«يتيم من غرفة الولادة » الحلقة الخامسة
تسارع زهير نحو بوابة المستشفى وهو يعين زوجته ممسكًا بيدها متوجها إلى بوابة الإسعاف.
عاجل الممرضة بالقول أسرعي حالة ولادة.
أُخذت زوجته إلى غرفة الولادة وتنحى جانبًا يُسجل أوراق الدخول.
الدكتورة هبة الصالح باشرت بالكشف على زهراء استعدادا لنقلها إلى قسم الولادة وقد انفتح الرحم بالكامل وبانت علامات الولادة..
تم التسارع بنقلها إلى قسم النساء والولادة وكان مكتظا بالنساء وزهراء تصرخ وتضج من شدة الأم.
تنحى زهير جانبًا ينتظر بشارة الطبيب بالولادة ويده على قلبه.. لقد تأخرت عدة ساعات عن موعدها المقرر وبدأت تتغير حركة الممرضين إلى حالة الطوارئ القصوى..
دخول وخروج بشكل مكثف وغريب الممرضات يتراكضن ويتسارعن إلى غرفة الولادة.
تم استدعاء الطبيب من منزله على عجل!!.
زهير واقف في منتصف الطريق يشاهد بعينيه تغير الوضع في قسم الولادة الذي ترقد فيهِ زوجته زهراء ويتساءل ما الأمر؟ لِمَ هذه العجلة؟
سبحان الله! هل حدث لزوجتي شيء غير الولادة؟.
توجه مسرعًا لإحدى الممرضات بعد خروجها من غرفة الولادة.. أرجوك أخبريني أنا زوج زهراء هل حدث لها مكروه أخبريني ما الأمر؟؟.
ردت عليه لا شيء لا شيء!.
كيف لا شيء؟.
لا أعلم!.
وضع زهير يده اليسرى على رقبته يفركها وهو يشعر بالضيق في صدره.
آه ما الأمر.
حلمك يا رب. يسر ولا تعسر.
إنني أسمع صراخ زوجتي يتصاعد وحركة الأطباء تزداد ذهابًا وإيابًا لابد أن هناك أمرا مّا غير طبيعي.
جلس زهير على مقعده وأعصابه متوترة ونفسيته قلقة خائف أن يحدث لزوجته مكروه!!.
رنَّ هاتفه بعد صلاة الفجر.
أجابه نعم.
زهير.. أنا أم زهراء.
حياك الله يا عمتي أنا في المستشفى وزهراء في غرفة الولادة لقد تأخرت.
الحمدُ لله بشرك الله بألفِ خير.. كيف حالها؟.
لا أعلم ولكن إن شاء الله بخير.
إذا وضعت جنينها أخبرني أنا بانتظارك.
خيرًا إن شاء الله يا عمتي.
الزمن يتباطأ ونبضات قلبهُ تزداد وهو يقبض كفيه ويبسطهما ويغمض عينيه ويفتحهما ويقوم من مقعده ويعود إليه ينتظر خروج الطبيب حتى فُتِح الباب بعد ساعات من الانتظار والتوتر.
خرج الطبيب وهو يجري بين المراجعين مسرعًا وتوجه إلى إحدى الغرف القريبة وسرعان ما عاد يجري بين الصفوف في حالة من التوتر غير الطبيعية!.
لقد تأخرت الولادة وزهير ينتظر خارج الغرفة من يأتيه بالخبر ويبشره بقدوم ولده علي.
لقد بانت علامات الصباح تتسلل من النوافذ والمراجعون يتوافدون على المستشفى وزهراء في غرفة الولادة منذ منتصف الليل.
ازدحم المستشفى بالناس وزهير قائم من هذا المقعد وجالس على ذاك وأعصابه متوترة حتى خرج الطبيب من غرفة الولادة والحزن على وجهه المنكس للأرض.
نظر زهير إلى الطبيب وعيناه تذرفان الدموع.. يتساءل ماذا حدث يا دكتور؟ هل مات الجنين؟؟.
أراد الطبيب تهدئته ربت على كتفيه امسكه من يده اهدأ تصبر تعال معي!.
أخبرني يا دكتور لقد حرقت قلبي!! هل حصل لزوجتي مكروه؟؟.
احتضن الطبيب زهير في منظر فريد من نوعه وقال: تعال معي!.
شعر زهير بالحزن وقال دعني يا دكتور أرى زوجتي وأطمئن عليها حرام عليك ما تفعله لقد لعبت بأعصابي كنت انتظر منذ منتصف الليل.. اخبرني هل مات ولدي؟؟
أو أصاب زوجتي سوء؟
ازداد دمعه انهمارا كالمطر على خديه.. اخبرني يا دكتور ما الأمر؟.
اهدأ سأخبرك بعد قليل.. رفع الطبيب الهاتف وطلب مدير المستشفى وقال تأتي إلى غرفتي حالا.
طلب من زهير الاتصال بأحد إخوته ليأتي إليه على عجل.
اخبرني يا دكتور أنا أتحمل اخبرني ماذا حدث لقد كسرت قلبي تكلم.