المجتمع السعودي إلى أين ؟!
الوصول إلى القمة مطلب يسعى وراءه أفراد المجتمعات على اختلاف أجناسهم ، وتختلف هذه القمة من فرد إلى آخر حسبما يميل إليه في الحياة ، لكنها في النهاية تصب في خدمة هذا المجتمع .
ذلك أن كل فرد لو وضع أهدافه نصب عينيه وسعى بكل ما أوتي من قوة للوصول إليها لكان وضع المجتمع مختلفا تمام عما هو عليه الآن .
الحقيقة هي أن المجتمع السعودي يعيش تناقضاً ملحوظاً في الأهداف والرغبة في النهوض من حالة السبات للفرد ثم المجتمع .
يظهر ذلك جليا في الطريقة التي يتعاطى فيها البعض السعودي مع المتغيرات التي تطرأ على المجتمع سواء كان مصدر التغيير قرارا حكوميا أو اجتماعيا أو حتى فرديا أو كان تغييراً في بعض العادات والتقاليد التي وجودها يضر بالمجتمع أكثر من نفعها .
مثال على ذلك ردود الفعل العجيبة التي طفت على السطح عند إعلان المليك عن دخول المرأة في الترشيح لمجلس الشورى والمجلس البلدي ، فقلة من استقبلوا الخبر بعقل واعي لنتائجه على المجتمع في السنوات القادمة وارتكزت ردود الأفعال على الاستهزاء بالمرأة حينا وبالمجالس البلدية والشورى حينا آخر .
عن نفسي لم أتعجب ردود الفعل فالمجتمع السعودي في معظمه ( لم أقل الكل ) يضيع أوقاته في أمور ربما يشعر بأهميتها بالنسبة له، ومنها:
· ابتكار أحدث الطرق لنشر الفضائح والحديث في أمور الناس الخاصة .
· التفنن وإظهار الإبداع في السخرية وتحويل الأمور الجادة إلى هزلية .
· تمجيد الشعوب الأخرى والتقليل من شأن أفراد مجتمعهم الذي ينتمون إليه.
· التشكي والتباكي من تأخرنا عن ركب الدول المتحضرة وفي نفس الوقت التمني لأن نصل إلى مصافهم.
· الإفراط في الحديث عن أوضاع المرأة في بلدنا ومقارنة الوضع بالدول الأخرى وعند التطبيق تختلف الآراء .
السؤال المهم هنا متى يفيق المجتمع السعودي من تخبطه من أمنياته التي يتغنى بالوصول لها ولكنه فعليا يهدم جميع الجسور التي تمهد طريق الوصول .
أيعني هذا أن المجتمع السعودي يعاني حالة من التخبط وعدم القدرة على الاستفادة من الفرص المتاحة لكي يحقق أمنياته ؟
أم أن الأمنيات مجرد أمنيات يتغنى بها لكي يظهر للعالم الخارجي أنه منفتح؟ في حين أن العكس هو الصحيح.