في تأبين ابنة خالتي الشابة الفقيدة زينب حسن القديحي رحمها الله تعالى
صلاة البكاء
اقرأ أيضاً
خلِّي الأنينَ لفاقديكِ غِيـبي بلحدِكِ وأتركي ما بيننا لاتـتركي في دُورنا حجراً وما لا تتركي من حولِنا وَتَراً وما خلِّي "روانَ" لحزنها ونشيجِها لا تُشرقي في صبحنا أبداً فقد لا تهمسي في سمعنا إلا إذا لاتبعثي طيبَ اللقاء بحقلنا لا ترفعي صوتَ الصلاةِ فحسبُنا وإذا أردتِ لحزننا أن ينتهي خلِّي مكانَكِ خاوياً في دارِنا قولي لنا ماذا جرى حتى هوى يا زينبٌ أهلوكِ ما أبقى لهم فهمُ كطفلٍ قد خبا قنديلهُ يدعوكِ يا أماهُ أين سريتِ عن ننبيكِ أنَّ رفيق دربِكِ لم يعد ستريهِ يندُبُ أين زينبُنا مضتْ أين التي كانت تلملمُ شملنا أبواكِ ضاعا في الأسى يا زينبٌ أما اليتيمةُ فانظري في كفِّها لمّا تزل تسقيه من آماقها إيهٍ سَمِيَّةَ ربَّةَ الخِدرِ التي طوفي جراحَ متونها وتفقّدي مُدِّي يديكِ إلى رداها وانظري وإذا نظرتِ ثيابه في صدرِها وبكفِّها ها حدِّقي كيما تَرَي وإذا سمعتِ عتابَها لكفيلِها قولي لها هذي دموعُ أحبتي لتقولَ لاتأسوا فزينبُ عندنا |
وهـوِّميوذري لهم نارَ الجوى ذكراكِ نجماً للمسيرِ المظلمِ أجرى الدموعَ لطيفِكِ المتبسِّمِ قطَّعتهِ بزفيركِ المتلعثِمِ وذري لها ذكرى أبٍ لمُيَتَّمِ ختمَ الظلامُ على الصباحِ بميسمِ أذِنَ الترابُ لميِّتٍ فتكلَّمي أوَ هل تُرى حلَّ العبيرُ لِمُحرِمِ صلَّى البكاءُ على ثراكِ فسلِّمي أو يُبتدى وعدُ الهنا المتصرِّمِ وخذي مكانكِ في الضمائرِ والدمِ عودُ الربيعِ إلى اليـبابِ المُعدَمِ زلزالُ فقدكِ شاخصاً لم يُهدمِ ومضى بليلٍ دامسٍ متجهِّمِ متحيرٍ، متفجِّعٌ، متألِّمِ في دربهِ إلا السوادُ فحوِّمِي عن حائرٍ بسفينهِ المتحطِّمِ أتُرى تعودُ لشملِنا المتقسِّمِ كالقفرِ أطبقَ راحتيهِ على الظمي لازال وردُكِ يافعاً لم يَهْرَمِ وتقولُ أمي قبلتي قتلت فمي فتكَ الزمانُ بخدرِها المتضرِّمِ أثرَ الحبالِ على سوارِ المعصَمِ رأسَ الحسينِ مكللاً بنَدى الدمِ والنعلُ مطبوعاً عليها فالثمي كَفَّي أخيها في لُفافِ الأسهمِ فتوسلي بدموعِها ولتُقْسِمِي تخذتكِ سِلْوَةَ فَقْدِها المترحِّمِ محبورةً في نومِها المتنعِّمِ | وتنَّعمي
لروحها الفاتحة