت ومدى خسة من ظلمهم (عليهم السلام) وبالتالي يحصن القارىء لسيرتهم من الشبهات والتضليلات .