الشيخ العوامي: مميزات شهر رمضان آلياتٌ لتحقيق حالة الورع
شدّد سماحة الشيخ فيصل العوامي على ضرورة جعل أيام شهر رمضان المبارك برنامجاً لزيادة الارتباط بالله والتقرّب إليه من خلال تلاوة كتابه الحكيم والمناجاة بغرض الوصول إلى حالة الورع.
ففي خطبته التي ألقاها هذا الأسبوع أشار سماحته إلى أن هناك الكثير من النصوص الواردة عن أهل البيت 
كالخطبة الطويلة المروية عن رسولنا الأكرم 
بمناسبة قدوم شهر رمضان تورد هذه النصوص مميزاتٍ كثيرة لهذا الشهر، وتتحوّل هذه المميزات إلى آليات للإنسان المؤمن ليستفيد منها، ومن هذه الإشارات المهمّة:
أنه شهر القرآن: حيث يتضح ذلك -كما يقول الشيخ العوامي- من التشجيع الكبير على تلاوة القرآن الكريم في هذه الشهر بمضاعفة أجر وثواب قراءة القرآن فيه، (ومن تلا من كتاب الله آيةً في هذا الشهر كان كمن ختم القرآن في غيره من الشهور)، وهو كذلك (ربيع القرآن) حيث تتفتح النفس الإنسانية لتلاوة آيات كتاب الله والالتصاق به.
وأضاف الشيخ العوامي إلى أنه ربما ليس الجو العام فقط هو ما يدفع الناس إلى ذلك، وإنما النفس الإنسانية تكويناً مجبولةٌ على الإقبال على كتاب الله.
الأمر الآخر الذي أشار إليه العوامي هو أنه شهر العلاقة الوثيقة مع الله، والتي تتجلّى من خلال المناجاة الكثيرة الخاصة بهذه الأيام، بحيث أن ما قيل عن القرآن الكريم يصحّ أيضاً أن يقال عن المناجاة، فالنفس الإنسانية تقبل على الذكر والمناجاة وتعزيز العلاقة مع الله سبحانه، (ومن تطوّع فيه بصلاة كتب الله له براءةً من النار) كما قال رسول الله ، وقوله : (ومن أدّى فيه فرضاً كان له ثوابُ من أدّى سبعينَ فريضة فيما سواهُ من الشهورِ).
الأمر الثالث الذي أشار إليه العوامي هو ضرورة جعله شهراً للتكافل الاجتماعي (اتّقوا النارَ ولو بشقِّ تمرة، اتّقوا النارَ ولو بشربة من ماءِ)، لتلمّس حاجات الناس والأخذ بيدهم.
مضيفاً إلى أن كل هذه المميزات التي أشارت لها الروايات تؤدي إلى نتيجة مهمة تظهر من خلال السؤال الذي وجّهه الإمام علي 
لرسول الله في هذه الخطبة حينما سأله: (يا رسولَ اللهِ ما أفضلَ الأعمالِ في هذا الشهرِ؟ فقال : يا أبا الحسن أفضلُ الأعمال في هذا الشهرِ الورعُ عن محارِمِ اللهِ). وكأنه يشير إلى هذه النتيجة وهي التورع عن محارم الله سبحانه التي ينبغي أن نعمل على تحقيقها من خلال كل ما نقول به من أعمال وطاعات عبادية.
