بهجة الملكوت
وينتظرون ...
وعلى فُسيفساء ألَقِ النورِ ما بينَ عَطْفَيْكَ يتماوجون ...
ويتقاطرون بكلِّ سنينِ العُمْرِ وكلِّ أناسي الخلق ...
هنا رجالاتُ اللهِ تنتظِرُ الوصلَ وتشتاقُ لرشفةِ نور ...
أطِِلَّ على أزِقَّةِ صومعةِ العِرفانِ المُنداحةِ في روضةِ قُمَ المعصومة ...
إيْ .. يا مشكاةَ العارفين ...
إيْ .. يا أذان السالكين ...
قد كبَّرَ مَشْيُكَ وَهْوَ يجدُّ السَّيْرَ في مسالكِ غَيْبِ الغيب ...
يتوهمونَ بأنَّهم يجدُّون خَلْفَكَ بالخَطْوِ ...
خَطْوُكَ للأعلى .. وبالأعلى خرقْتَ حجابَ النورِ الأبهى ...
قد قامتْ صلاتُكَ تقرأُ – والروحُ تَجاذَبها الشوقُ – إنَّا أعطيناك الكوثر ...
وبكفِّكَ ينفَجِرُ العذبُ المُطَهَّرُ يا وارِدَ حوضَ الحُبِّ من حيدر ...
ها قدِ استحمَّتْ أشجارُ الشوقِ في حدائقِ الصدور ...
راوِحْها بالسجدةِ يا غايةَ آمالِ السائرينَ إلى محبوبِك الفَرْد ...
انفُخْ في عَقلِها روحَ العِشقِ كما ذاقتْ أفئدةُ الموحِدينَ المُخْلَصين ...
إيْ .. يا بركةَ البركاتِ في العقد الرابعِ مِن قرنِنا الخامسِ عشر ...
تَوِّجْ حَوارِيِّيكَ بتاجِ الهَيْبَةِ بالأسودِ والأبيض ...
ما بينَ يديْكَ قد خضعتْ رؤوسُهم ... واصْطَفتْ أنهارُ الكوثر ...
ما زالتْ حيطانُ الدَّرسِ تُسبِّحُ بحمْدِ ذُكاكَ في واحةِ علم آلِ مُحمَّد ...
والكلُّ يرتشِفُ بِقَدَر الكُوزِ ... وكأسُكَ أوفى .. فمنْ يملأُ كُوزَه ؟!!
ما زلتَ بأفياءِ ( المعصومةِ ) تملأُ هاتيكَ الكأس ...
مئذنةٌ أنتَ إذا أقبلتَ بفناءِ الروض الأقدسِ في حَرَمِ النور ...
ناجيها .. ناجيها ..
فَمَنْ إلاّكَ يتقِنُ نجوى الملكوت ...
اطبعْ من شَفَتيكَ على سُورِ العرشِ الفضيِّ قُبلاتِ الذَّوق ...
واهطُلْ من مزن عينيكَ ما بينَ النجوى صدقة السِّر ...
لا شيءَ هناك ... لا شيءَ هناك ... إلاّ المحبوب
ها أنت أكملتَ العِشْقَ السادس والتسعين ...
يكفيكَ السير ..
عُدْ من حيثُ أتيتَ وغيِّر بوصلةَ الانعتاق ..
إيهِ غَيِّرْها .. إلى حيثُ اللامكان ...
بُراقُكَ قُربُ (المعصومةِ ) فلا تستوقفْ هذا الفَجر ...
فجرُك عادَ إلى اللازمان ...
تَمَّتْ صلاتكَ في عالمِ الشهودِ واكتملَ الكَشف ...
غَصَّتْ ( قمٌّ ) وتمايلتِ الملايين ...
طوفانُ المُريدينَ يا شيخَ طريقتهم جاؤوك على وَجَعِ البَيْن ...
أبهجتَ الملكوتَ وتركتَ الأرضَ تئنّ ...
ما زالتْ عِمَّةُ (روح اللهِ ) تلهجُ يا بهجتها بعطاياك ..
لبنانُكَ بالأصفرِ أهداك النصرَ ووافاكَ الوعْد ...
والأرضُ انفتحتْ لتعانقَ كلَّ منافيها في هذي القَفر ...
أبهجتَ الملكوت ... أبهجت الملكوت
وتركتَ مريديكَ على ذكراكَ تموت ،،،