من يحمي من ؟ !!

 

 

بصورة طبيعية أنت تنمِّي لديك " أباً داخلياً " كلما نضجت، وأعتقد أن النماذج التي تقتدي بها في هذا الجانب هما والداك، هذا هو سبب أنه من المهم جداً أن تنمِّي شعورياً مهارات رعاية الذات لتكون مُسيطراً على أنماط ماضيك بدلاً من أن تكون مدفوعاً بها، ويمكنك أن تتعلم كيف تكون " اباً " لذاتك التي طالما تمنيتها.


إنّ الأب الداخلي يتصف بـ " السلطة، والقوة " وهما كلمتان تنسجمان مع التعبير عن الحب والرعاية والغضب الصحي الناضج، بينما الطفل الداخلي مرتبط بمشاعر "الخوف والألم" الأكثر عرضة للتأثر والحاجة إلى الحب والرعاية الدائمين، كما أن جميع مشاعر الطفل الداخلية يمكن أن يتم التعبير عنها بطرق ناضجة، وذلك من خلال تحديد الطبيعة الوقائية للغضب ومكانه الملائم في محيط الأب الداخلي.

وفي الوقت الذي تمثل فيه "الذات البالغة" الطبقة الخارجية لشخصيتنا لأننا نستقبل بها العالم الخارجي، فإن الطفل الداخلي هو أعمق جانب في كينونتنا حيث تكمن ذاتنا العاطفية والروحية، ويأتي "الأب الداخلي" في المنتصف بينهما ليتولى الحماية أو الفصل بين العالم الخارجي والطفل الداخلي.

لذا فإننا إذا فقدنا السيطرة ككبار على أنفسنا، فإن الإنفعال الطفلي ينفجر من خلال الأب الداخلي حيث تكمن "السلطة والقوة" ويحل محل الذات البالغة وبالتالي تسوء وتتدهور علاقتنا بالعالم المحيط بنا، وهذا هو الوقت الذي يمكن أن نقول فيه أن الطفل الداخلي قد سيطر على أمورنا وبدأ في توجيهنا كما يشاء، وهذا مالا يُستحسن على الإطلاق.

كثيرون منا خصوصاً الرجال ينكمشون أمام فكرة الرقة وقابلية التأثر، حتى أن الإنسان اللطيف رقيق المشاعر يتم التقليل من رجولته بوصفه أنه "تربية إمرأة" وهذا هو أحد أسباب أن هناك قدراً كبيراً من الجهد يُبذل من أجل هذا المظهر الخارجي الشديد والقاسي فقط حتى يضمنوا عدم اعتقاد أحد أن هناك في داخلهم خوفاً أو ألماً أو حاجة كامنة للحب، وهم لا يعلمون بالتأكيد أنه كلما إزدادت قسوة وصلَف المظهر الخارجي، كانت جروح الطفل الداخلي أكثر عُمقاً وتقيُّحاً.

كوننا شديدي الحساسية أو لدينا قابلية للتأثر لا يعني أننا ضعفاء، أولسنا من يردد :"أعوذ بالله من قلب لا يخشع، ومن عين لا تدمع" ولكن يمكننا أن نتعلّم مهارة عرض مشاعرنا العميقة والداخلية بطريقة منفتحة جداً بينما نحن نمارس مهاراتنا المتطورة من أجل الإهتمام بأنفسنا، فتلك نعمة أنعم الله بها على عبادة لتخفيف الضغوط على أنفسهم والتخلص من المشاعر السلبية التي ربما تتسبب في تدمير النسيج العاطفي للبشر وتُعيق عملية تفاعلهم مع البيئة الخارجية المحيطة بهم، ويجعلهم صيداً سهلاً للعزلة والإكتئاب. هيّا لقد حان الوقت لتقوم برحلة ممتعة في داخل ذاتك وترى ما إذا كنت قادراً على أن تجد طفلك الداخلي التائه في زحمة الأحداث لتكتشف بعدها الآثار الإيجابية الخرافية على مستقبل حياتك إلى الأبد، ومبروك مقدماً متعة اللقاء.   

إستشاري سلوك وتطوير موارد بشرية