هكذا ظلمنا الإمام الشيرازي (قده)
ورقة صفراء وأسئلة بيضاء:
كنت في صغري أحب البحث في الأوراق الصفراء التي اختزنتها مكتبتنا الخاصة في منزلنا، كانت الأوراق تتراوح بين بيانات دينية، ونشرات توجيهية من بعض العلماء في العراق ولبنان، وبعض القصائد التي كانت توزع هُنا وهناك.
وقعت في يدي فجأة ورقة صفراء كتب فيها سؤال عن اجتهاد السيد محمد بن السيد مهدي الشيرازي، وذُيلت بإجابات مقتضبة لبعض المراجع الكبار في النجف الأشرف بعدم معرفتهم الشخص المذكور بالاجتهاد، وعدم عهدهم إياه في حوزاتهم. وحين سألت أخي الأكبر عن هذا الاستفتاء أخذه مني وقال لي: لا شأن لك بهذه الأمور وأنت بهذه السن.
المشكلة أن هذا الأمر أوقعني في حيرة شديدة، فقد كنت في ذات الفترة أقرأ تلك الكتيبات الصغيرة التي كان يحضرها أخي المرحوم الشيخ شفيع (رحمه الله) ووالدي (دام ظله) من كربلاء، والتي كانت من تأليف الإمام الراحل الشيرازي (قده)، وما فيها إلا التوجيهات الدينية وتعليم أصول الدين والمذهب، وكلامٌ عن الشيوعية لم أفهمه، وكتاب عن مناسك الحج.
كبرت وكبر معي هذا التساؤل والتناقض في التعامل مع الإمام الشيرازي (قده)، فقد شهدت الكثير من الإنجازات التي قدمتها هذه المرجعية في قيادتها للجماهير التي كانت ترجع إليها في التقليد، وكانت تتركز حين ذاك في القطيف وسيهات والكويت وكربلاء، وكنت أسمع عن الشيرازيين بأن عليهم علامات استفهام في أنشطتهم التي تتسم بالسرية، وأن هؤلاء – على رغم انتشارهم الواسع وكثافتهم- ليسوا على حق وأعمالهم باطلة، لأنهم يرجعون إلى شخص غير مجتهد، أو في أحسن الأحوال غيرِ الأعلم.
الصدمة:
بعد وفاة الميرزا حسن الإحقاقي وبعده ابنه الميرزا عبدالرسول ، تقدم بعض الإخوة بالسؤال من المرحوم آية الله العظمى الشيخ محمد الهاجري (قده) عن من يمكنهم الرجوع إليه في التقليد، خصوصاً بعد اقتناعهم بمبدأ تقليد الحي الأعلم، فأحالهم لتقليد السيد محمد الشيرازي، وبعد مراجعته المشهورة لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) كان يجيب من يسأله عن الأعلم بالتخيير بين السيد السيستاني والسيد الشيرازي .
عجيب! كيف يمكن لشخص في مثل علمية آية الله المحقق الشيخ محمد الهاجري أن يضفي لقب الأعلمية لشخص قيل لنا بأنه غير مجتهدٍ أصلاً وحامت حوله الشبهات؟!
وللأسف – أقولها وكلي حسرة وألم- فقد رجع بعض الأخوة لتقليد الإمام الشيرازي (قده) بناءً على وضوح كلام الشيخ الهاجري، إلا أنهم تعرضوا للمضايقات والإلحاح والمحاورات الطويلة لإقناعهم بالعدول عن السيد الشيرازي (قده)، ورضخوا لتلك الضغوطات واقتنعوا بما أُملي لهم تحت إلحاح الأكثرية .
قائمة الملاحظات:
- في الحقيقة هي قائمة الافتراءات التي أُلصقت بالإمام الشيرازي ومرجعيته، والتي كنتُ أسمعها من هنا وهناك منذ الصغر وحتى وقت قريب، ومن أهمها:
- أن السيد الشيرازي غير مجتهد أصلاً، مستشهدين بأقوال بعض (الفضلاء) و(أهل الخبرة)!!؛ وبالتالي فإن تقليده غير مجزئ ولا مبرئ للذمة.
- بعض المؤلفات المنسوبة للسيد الشيرازي لم يكتبها هو بل كتبها آخرون له.
- أغلب تلك المؤلفات تفتقر إلى العمق وتمتاز بالسطحية ، وبعضها ملتقطٌ من هنا وهناك.
- مرجعية السيد الشيرازي سياسية وذات طابع ثوري واندفاعي، فيجب الحذر منها، خصوصاً مع الظروف الأمنية التي كانت تعيشها المنطقة في فترة الثمانينات ومطلع التسعينات.
وغيرها الكثير من الافتراءات التي سمعتها – وللأسف – حتى من بعض المتمشيخين والمتلبسين بلباس طلبة العلم، وبعض الذين تأثروا بهم من هنا وهناك.
البحر المليء عذوبة:
في إحدى سفراتي إلى البحرين لحضور بعض الفعاليات العاشورائية هناك، أهداني أحد الأشخاص اسطوانة تحوي محاضرات عربية للإمام الشيرازي، مشفوعة بابتسامة منه ودعوة لي بالتوفيق.
في طريق عودتي كنتُ أستمع باهتمام إلى بعض تلك المحاضرات التي انتقيتها بعشوائية، فصُدمت بحجم الفكر والوعي الذي يمتلكه هذا المفكر العظيم، في مجال السياسة والاجتماع والأخلاق والفقه وهموم الحركات الإسلامية والتاريخ السياسي والاجتماعي للعراق وباقي شعوب المنطقة.
فالتفتُّ إلى أخي الذي كان بجانبي قائلاً: ألا تظُنُّ بأننا ضيّعنا على أنفسنا الكثير الكثير من العطاء الفكري والوعي والعلم بمقاطعتنا كتب ومحاضرات هذا السيد الجليل؟؟
بعدها بفترة كنت في طور إعداد بحث تاريخي، فاقتنيت كتاب فلسفة التاريخ للإمام الشيرازي، وما إن تصفحت عناوينه وبعض فصوله إلا وذُهلت لهذا المفكر العملاق، فلم يكتفِ بالبحث في السنن التاريخية التقليدية والنظريات التاريخية القديمة للعلماء المسلمين، بل راح يناقش المناهج التحليلية الحديثة للتاريخ للمفكرين الغربيين. وتساءلت حينها، أي عمقِ فكري يريده هؤلاء أكثر من هذا؟!
أضف إلى ذلك الكثير من الكتب النهضوية ككتاب السبيل إلى إنهاض المسلمين وكتاب طريقنا إلى الحضارة، وكتاب اللاعنف في الإسلام وكتاب ليحج خمسون مليوناً كل عام وغيرها الكثير، متجاوزاً الكتب والموسوعات الفقهية والأصولية العميقة، التي تثبت أن للمرجع الراحل نظرة ثاقبة تنفذ في المستقبل، يرى بعين البصيرة ما لم يره غيره، كان البعض يستهزئ بالسيد الشيرازي حينما كان يطرح بعض القضايا المستقبلية التي لم تكن معهودة في ذلك الوقت، واليوم خلف لنا الكثير من الفكر والعطاء، ورصيداً ضخماً من الحسرة والندم.
انفجار الحقيقة:
وقع في يدي كتابٌ «قادة الفكر الديني والسياسي في النجف الأشرف» لسماحة الدكتور الشيخ محمد حسين الصغير ، والحديث عن هذا الكتاب والمؤلف يحتاج إلى موضوع مستقل، ما يهمنا في الأمر أن الدكتور الصغير كتب هذا الكتاب كجزء ثانٍ لكتابه الأول «أساطين المرجعية في النجف الأشرف»، وقد ترجم لعددٍ من العلماء والمراجع، وتكمن أهمية هذا الكتاب وندرته في أن الكاتب تحدث عن هذه الشخصيات من واقع معايشة واحتكاك مباشر معهم.
في هذا الكتاب خصص الدكتور الصغير بحثاً بعنوان: «السيد محمد مهدي الشيرازي موضوعياً» ، وقد ذكر فيه من الحقائق والمعلومات ما أزالت الرين عن قلبي، وأبطلت سحر الأوراق الصفراء والنفوس السوداء التي ما برحت تُسقط شخصية الإمام الراحل السيد محمد مهدي الشيرازي (قده).
وتجدر الإشارة إلى أن سماحة الدكتور محمد حسين الصغير هو من المحسوبين على مرجعية السيد محسن الحكيم ثم السيد الخوئي فالسيد السيستاني، وقد كان – ولا يزال- مستشاراً لهذين المرجعين الكبيرين ، وهذا ما أعطى البحث المزيد من الموضوعية والاستقلالية.
وقد استوقفتني الكثير من الموارد في هذا الكتاب جعلتني أعيد حساباتي في أمور كثيرة جداً، ومن أهم تلك الموارد التي ذكرها الدكتور الصغير:
«إن هذه الأسرة الشريفة في كربلاء المقدسة ـ أسرة آل الشيرازي ـ يحسدها الكثيرون ممن لا خلق ولا خلاق، لأنهم محبوبون حباً ذاتياً، ولهم شعبية هائلة في الوسط الجماهيري، وتلك نعمة كبرى، وكل ذي نعمة محسود. »
«السيد الشيرازي قدس سره داعية إسلامية كبير، ومرجع ديني معروف، وظاهرة فريدة في البحث والتأليف والنشر، وضرب به المثل في الصبر والمعاناة على ذلك. »
«لم يكن هذا المكان الذي احتله السيد الشيرازي اعتباطيا أو فجائياً، فالرجل في نشأته المباركة وراء هذه الأهمية الخاصة، فقد كان كثير الصِلاة بالمناخ العلمي، وقد عاصر طائفة من العلماء الربانيين، وهو على ارتباط مباشر بثقافة هذا العصر، فعاد بذلك مثقفاً عصرياً متحضراً. »
«نشأ السيد الشيرازي قدس سره في بحبوحة من الشرف الشامخ، متمتعاً بالخلق الرفيع، ومدرّعاً بالعلم الناضج، ومنفتحاً على كل جديد في الحضارة الإنسانية.، لم يقف عند علم الفقه وعلم الأصول وعلم الدراية، وقد جعل القرآن الكريم أمامه فهداه الصراط المستقيم، وانصهر بالعلوم والسياسة والتربية والقانون والتعليم وعلم النفس، وأطاريح الفلسفة والمنظمات الدولية، ولوائح حقوق الإنسان. »
«لم أسمعه طيلة صلتي به متناولاً لأحد بسوء قط، يحمل على الظاهر، ويجري أصالة الصحة، وهو لا يقابل أعدائه ومناويئه بمثل مقابلتهم له، بل العفو والصفح الجميل من أبرز ملامحه في التعامل، يَكِلُ أمرهم إلى الله تعالى، ويدعهم لتأنيب الضمير، فهناك من يثلبه ثلباً لا ورع معه، وهناك من يشتمه جهاراً، وقد يشكك بعضهم باجتهاده، وقد يطعن باستقلاله الفكري، وقد ينسبه إلى ما هو بريء منه، ولكنه لا يعبأ بمثل هذه الأقاويل، فله عن ذلك شغل شاغل بتطلعاته الريادية، وليس على الهراء سبيل لديه، فهو أرفع جانباً، وأعلى كعباً وأسمى عقلية. »
«بلغني أن أحدهم ممن ثلب السيد الشيرازي، كان قد أحتُضر، وقد رأوه يتملل على فراش الموت، ويتأسف كثيراً، فخوطب في ذلك، فأجاب أنه زوّر على بعض المراجع العظام فتوى كاذبة تتناول السيد الشيرازي بالقدح، والمرجع لا يعلم بذلك على الاطلاق، بل كان يحب السيد الشيرازي حباً جماً. »
«كان السيد الشيرازي طاب ثراه قد تعرض في حياته إلى حقد الحاقدين، واستهدف من قبل نفر ضال، وكان الشطط والبهتان والتزوير من معالم الحملة الظالمة التي واجهها بقلب سليم، وشق غبارها بعزم ثابت وشجاعة نادرة فكان مظلوماً من قبل هؤلاء، وكان ظلمه هذا ظلماً فئوياً متعمداً، ولم يكن ظلماً اجتماعياً، فقد كان يمثل الصدارة في نظر المجتمع السليم، وكان يتبوأ مقعد الصدق عند جمهرة المثقفين، وكان يحظى بتأييد شعبي منقطع النظير. »
«حدثني سماحة الأخ العلامة الجليل الدكتور السيد محمد بحر العلوم دام علاه، قال: أهدى إليّ السيد الشيرازي وأنا مقيم في لندن (132) مجلداً من موسوعته الفقهية، فبهرت لهذا العمل الضخم، واستدعيت أحد العلماء البارزين، وقلت له بالحرف الواحد: من منا يستطيع أن يقوم بهذا الجهد العظيم، أليس صاحبه قد غربل الآثار، واطلع على ما في الأسفار، حتى استطاع أن يخرج بمثل هذه الحصيلة النادرة؟ اتركوا التقولات، ودعوا الرجل يعمل بصمت!! »
«ولكن المؤسف له حقاً أن السيد الشيرازي، إنما حورب باعتباره مرجعاً، فكان الاعتداء عليه اعتداء على المنصب. والاعتداء على المنصب ـ أمس واليوم وغداً ـ يشكّل ظاهرة مخزية، تورد من تولّى كبرها موارد الهلاك. »
«نتيجة للحملات الظالمة التي شنت بضراوة ضد المبادئ الاسلامية، انبرى هو وأخوه الشهيد السعيد المجاهد السيد حسن الشيرازي إلى تكريس جهودهما في النشر والتأليف في شتى الفنون المعرفية المنبثقة عن الإسلام، لإشاعة الطرح الإسلامي في احتواء قضايا العصر، وصيانة شباب الأمة من الانحراف والانزلاق، إن لم أقل المئات في الدعوة، والدعاة، والتبليغ، والسياسة والتربية، والاجتماع، والاقتصاد الإسلامي، وشؤون الدولة، والإدارة، والحقوق، والقانون، والفقه، على شكل كراسات ونشرات وكتب ومؤلفات، أتمكن أن أقول جازماً بأنها قد أغرقت الأسواق والمكتبات بتراث غض جديد، وبعرض جديد، وهو ما أتاح للشباب المثقف الاندماج الكلي في هذا الخط التبليغي الرائد، فصدرت بعده للمؤلفين العراقيين كتب قيمة تصب في هذا الرافد، ومعنى ذلك أن السيد الشيرازي له فضل السبق في إرساء حركة التأليف والنشر بأهداف رائدة في العراق بالتوجه الكتابي والتدويني مضافاً إلى الشعر المسيطر. »
«انتقل الإمام السيد مهدي الحسيني الشيرازي إلى الرفيق الأعلى عام 1960م، فحمل راية النضال الديني والسياسي في كربلاء المقدسة أبناؤه الأبرار: السيد محمد الشيرازي، والسيد حسن الشيرازي، والسيد صادق الشيرازي، وكوكبة مناضلة من رجال العلم والفكر والإصلاح، وقد أظهروا من البسالة والمقاومة وما شهد به تاريخ العراق المعاصر، ودون بأحرف من نور توجت أعمال المجاهدين الحقيقيين بأكاليل النصر المبين، وكان قائد ذلك السيد محمد الشيرازي، وهو في عنفوان شبابه المبارك، وهذه حقيقة ثابتة. »
«كانت إقامة السيد الشيرازي قدس سره في الكويت مباركةً بأدق معاني هذه الكلمة، إذ استطاع استقطاب الجماهير المؤمنة في دول الخليج، وفي المنطقة الشرقية من الحجاز، وفي شرق أسيا، مضافاً إلى أوروبا والولايات المتحدة والدول الاسكندنافية. »
«ومن أهم توجهاته العناية الخاصة بجبل العلويين، وأماكن تواجدهم، والأخذ بـأيديهم نحو الطريق الأقوم في موالاة أهل البيت، والسير في ضوء تعليماتهم العليا من دون المغالاة المتنشرة من دون أساس، وقد أنقذ المشروع مئات الآلاف، ووضع أقدامهم على الجادة، وزودهم بالكتب والمجلات والمنشورات التي طورتهم فكرياً وثقافياً وعقائدياً بما سيكتبة التاريخ مرفوع الجبين. »
«جددت العهد بمكتبه – السيد الشيرازي- في 3/7/2004م لأقدم التعازي بفقده، وأخوه آية الله السيد صادق الحسيني الشيرازي دامت بركاته يخلفه فيه ويقوم مقامه، وحوله الناس يستقبلهم بثغره الباسم ووداعته المعهودة، وهو يلبي طلباتهم، ويقضي أشغالهم، ومن حوله أبناء الفقيد السعيد وأبناؤه هو، وكلهم من أهل العلم والتحصيل، هنالك تذكرت قول الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء: «بيت فيه العلم لا يخرب» وهكذا كان. »
«سيأتي اليوم الذي تختفي فيه مظاهر الابتزاز لكيان الابتزاز والمتقين، ويعود آل الشيرازي إلى كربلاء المقدسة، مربض أمجادهم وجهادهم الديني، وتزدهر بهذه الأسرة الكريمة ربوع العراق بإذن الله تعالى. »
ومما ذكره الدكتور محمد حسين الصغير الدور الذي لعبه السيد الشيرازي في إنقاذ الإمام الخميني (قده) من الإعدام إبان حكم الشاه المقبور على إيران، وذلك بسعيه لدى مراجع النجف الأشرف لإرسال برقيات تحذر الشاه من مغبة ذلك، ولمخاطبة الإمام الخميني بالمرجع، لكون الدستور الإيراني آنذاك يحظر إعدام المراجع، مما اضطر الشاه إلى تسفيره لتركيا.
هذا غيضٌ من فيض مما ذكره الدكتور الصغير، وقد كان منصفاً وموضوعياً في طرحه.
وأختم بالمفاجأة التي كتبها الدكتور محمد حسين الصغير إذ يقول: «وفي هذا الصدد فإنني أسجل للتاريخ تقرير سيدنا الإمام الخوئي قدس سره بالحرف الواحد آنذاك: «لو كان عندنا ثلاثة مثل السيد محمد الشيرازي لغزونا العالم». وهو حديث متواتر مشهور على ألسنة الشباب الذين سمعوه، وكان الأخ الحميم العلامة السيد جواد الشهرستاني كبير وكلاء المرجعية العليا في النجف الأشرف آخر من حدثني به. »
فرحم الله هذا المرجع الكبير المظلوم، وأسأل الله أن يسجّل شهادتي هذه اعتذاراً مني إليه مما قد يكون بدر مني في حق هذا المرجع الكبير، عسى الله أن يغفر لنا ذنوبنا وخطايانا، إنه هو السميع البصير.
مِسك:
إن من أكبر مشاكلنا التي تعيق تحضرنا وتقدمنا هي مشكلة التعميم والخلط وعدم الموضوعية، فحين تشير إلى المكانة العلمية والمعرفية لعالم من العلماء ومرجع كبير من المراجع، ينبري البعض بتشويه صورته بسبب ملاحظات يراها على بعض وكلائه أو مقلديه! وما شأني أنا وإياهم؟ بل شأني معه هو فقط، وكأن هذا الذام لم يسمع قوله تعالى: «وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى» .