زهرةٌ بين الرماد
مولد زينب (عليها السلام) .. كم هو غريب هذا المولد.. عندما امتزج فيه الفرح بالأسى
اقرأ أيضاً
| مُذْ قُلْتُ زَيْنَبَ حَارَ الشِّعْرُ وَالقَلَمُ مَاذَا أَقُولُ بِمَن تَاهَ القَرِيضُ بِهَا مَا زَالَ مَوْلِدُها لِلشِّعْرِ أُحْجِيةً مِيلادُهَا بَهْجَةٌ بِالحُزْنٍ قَدْ مُزِجَت كَأَنَّمَا إِسْمُها بِالحُزْنِ مُقْتَرِنٌ مَا كَانَ مَوْلِدُهَا مِيلادَ امْرَأَةٍ سَلِيلَةُ النُّورِ ,بِنْتُ الخَفْرِ ,وَالِدُهَا الـ شَقِيقَةُ البَذْلِ ,أًخْتُ المَجْدِ ,سَيدَةٌ أُمُّ الإبَاءِ فَقَدْ لاَذَ الإبَاءُ بِهَا بِنْتُ النَّبِيِّ وَيَكْفِيهَا بِهِ نَسَبًا وَبَضْعَةُ البَضْعَةِ الزَّهْرَاءِ قَدْ وُلِدَتْ يَا سُورَةَ الخِّدْرِ مَا زَالَتْ ترَتِّلًهَا وآيَةَ الصَّوْنِ لَمْ تَفْتَأ مُدَوِّيَةً نَفْدِي لَها ظِلُّها مَا قَطُّ شَاهَدَهُ فَضْلاً عَنِ الظِلِّ لَمْ تُلْحَظَ لَهَا قَدَمٌ وَيَعْلَمُ النَّاسُ مِنْ أَيِّ الدُّرُوبِ مَشَتْ تَسْتَأذِنُ الشَّمْسُ مِنْهَا قَبْلَ مَطْلَعِهَا فَكَفُّ وَالِدِهَا قُطْبُ الوُجُودِ وَمَنْ وَقَبْلَ حَيْدَرَ أَطْبَاقُ السَّمَا ضَرَبَتْ فَقَبْلِ مَكَّةَ كَانَتْ زَيْنَبٌ حَرَمًا وَلا تَقُلْ مَكَّةٌ فِي جَنْبِ مَخْدَعِها يَكْفِي بِمَخْدَعِهَا إِنْ كَانَ يَحْرُسُهُ ضَرِيحُكِ المَجْدُ مَنْ كُفْئٌ لِيَهْدِمَهُ؟! إِذْ مَا حَوَتْ أَرْضُهُ جُثْمَانَ إِمْرَأةٍ طَوْدٌ لِشَاهِقَةٍ فِي مَجْدِ عِزَّتِهَا يُنَاطِحُ الغَيْمَ عِنْدَ السَّفْحِ وَا عَجَبًا ! قَدْ كَانَ مُخْتَلَفَ الأَمْلاكِ قَاطِبَةً أَمَّا النَّبِيونَ مَنْ طَافُوا بِحَضْرَتِهِ وَاليَوْمَ يَا حَسْرةً مَنْ ذَا يَطُوفُ بِهِ ذَاكَ الضَّرِيحُ الذِي لا وَهْلَةً رُفِعَتْ جَارَ الزَّمَانُ فَلَمْ يُبْقِي عَلَيْهِ يَدًا كَمْ كَفْكَفَ الدَّمْعَ عَنْ وَجْنَاتِ مَنْ وَفَدُوا وَكَمْ تُرَى غُمَّةً فِي جَنْبِهِ كُشِفَتْ هَلْ فُتَّ زُوارَه شَوْقًا لِمَلْثَمِهِ ؟ جَارَوُا عَلِيهِ وَمَا زَالَتْ ضَغِينَتُهُمْ غَالُوا الجَمَالَ واَطْفَوا كُلَّ أشْمُعِهِ ذَرَّوا الرَّمَادَ عَلَى كُلِّ الزُهُورِ بِهِ وَمزَّقوا الوَرْدَ فِي أَشْجَارِهِ حَنَقًا وَأَخْرَسُوا نَغْمَةً بِالذِّكْرِ صَادِحَةً مَا صَدَّهُم أَنْهَا فَرْضٌ مَوَدَّتُها لَكِنَّمَا أَمَلُ الحَوْرَاءِ مُنْعَقِدٌ لِوَاءُ عَبَّاسَ خَفّاقٌ بِقُبَّتِهَا يُخَاطِبُ الرِّيحَ إِنْ هَبَّتْ مُرَفْرِفَةً مُسْتَنْهِضا خَاتَمَ الأَطْهَارِ فِيِ أَلَمٍ يَا صَاحِبَ العَصْرِ إِنِّيْ كُنْتُ كَافِلَهَا يَا غِيرَةَ اللهِ قَدْ رُدَّتْ أَمَانَتُكُمْ يَا مُدْرِكَ الثَارِ هَاذِي الشَّامُ ثَانِيةٌ وَدِيعَةُ المُرْتَضَى أَنْتَ الكَفِيلُ لَهَا فَجَائَهُ الرَّدُّ عَيْنُ اللهِ تَحْرُسُها هُنَا العَقِيلَةُ وَالأَيَّامُ شَاهِدَةٌ صَوْتُ الوَصِيِّ وَفِي جِلْبَابِ فَاطِمَةٍ مَهْمَا تَجَبَّرَ مَنْ قَدْ رَامَ ذِلَّتَهَا وَحَقِّ زَيْنَبَ بِنْتِ الطُهرِ حَيْدَرَةٍ تَبْقَيْنَ يَا زَيْنَبٌ بِالشَّامْ شَامِخَةً |
مَاذا يَقُولُ وَمَا يَحْكِي لَهَا الكَلِمُ وَأَعْيَتِ الوَصْفَ حَتَّى حَارَ مَنْ نَظَمُوا كَأَنَّهُ عَنْ بَنَاتِ الشِّعْرِ مُنْفَطِمُ مِثْلَ الكَسِيرِ إِذا مَا رَامَ يَبْتَسِمُ حَتَّى بِمِيلادِهَا قَدْ زَارَهَا الأَلَمُ ؟! بَلْ مَوْلِدًا فِيهِ أَضْحَت تُولَدُ القِيَمُ إيمان والعِلْمُ وَالإقْدَامُ وَالكَرَمُ أَبْنَاءُهَا الصَّوْنُ والتَخْدِيرُ وَالحَشَمُ وَالصَّبْرُ فِي صَبْرِهَا لاجٍ ومُعْتَصِم وَالمُرْتَضَى وَالِدٌ تَسْمُوا بِهِ الشِّيَمُ مِثْلَ الضِّيا مِنْ جَلالِ الشَّمْسِ يَنْقَسِمُ فِي مُصْحَفِ المُرْتَضَى الأَزْمَانُ وَالأُمَمُ وَمَسْمَعُ الدَّهْرِ يُصْغِي وَالخُلُودُ فَمُ جِنٌ وَلا بَشَرٌ يَوْمًا وَمَا عَلِمُوا حَتَى بِآثَارِهَا تُمْحَلى لَهَا القَدَمُ إِذْ أَنَّ خُطْوَتَها يَحْيَا بِهَا الرَّمَمُ والأُفْقُ إِنْ رَفَضَتْ هَيْهَاتَ يَرْتَسِمُ تَجْرِي بِإصْبَعِهِ الغَيْمَاتُ وَالدِّيَمُ سُرَادِقَ الصَّوْنِ حَتَّى الأَنْبِيَاءُ عُمُوا أَسْتَارُهُ الغَيْبُ بِالأقدَاسِ يَتَّسِمُ مَا البِيتُ مَا مَكَّةٌ مَا الحِلُّ مَا الحَرَمُ؟! عَلِيُّ ذُو البَأْسِ دُونَ النَّاسِ كُلِّهِمُ دُونَ المَقَابِرِ طُرًا لَيْسَ يَنْهَدِم ! بَلْ ضُمِّنَتْ جَبَلاً قَدْ زَانَهُ الشَّمَمُ تَلْوُي أَعِنَّتَهَا مِنْ حَوْلِهِ القِمَمُ بَلْ إِنَّمَا سَفْحُهُ تَعْلُو لَهُ النُجُمُ والجِنُّ تَقْصِدُهُ وَالعُرْبُ وَالعَجَمُ أَسْمَى أَمَانِيِّهِمْ لَوْ أَنَّهُم خَدَمُ غَيْرَ الأَسَى وَالجَوَى مَنْ بَاتَ يَسْتَلِمُ عَنْهُ الأَكُفُّ وَدَأبًا فِيهِ تَزْدَحِمُ أَيْنَ الأَكُفُّ وَمَنْ طَافُوا وَمَنْ لَزِمُوا؟ وَدَمْعُهُ اليَوْمَ بِالحَسْرَاتِ يَنْسَجِمُ وَغَايَةُ الغَمِّ أَنْ حَاطَتْ بِهِ الغُمَمُ أَمْ فَتَّهُ الشَّوُقُ يَرْجُوا عَوْدَ مَنْ لَثَمُوا؟ مِنْ سَالِفِ العَصْرِ فِيهِم تَلْعَنُ الأُمَمُ وَمَا اشْتَفَوا غَيْر أَنْ عَاثَتْ بِهِ الظُّلَمُ فَمَا بَقَتْ زَهْرَةٌ حَمْرَاءَ مَا رَدَمُوا حَتَّى النَّدَى وَالشَّذَى مِنْهُم فَمَا سَلِمُوا لَمَّا بِصَرْخَتِهِم قَدْ رُوِّعَ النَّغَمُ قَرَابَةَ المُصْطَفَى فِيهَا فَمَا رَحِمُوا مِنْ فَوْقِ قُبَّتِهَا فِي عَيْنِ مَنْ قَدِمُوا يَلُوحُ بِالرُّعْبِ فِي أَبْصَارِ مَنْ أَثِمُوا صَوْتُ الكَفِيلِ عَسَى أَنْ يُوصِلَ النَّسَمُ أَهٍ بِلَوْعَتِهِ مَا أَنْبَأَ العَلَمُ وَ اليَوْمَ أَنْتَ وَفِيكَ الأَمْرُ يُخْتَتَمُ لا تُسْبَيَنَّ و فِيكَ اليَومَ تَعْتَصِم فِينَا مِنْ الشَّامِ جُرْحٌ لَيْسَ يَلْتَئِم فَلا تَذَرْ زَيْنَبًا باِلهَمِّ تُهْتَظَمُ وَإِنَّنِي عَيْنُهُ رصدًا لِكَيْدِهِمُ وَالشَّامُ تَعْلَمُ مَجْدًا لَيْسَ يَنْصَرِمُ لِلحَشْرِ صَرْخَتُهَا فِي أُذْنِ مَنْ ظَلَمُوا تَبْقَى بِعِزَّتِهَا والذُّلُّ ذُلُّهُمُ وَبِاسْمِ زَيْنَبَ حَقًا يَغْلُظُ القَسَمُ أنْتِ الوُجُودُ وَأَعْدَاءٌ لَكِ العَدَمُ |
