رسائل غير نصية من لجنة التكريم الأهلية
المهرجان الذي أقامته لجنة التكريم الأهلية بالقطيف مساء الأربعاء 3/6/2009 م لتكريم 42 مؤسسة أهلية تتفاوت أنشطتها بين اجتماعية وثقافية وفنية وغيرها، هذا المهرجان بعث برسائل غير نصية عديدة تحمل مضامين عالية، ويمكننا في هذه العجالة أن نتصيد بعض تلك الرسائل:
إن العمل المؤسساتي هو طريقنا الصحيح للتقدم والنماء في كافة مناحي حياتنا الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، وهو ما ينبغي أن نعمل على تشييده ودعمه تمشيا مع قول الله تعالى ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ﴾.
إن مجتمعنا يزخر بالعديد من المؤسسات الأهلية الفاعلة والتي يعمل فيها أناس يصرفون من وقتهم وأعمارهم الكثير، وهذه علامة من علامات الصحة المجتمعية.
الحضور المتنوع لضيوف المهرجان والذي أضاف له نكهة خاصة، حيث كان لهذا التنوع دلالته الرمزية إذ غطى الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، بل غطى حتى خارج الوطن، وكانت الصورة على المسرح جميلة جدا تعكس جمال التنوع والتعدد، فالذي يسلم الجائزة يمكن أن يكون سلفيا أو شيعيا أو صوفيا أو إسماعيليا أو ليبراليا، فكأن الوطن كله يحتفي بهذه المؤسسات، وكأن الفرحة فرحة الجميع، وفي ذلك رسالة إلى كل من يقول بعدم إمكان التعايش بين مكونات الوطن الواحد.
احتضان نادي الخليج بسيهات لهذا العمل الأهلي يبعث برسالة مفادها أن المؤسسات الرسمية يمكن أن تكون الحاضن والمشجع للمؤسسات الأهلية، فالأهلي في المجتمعات المتقدمة مكمل للرسمي ومتكامل معه وليس بديلا عنه. وهذا النموذج من العلاقة التكاملية هو ما يجب أن يسود بين الاثنين في وطننا.
هناك وعي ينمو داخل المجتمع بأهمية العمل المؤسساتي، ويبدو ذلك من خلال الرقم 42 الذي يمثل جزءا من المؤسسات الأهلية وليست جميعها بالتأكيد، كما يبدو أيضا من خلال تنوع الأدوار والأنشطة في هذه المؤسسات.
هذه الرسائل وغيرها يجب أن نؤكد عليها، كما يجب أن نؤكد على ضرورة توسع العمل الأهلي المؤسساتي ليشمل كل ما يرتبط بالشأن العام.
شكرا لكل من عمل على إقامة هذا المهرجان أو شارك في نجاحه.
شكرا لكل من عمل على إقامة غيره من المهرجانات كمهرجان الإنجاز ومسابقة ملكة جمال الأخلاق.
شكرا لكل العاملين والمبدعين الذين يعملون ليل نهار لرقي مجتمعهم وتقدمه.