تحية إكبار لرجال الجمعية (1-3)
يقول الشاعر العذري :
قلب فؤادك أين شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول
وكم من منزل يعشـــقه الفتى وحنينــه أبداً لأول منـــــزل
وأهالي بلدة أم الحمام الطيبة يحنون أبداً لبلدتهم ويعشقون تربتها ويذوبون في خدمتها ، وإذا أردت برهاناً بسيطاً على ذلك فبإمكانك أن تقلب بصرك في أي ناحية شئت من أم الحمام لتجد آثاراً مدهشة لسواعد مخلصة من أبناء هذه البلدة الطيبة ، وبإمكانك أن ترجع البصر كرتين لترى بأم عينك ما أنجزه فريق العمل التعاوني بجمعية أم الحمام الخيرية وسينقلب إليك البصر فرحاً مسروراً بما حققته سواعد الشباب المخلصين, حقا أنهم فتية آمنوا بربهم وآمنوا بخدمة مجتمعهم فزادهم الله هدى وتوفيقا .
في زمن قياسي مشاريع عظيمة , كل واحد منها قد يستغرق سنوات طويلة لإنجازه ضمن المقاييس الطبيعية للعمل الاجتماعي على مستوى القرى المتمثلة في دورات للصغار واحتفالات ومسابقات صغيرة وتنفيذ بعض الرحلات البسيطة وإنشاء مشروع صغير كخياط أو بقالة تعاونية وقد يفرح بتلك الإنجازات البعض ويحولها لانتصارات في ذلك الوقت، أما أن يتحول العمل الاجتماعي إلى مشاريع عملاقة بالملايين بالنسبة إلى قرية صغيرة فهذا بالقياس لذاك تحول قياسي سواء بالنسبة لتمويل المشاريع أو متابعة تنفيذها وتذليل العقبات أو إدارة وقيادة اللجان المختصة بكل مشروع والتفرغ للتصدي لذلك، كل ذلك يعد تحولاً في النهج والمسيرة والعزم والانفتاح.
وقد تستغرب عندما ترى ذلك الاختلاف العجيب في نسبة تقييم ذلك النجاح عند أبناء البلدة أنفسهم، ويحق لك أن تسأل كيف يستطيع الإنسان أن يميز بين من يعمل للصالح العام ومن يعمل من أجل مصالحه الذاتية فقط, كيف تشوش الصورة وتختلط الأمور؟!
والإجابة على ذلك السؤال بسيط ومستوعب عند البعض وغير مستوعب عند البعض الأخر.
أرأيت من ينكر ضوء الشمس هل لك أن تقنعه بها , إنها لشدة ظهورها لا يكاد البعض أن يقوى على رؤيتها فالشيء لا يرى إما لشدة خفائه أو لشدة ظهوره , ولا سبيل لنا لإبصار الحقائق كما هي إلا التجرد والحياد وعدم العصبية وإتباع الهوى .
ولدفع عجلة التغيير والتنمية والإصلاح في بلدتنا لا يكفي فقط أن نقول للمسيء أسأت بل يجب كذلك أن نقول للمحسن أحسنت وبصوت عال فكما أن التثبيط يشل العمل كذلك التشجيع ينمي ويسرع في حركة الأفراد والجماعات , يكفينا صمتاً وتجاهلاً لما يحدث من نقلة كبرى يقودها أعضاء مجلس إدارة جمعية أم الحمام الموقرين المخلصين العاملين، جميعهم شكل مجلساً إداريا متفردا بهدوئه ونشاطه الكبير فهم يعملون بصمت وبدون ضجيج، فكتب الله لهم التوفيق بعد أن علم ما في قلوبهم لإنجاز مشروع بعد الآخر بدون كلل وملل ومن خلال متابعتي لما يكتب وينشر ويقرأ في المنتديات العامة والخاصة والنشرات والإنترنت لاحظت قصوراً كبيراً في جانب التفاعل ولو بكلمة طيبة مع تلك المشاريع الخدمية العملاقة، فلا يفوتني وأنا فرد مستفيد من أفراد هذه البلد ولعلي من أقلهم شأنا أن أوجه تحية إكبار لتلك الجهود الكبيرة التي أنجزت تلك المشاريع فكل الشكر والتقدير لكم